إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرُ نعمتِه علَى عبدِه
وعن أبي الأحوص الجشمي"أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم في ثوبٍ دونٍ فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم: ألك مالٌ؟ قال: نعم من كلِّ المالِ. قال: من أيِّ المالِ. قال قد آتاني اللهُ من الإبلِ والغنمِ والخيلِ والرقيقِ. قال: فإذا أتاك اللهُ مالاً فليُرَ عليك أثرُ نعمةَ اللهِ وكرامتِه." الراوي : مالك بن نضلة الجشمي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم: 5239 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
"إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرُ نعمتِه علَى عبدِه"الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2819 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.
الشرح: خلَقَ اللهُ سُبحانَه الخلْقَ وهيَّأَ لهم أسبابَ الحَياةِ والرِّزقِ من عندِه، وعلَّمَنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف نَشكُرُ نِعَمَ اللهِ تعالى وفضْلَه علينا؛ بأنْ نُظْهِرَ هذه النِّعمَ من بابِ الإقرارِ بها دُونَ رياءٍ، كما أمَرَنا بعدمِ البُخْلِ والشُّحِّ على النَّفْسِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ يحِبُّ أنْ يُرَى أثَرُ نِعْمتِه على عبْدِه"، أي: يحِبُّ أنْ يُظهِرَ العبْدُ فضْلَ اللهِ عليه بما رزَقَه من مالٍ أو جاهٍ، بأنْ يلبَسَ ثِيابًا تليقُ بحالِه؛ من النَّفاسةِ والنَّظافةِ، مع مُراعاةِ القَصْدِ وترْكِ الإسرافِ، وهذا من بابِ شُكْرِه على نِعَمِه، والاستِعانةِ بها على طاعتِه، واتِّخاذِها طريقًا إلى جنَّتِه، وهذا أفضلُ من الزُّهدِ فيها، والتَّخلِّي عنها، ومُجانبةِ أسبابِها؛ فأمَّا إنْ شغَلَتْه عنِ اللهِ تعالى، فالزُّهدُ فيها أفضلُ، وإنْ لم تَشْغَلْه وكان شاكرًا للهِ فيها، فحالُه أفضلُ، ويَزهُد بتَرْكِ تَّعلُّقِ قلْبِه بها والطُّمأنينةِ إليها.
وهذه الرِّوايةُ يوضِّحُها حديثٌ آخَرُ أخرَجَه ابنُ ماجه، وفيه: أنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال "كُلوا واشْرَبوا وتصدَّقوا والْبَسوا، ما لم يُخالِطْه إسرافٌ أو مَخِيلةٌ" صحيح ابن ماجه ، أي: افْعَلوا كلَّ ذلك من أموالِكم، ولا حرَجَ عليكم فيما أباحه اللهُ عَزَّ وجَلَّ وفصَّلَته السُّنَّةُ النَّبويَّةُ، وهذا كما قال تعالى"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"الأعراف: 31، وقال تعالَى"وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا"الفرقان: 67، وهو جامِعٌ لفَضائلِ تَدْبيرِ الإنسانِ لنفْسِه، وفيه تَدبيرُ مَصالحِ النَّفْسِ والجسَدِ في الدُّنيا والآخرةِ.
وفي الحديثِ: اتِّخاذُ نِعمةِ اللهِ طريقًا إلى شُكْرِه بإظهارِها.
وفيه: بَيانُ سَعةِ الإسلامِ وتَيسيرِه على النَّاسِ في المُباحاتِ، دونَ إفراطٍ مُخلٍّ بالمالِ أو النَّفسِ، أو الدُّنيا والآخرةِ.الدرر.
شرح حديث/
من ترَكَ اللِّباسِ تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ
مع
شرح حديث/
إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه
والتوفيق بينهما
أحاديث رياض الصالحين
باب استحباب ترك الترفع في اللباس باب استحباب التوسط في اللباس الحديث رقم 806 -807
من ترَكَ اللِّباسِ تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ
مع
شرح حديث/
إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه
والتوفيق بينهما
أحاديث رياض الصالحين
باب استحباب ترك الترفع في اللباس باب استحباب التوسط في اللباس الحديث رقم 806 -807
806 -وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"من
ترَكَ اللِّباسِ تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ دعاهُ اللَّهُ يومَ
القيامةِ على رؤوس الخلائقِ حتَّى يخيِّرَهُ من أي حللِ الإيمانِ شاءَ
يلبسُها" الراوي
: معاذ بن أنس - المحدث :
الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 2481 - خلاصة حكم المحدث : حسن
807 -عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه""الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2819 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.
الشرح
عقد المؤلف رحمه الله في"كتاب اللباس" هذين البابين الباب الأول: في استحباب ترك رفيع الثياب تواضعًا لله عز وجل والثاني: في التوسط في اللباس.
أما الأول" من ترَكَ اللِّباسِ" يعني من ترك اللباس الجميل الطيب "تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ دعاهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ على رؤوس الخلائقِ حتَّى يخيِّرَهُ من أي حللِ الإيمانِ شاءَ يلبسُها""وهذا يعني: أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم، لئلا تنكسر قلوبهم، ولئلا يفخر عليهم، فإنه ينال هذا الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة، فإن الأفضل أن يلبس مثلهم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال، ولاشك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة ولبس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة، فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال فإذا كان ترك رفيع الثياب تواضعا لله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم أما إذا كان بين أناس قد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاقتصاد في اللباس وأن الإنسان يقتصد في جميع أحواله في لباسه وطعامه وشرابه لكن لا يجحد النعمة فإن الله تعالى يحب أن يُرَى أثرُ نعمتِهِ على عبده، إذا أنعم على عبده نعمة فإنه يحب أن يَرِيَ أثرَ هذه النعمة عليه،فإن كانت مالًا :فإنه يحب سبحانه وتعالى أن يرى أثر هذا المال على من أنعم الله عليه به بالإنفاق والصدقات والمشاركة في الإحسان والثياب الجميلة اللائقة به؛ وغير ذلك.
وإذا أنعم الله على عبده بعلم: فإنه يحب أن يُرَى أثرُ هذه النعمة عليه، بالعمل بهذا العلم في العبادة وحسن المعاملة ونشر الدعوة وتعليم الناس وغير ذلك.
وكلما أنعم الله عليك نعمة فأرِ الله تعالى أثر هذه النعمة عليك فإن هذا من شكر النعمة ،وأما من أنعم الله عليه بالمال وصار لا يرى عليه أثر النعمة يخرج إلى الناس بلباس رث وكأنه أفقر عباد الله فهذا في الحقيقة قد جحد نعمة الله عليه كيف ينعم الله عليك بالمال والخير وتخرج إلى الناس بثياب كلباس الفقراء أو أقل وكذلك ينعم الله عليك بالمال ثم تمسك ولا تنفق لا فيما أوجب الله عليك ولا فيما ندب لك أن تنفق فيه ينعم الله عليك بالعلم فلا يرى أثر هذه النعمة عليك لا بزيادة عبادة أو خشوع أو حسن معاملة ولا بتعليم الناس ونشر العلم كل هذا النوع من كتمان النعمة التي ينعم الله بها على العبد والإنسان كلما أنعم الله عليه بنعمة فإنه ينبغي أن يظهر أثر هذه النعمة عليه حتى لا يجحد نعمة الله.
الحمد لله رب العالمين807 -عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إنَّ اللَّهَ يُحبّ أن يُرَى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه""الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2819 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.
الشرح
عقد المؤلف رحمه الله في"كتاب اللباس" هذين البابين الباب الأول: في استحباب ترك رفيع الثياب تواضعًا لله عز وجل والثاني: في التوسط في اللباس.
أما الأول" من ترَكَ اللِّباسِ" يعني من ترك اللباس الجميل الطيب "تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ دعاهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ على رؤوس الخلائقِ حتَّى يخيِّرَهُ من أي حللِ الإيمانِ شاءَ يلبسُها""وهذا يعني: أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم، لئلا تنكسر قلوبهم، ولئلا يفخر عليهم، فإنه ينال هذا الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة، فإن الأفضل أن يلبس مثلهم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال، ولاشك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة ولبس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة، فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال فإذا كان ترك رفيع الثياب تواضعا لله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم أما إذا كان بين أناس قد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاقتصاد في اللباس وأن الإنسان يقتصد في جميع أحواله في لباسه وطعامه وشرابه لكن لا يجحد النعمة فإن الله تعالى يحب أن يُرَى أثرُ نعمتِهِ على عبده، إذا أنعم على عبده نعمة فإنه يحب أن يَرِيَ أثرَ هذه النعمة عليه،فإن كانت مالًا :فإنه يحب سبحانه وتعالى أن يرى أثر هذا المال على من أنعم الله عليه به بالإنفاق والصدقات والمشاركة في الإحسان والثياب الجميلة اللائقة به؛ وغير ذلك.
وإذا أنعم الله على عبده بعلم: فإنه يحب أن يُرَى أثرُ هذه النعمة عليه، بالعمل بهذا العلم في العبادة وحسن المعاملة ونشر الدعوة وتعليم الناس وغير ذلك.
وكلما أنعم الله عليك نعمة فأرِ الله تعالى أثر هذه النعمة عليك فإن هذا من شكر النعمة ،وأما من أنعم الله عليه بالمال وصار لا يرى عليه أثر النعمة يخرج إلى الناس بلباس رث وكأنه أفقر عباد الله فهذا في الحقيقة قد جحد نعمة الله عليه كيف ينعم الله عليك بالمال والخير وتخرج إلى الناس بثياب كلباس الفقراء أو أقل وكذلك ينعم الله عليك بالمال ثم تمسك ولا تنفق لا فيما أوجب الله عليك ولا فيما ندب لك أن تنفق فيه ينعم الله عليك بالعلم فلا يرى أثر هذه النعمة عليك لا بزيادة عبادة أو خشوع أو حسن معاملة ولا بتعليم الناس ونشر العلم كل هذا النوع من كتمان النعمة التي ينعم الله بها على العبد والإنسان كلما أنعم الله عليه بنعمة فإنه ينبغي أن يظهر أثر هذه النعمة عليه حتى لا يجحد نعمة الله.
شرح رياض الصالحين للشيخ العثيمين المكتبة الحديثة - هنا -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق