عداد الزوار

الخميس، 13 أكتوبر 2016

تشغيل تطبيق الواتس آب على الكمبيوتر

تشغيل تطبيق الواتس آب على الكمبيوتر
بدون برامج

الشرح بالفيديو رابط تحميل الفيديو
هنا
كيفية تشغيل الواتس آب على الكمبيوتر باستخدام متصفح جوجل كروم، حيث أنه قأد علنت الشركة المنتجة لتنطبيق الواتس آب أنه يمكنك تشغيل الواتس آب على المتصفح سالف الذكر من خلال الرابط التالى

https://web.whatsapp.com/ هنا

الشرط الوحيد هو أنه يجب أن يكون لديك بالفعل الواتس آب على جهازك المحمول ومتصل بالإنترنت
هنا 

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

مصرع طاغية



مصرع طاغية
الحمد لله الذي وعد أولياءه بالنصر والتمكين ، وتوعّد أعداءه بالذُّلِّ والخُذلان المبين.في مثل هذا الشهر تواعد حزب الشيطان وتوعّدوا أولياء الرحمن فجُمِعت الجموع ، وحُشِدت الحشود ، وجُيّشت الجيوش فاستعدّ رأس الكُفر ورئيسه لاستئصال الفئة المؤمنة .
قال ربنا تبارك وتعالى :
" فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ "
لماذا يحشد جُنوده ؟
" إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ"
عجيب أمرُه !
أوَ يخشى الإله ويُحاذر ؟ أين ما كان يدّعيه من الربوبية ؟
ولكنهم على أنفسهم يجنون ، وللنعمة هم يُزيلون
قال سبحانه :

" فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ "
أي عند طلوع الشمس .
ثم ماذا ؟
" فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ"
ورأى كل فريق خصمَه .
" قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "
أي لا محالة ، ولا مفرّ ، فالبحرُ من أمامنا ، والعدوُ مِن خلفنا بقضّه وقضيضه ، بخيله ورجِلِه ، بعُدّته وعتاده .
فماذا كان موقف نبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ؟
هو موقفُ الواثق بالله الموقن بنصرِه .
" قَالَ كَلاّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "
فيأتيه الفَرَجُ والجواب :
" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ "
ماذا يضربُ بها ؟
عصا صغيرة كان يتوكأ عليها ، ويهشّ بها على غنمه .يضرب بها البحرَ العظيم المتلاطم .
" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ "
لتبقى هذه القصة عِظة وعِبرة ، ولذلك قال الله بعد سياق هذه القصة :
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "
قال رب العِزّة سبحانه في أخبار آل فرعون : " ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "
فكانت العاقبة للمتقين ، كما كان موسى يقول لقومه من قبل :
" اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "
قال الله عز وجل :
" وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ"
فهل شكر بنو إسرائيل هذه النّعمة يوم أنْ أنجاهم ربهم سبحانه وتعالى من عدوّهم ؟
استمع إلى قول الله جل جلاله :
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ َلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"
أما نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فقد شكر الله عز وجل على ما أولاه مِن نِعْمَـة ، فصام ذلك اليوم شُكراً لله عز وجل .
وفي هذا دليل على أن الشكر العمليّ أبلغُ من الشكر بالقول فحسب .
أيها الكرام :
تلك كانت عاقبة قومِ فرعون .
وهي نهاية من طغى وبغى وتجبّر وعتى عتواً كبيراً وأفسد في الأرض فساداً عظيما .
ولذا قال الله عز وجل :

" أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ "
ولما ذكر الله عاقبة الظالمين :
" وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ "
فقوة الله لا تقف أمامها قوةّ مهما بلغت في العتوّ والجبروت والعظمة .
ولكننا نحتاج إلى أن نستمد النصر والعز والتمكين من العزيز الحميد .
وإننا نستفتح عامنا هذا بشهرنا هذا ، وهو من الأشهر الحُـرُم
وقد قال الله تبارك وتعالى فيهن :

" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ "
قال قتادة : الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن شهرِ محرم : أفضلُ الصيام بعد رمضانَ شهرُ الله المحرم ، وأفضلُ الصلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليل . رواه مسلم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهودُ تصوم عاشوراء . فقال : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا : هذا يومٌ عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرّق فرعونَ وقومَه ، فصامه موسى شكراً ، فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فنحن أحقُّ وأولى بموسى منكم . فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه . رواه البخاري ومسلم .
ولكنّ نفس نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لم تَطِب بمُشابهة اليهود ، فأمر بمخالفتهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع .. يعني مع العاشر . رواه مسلم .
ولما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه . قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم .
وهذا من حرصه عليه الصلاة والسلام على مُخالفة أهل الكتاب .
وقد أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من مُخالفة أهل الكتاب حتى قالت اليهود :
ما يريد هذا الرجل أن يدعَ من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه . رواه مسلم .
إذاً القضية تمايز وتباين بين أمة الإسلام وأمم الأرض .
وفي مسألة التّشبّه لا يُشترط القصد في المشابهة .
إخواني :

ونحن نستفتح هذا العام حريٌّ بنا أن نستغلَّ مواسم الخيرات ، ومن ذلك صيام يوم عاشوراء ، فإن صيامَه يُكفّر ذنوب سنة ماضية .
قال صلى الله عليه وسلم : صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . رواه مسلم .
وسُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيام يوم عاشوراء . فقال : ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ، ولا شهراً إلا هذا الشهر . يعني رمضان . رواه مسلم .
ولا يُشرع في مثل هذا اليوم إقامة احتفالات أو جعله عيدًا .
روى مسلمٌ عن أبي موسى رضي الله عنه قال : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداُ ويُلبسون نساءهم فيه حُلِيّهم وشارتهم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم .
فلنستفتح عامنا هذا بتوبة صادقة ، وأوبةٍ وعودة وإنابة لعلّ الله أن يُغيّر ما بنا وما بأمتنا .

فإن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم .
وهذه سُنة ربانية ماضية .
وإن أعداء الأمة لا يتسلّطون على أمة الإسلام إلا نتيجة للذنوب .
قال الله جل جلاله :
" وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً "
قال ابن القيم رحمه الله :
فالآية على عمومها وظاهرها ، وإنما المؤمنون يصدر منهم من المعصية والمخالفة التي تضادّ الإيمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة ، فهم الذين تسببوا إلى جعل السبيل عليهم .
وقال رحمه الله :
اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خفارة ذنوب المظلوم المبغي عليه ، فذنوبه من أعظم أسباب الرحمة في حق ظالمه . انتهى .
فالأمة اليوم بحاجة ماسة إلى العودة إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم .
وهي بحاجة إلى التوبة من الموبقات سواء ما كان منها على مستوى الدول أو على مستوى الشعوب أو على مستوى الأشخاص .
إن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما بنى البيت هو وابنه إسماعيل قال :
( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .
وإن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان مِن دُعائه : رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي ، وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير . رواه البخاري ومسلم .
إذا كان مِن غُفِر له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخر يقول ذلك ... فماذا نقول نحن ؟
* أصل الموضوع كان خُطبة جمعة في 4/1/1424 هـ
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويُوالُون الكفار والمنافقين ؟!
وقال رحمه الله : الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام ، ونقض عُراه ، وإفساد قواعده .
وقال أيضا : ومَن نَظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والسير عَلِم أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأن أصل كل فِتنة وبَلِية هم الشيعة ومَن انضوى إليهم ، وكثير مِن السيوف التي سُلّت في الإسلام إنما كانت مِن جهتهم ، وعَلِم أن أصلهم ومادّتهم منافقون ، اختلقوا أكاذيب ، وابتدعوا آراء فاسدة ، ليفسدوا بها دين الإسلام .



الأحد، 2 أكتوبر 2016

شهر الله

شهر الله
المجلس الأول

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
من نعم ربِّنَا علينا أنه جعل لنا في أيام دهره نفحات يعيها كل ذي عقل فطن حذر . ونظرًا لأهمية اغتنام هذه النفحات والفرص العظيمة والتي تعتبر من الهبات العظيمة التي تعين على الانتفاع بالأعمار القصيرة ، والأنفاس المحدودة المعدودة نقف مع بعض هذه النفحات ، فقد مرت علينا خير أيام الدهر " العشـر مـن ذي الحجـة " ، وها نحن نقترب من شهر الله المحرم .
لله دَرَّ هذا الشهر العظيم الذي يحوي يومًا عظيمًا ؛ كم فيه من الدروس والعبر تستحق أن يكون لكل مسلم معها وقفات وعظات !
شهر الله المحرم من الأشهر الحرم ،يحرم فيه الظلم وتحريم الظلم يستلزم الاستقامة فمن ظُلم النفس معصية الله.
"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " . سورة هود / آية : 112 .
وقـال سـبحانه وتعالـى :
" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " . سورة الأحقاف / آية : 13 ، 14 .
قـال ابـن ماجـه فـي سـننه :
حدثنـا أبـو مـروان محمـد بـن عثمـان العثمانـي ، قـال : حدثنـا إبراهيـم بـن سـعد ، عـن ابـن شـهاب ، عـن محمـد بـن عبـد الرحمـن بـن ماعـز العامـري ، أن سـفيان بـن عبـد الله الثقفـي قـال : قلـت : يـا رسـول الله حدثنـي بأمـر أعتصـم بـه قـال : " قـل ربـي الله ثـم اسـتقم " قلـت : يـا رسـول الله مـا أكثـر مـا تخـاف علـي ؟ فأخـذ رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلسـان نفسـه ثـم قـال " هـذا " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 36 ) ـ كتاب : الفتن / ( 12 ) ـ باب :كف اللسان في الفتنة / حديث رقم : 3972 / التحقيق : صحيح / ص : 656 .
قـل ربـي الله فيها اعتراف بكل معاني الربوبية وما يستلزم منها من معاني الألوهية .

*توحيــد الربوبيــة
هـو الإيمـان بأن الـرب هـو الخالـق ، الـرازق ، المحيـي ، المميـت ، مُنَـزِّل الكتـب ، مرسـل الرسـل ، المجـازي فـي الدنيـا والآخـرة ، وإفـراده سـبحانه بكـل هـذا .
فتوحيد الربوبية توحيد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرَّزق والإحياء والإماتة وغيرها من أفعاله التي اختص بها ولم يشاركه فيها أحد.
ومـن خـلال هـذا التعريـف نجـد أن :
أقسـام توحيـد الربوبيـة هـى :
1
ـ قــدر كونــي :
قـال تعالى "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " سورة القمر / آية : 49
وقـال تعالـى "إِنَّمَـا قَوْلُنَـا لِشَـيْءٍ إِذَا أَرَدْنَـاهُ أَن نَّقُـولَ لَـهُ كُـن فَيَكُـونُ "
سورة النحل / آية : 40
فالقـدر الكونـي : كالخلـق ، والـرزق ، والإحيـاء ، والإماتـة ، والنفـع ، والضـر .
2
ـ قـدر تشـريعي  
وهـو يشـمل العلـم ، والرسـالات ، والكتـب ، والوحـي ، والتحليـل ، والتحريـم .
ـ ومـن أدلـة ذلـك :
ـ  العلم  قال تعالى "ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي "سورة يوسف / آية  37
وقـال تعالـى " وَقُـل رَّبِّ زِدْنِـي عِلْمـاً " سورة طه / آية : 114
ـ  الرسـالات  : قـال تعالـى " لِيَعْلَـمَ أَن قَـدْ أَبْلَغُـوا رِسَـالاَتِ رَبِّهِـمْ.
سورة الجن / آية : 28 .
ـ  الكتـب  قـال تعالـى " تِلْـكَ آيَـاتُ الْكِتَـابِ وَالَّـذِيَ أُنـزِلَ إِلَيْـكَ مِـن رَّبِّـكَ الْحَـقُّ ."
سورة الرعد / آية : 1
ـ  الوحـي  قـال تعالـى "ذَلِـكَ مِمَّـا أَوْحَـى إِلَيْـكَ رَبُّـكَ مِـنَ الْحِكْمَـةِ " سورة الإسراء / آية  39 .
ـ " التحليـل والتحريـم "
قـال تعالـى "قُـلْ تَعَالَـوْاْ أَتْـلُ مَـا حَـرَّمَ رَبُّكُـمْ عَلَيْكُـمْ"  .سورة الأنعام / آية : 151 .
باختصار القدر التشريعي يشمل "افعل ولا تفعل  .
3 ـ القــدر الجزائــي  
فالـذي يجـازي فـي الدنيـا والآخـرة إنمـا هـو الـرب
من أمثلـة الجـزاء فـي الدنيـا :
قولـه تعالـى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ "سورة الفيل / آية : 1 .
وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ " سورة الفجر / آية : 6 .
ومـن أمثلـة الجـزاء فـي الآخـرة :
قولـه تعالـى " إِنَّ السَّـاعَةَ ءاَتِيَـةٌ أَكَـادُ أُخْفِيهَـا لِتُجْـزَى كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَا تَسْـعَى " . سورة طه / آية : 15 .
وقولـه تعالـى "  أَدْخِلُـوا آلَ فِرْعَـوْنَ أَشَـدَّ الْعَـذَابِ " . سورة غافر / آية : 46 .
وقولـه "  إِنَّـا أَعْتَدْنَـا لِلظَّالِمِيـنَ نَـاراً أَحَـاطَ بِهِـمْ سُـرَادِقُهَا  " . سورة الكهف / آية : 29 .

وقولـه "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَـنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَـدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِـمُ الأََنْهَارُ. " .سورة الكهف / آية : 30 ، 31 .
فتوحيـد الربوبيـة : كـل مـا نـزل مـن الـرب إلـى العباد من رزق ، وإحياء ( كوني ) ، رسـالات " تشريعي " .
ونتيجـة تعاملـك مـع قـدر الله الكونـي والتشـريعي ، يكـون قـدر الله الجزائـي .
فالمعاصـي جزاؤهـا الابتـلاءات والمصائـب فـي الدنيـا ، وشـدة سـكرات المـوت ، وعـذاب القبـر ، وشـدة المـرور علـى الصـراط ، وعـذاب النـار ... .
وفـي المقابـل مـن عمـل صالحـًا لا يضيـع أجـره ، ولـه جـزاء ذلـك في الدنيا والآخرة بحكمة الله.
مـع ملاحظـة أن الابتـلاءات فـي الدنيـا قـد تكـون لتكفيـر الذنـوب ، أو لرفـع الدرجـات والتمحيـص ، وليسـت دائمـًا عقابـًا .
فقـد لا ينـال المؤمـن منزلـة عاليـة فـي الآخـرة بعملـه ، فتكـون هـذه الابتـلاءات والصبـر عليهـا سـبب لرفـع درجاتـه .
*توحيــد الألوهيــة " توحيد العبادة"
هـو إفـراد الله تعالـى بالعبـادة ، فكـل مـا هـو صادر مـن العبـاد إلـى الله ، هـو ألوهيـة .
وهذا التوحيد توحيد الألوهية ، تشتمله وتدل عليه
كلمة التوحيد " أشـهد أن لا إله إلا الله "

والعـبادة عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 38
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مدارج السالكين :
الاستقامة " كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد .. وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات" . ا . هـ .

لمــاذا ســمي المحـــرم بهــذا الاســم ؟
قـال الحافـظ ابـن كثيـر ـ رحمه الله ـ فـي تفسـيره : ( 1654 /4 "  .... أن المحرم سمي بذلك لكونه شهرًا محرمًا ...... سمي بذلك تأكيدًا لتحريمه ، لأن العرب كانت تتلعب به ، فتحله عامًا وتحرمه عامًا .....ا.هـ.
- شهر الله المحرم ، هـو الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري.

هـل ما سبق ذكره يعني أن شهر الله المحرم هو تاريخ هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟.

التقويـم الهجري بدأ في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وليس في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وكان ذلـك سنة سبع عشرة ـ وقيل : سنة ست عشرة ـ هجرية .

والسـنة كانـت معروفـة عنـد النـاس يعنـي يقولـون ، ولـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عـام الفيـل ، ولـم يكـن للسـنة رقم . وكذلك كانت الشهور معروفـة .
لما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية احتيج لتقويم لمعرفة تواريخ الأوامر والقرارات والأسبق منها وَذَكَرُوا فـي سَبب عَمَل عـر التاريخ أشياء .
رُفِـعَ لعمـر صَـكَّ مَحِلّـه شـعبان فقـال :
أيّ شـعبان ؛ الماضـي أو الـذي نحـن فيـه ، أوالآتـي ؟ ضعـوا للنـاس شـيئًا يعرفونـه ،
وأن أبـا موسـى كتـب إلـى عمـر : إنـه يأتينـا منـك كُتُـب ليـس لهـا تاريـخ ... فشـاور عمر أصحابه واستقرت المشـورة علـى أن يبدأ التقويم من السنة التي هاجر فيها الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فجعلوها
 سنة 1، واختاروا سنة الهجـرة لتكون بداية للتقويم فقـط فالتقويـم الهجـري أمر إداري بحـت لتنظيم الرسـائل وأمـور الدولة الإسلامية .
مـا يُســن فـي شــهر الله المحــرم
يُسن فـي هـذا الشـهر الإكثار مـن الصيام وخاصة يـوم عاشوراء .
قـال الإمـام مسـلم فـي صحيحـه :
حدثنـي قتيبـة بـن سـعيد ٍ ، قـال : حدثنـا أبـو عَوَانَـة ، عـن أبـي بِشْـرٍ ، عـن حُميـد بـن عبـد الرحمـن الحِمْيَـريِّ ، عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسُـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"أفضـلُ الصيـام بعـدَ رمضـانَ شَـهرُ اللهِ المحَـرَّمُ وأفضَـلُ الصـلاةِ بعـدَ الفريضـةِ صـلاةُ الليـلِ "
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1163 ) / ص : 280 .
منزلة الصوم عند الله
إلا الصـوم فإنـه لـي وأنـا أجـزي بـه
والصيـــام لا مثــل لـه
الصيــام لا عــدل لـه
فللصـوم فضائـل لـو اجتمعـت مـع فضيلـة الزمـان لرجونـا فـوزًا عظيمًـا ، فالصيـام مـن أفضـل الأعمـال .
وقـد اصطفـاه الله تعالـى لنفسـه كمـا فـي الحديـث القدسـي :
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " كـل عمـل ابـن آدم يضاعـف الحسـنة عشـر أمثالهـا ؛ إلـى سـبعمائة ضعـف ، قـال الله عـز وجـل : إلا الصـوم فإنـه لـي وأنـا أجـزي بـه ، يـدَعُ شـهوته وطعامـه مـن أجلـي ، للصائـم فرحتـان ؛ فرحـة عنـد فطـره ، وفرحـة عنـد لقـاء ربـه ، ولخلـوف فيـه أطيـب عنـد الله مـن ريـح المسـك " .
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 30 ) ـ باب : فضل الصيام / حديث رقم : 164 ـ ( 1151 ) / ص : 275 .
والصيـــام لا مثــل لـه :
* عـن أبـي أمامـة ، قـال : أتيـتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؛ فقلـتُ : مُرنـي بأمـرِ آخـذه عنـك ، قـال : " عليـك بالصـوم ؛ فإنـه لا مِثـلَ لـه "
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2220 / ص : 351 / صحيح .
* عـن أبـي أمامـة قـال : قلـتُ : يا رسـول اللهِ مُرنـي بأمـر ينفعنـي الله بـه ، قـال : " عليـك بالصيـام ، فإنـه لا مثـل لـه " .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2221 / ص : 351 / صحيح .

الصيــام لا عــدل لـه :
* عن أبي أمامة ، أنـه سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أيُّ العمل أفضلُ ؟ قال : " عليـك بالصـوم ، فإنـه لا عِـدْلَ لـه "
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب / حديث رقم : 2222 / ص : 351 / صحيح .
* * * * *
احــرص علــى مــا ينفعــك

إذا كـان الصيـام بهـذه المنزلـة فلنحـرص علـى مـا ينفعنـا ،فقـد كـان سـلفنا الصالـح شـديدوا اللهفـة والحـرص عمـا ينفعهـم ويدخلهـم الجنـة ، فمـن الأعمـال الفاضلـة بعـد التوبـة وحُسـن أداء الفرائـض ، الحـرص علـى كـل مـا ينفـع .
* عـن أبـي هريـرة ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" المؤمـن القـوي خيـرٌ وأحـبُّ إلـى اللهِ مـن المؤمـن الضعيـف ، وفـي كـلٍّ خيـر .احـرص علـى مـا ينفعـك واسـتعن بالله ولا تَعجِـزْ وإن أصابـك شـيءٌ فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قـدَرُ الله ومـا شـاء فعـل ، فـإن لـو تفتـح عمـل الشـيطان " .
صحيح مسلم " متون " / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله ،وتفويض المقادير لله / حديث رقم : 34 ـ ( 2664 ) / ص : 677 .
* عـن أبـي سـلمة قـال سـمعت ربيعـة بـن كعـب الأسـلمي يقـول : كنـت أبيتُ مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، آتيـه بوَضوئـه وبحاجتـه . فقـال : " سـلني . فقلـتُ : مرافقتـك فـي الجنـة . قـال : أو غيـرَ ذلـك " . قلـتُ : هـو ذاك . قـال : " فأعنـي علـى نفسـك بكثـرة السـجود"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 312 ) ـ أول كتاب : الصلاة / باب : وقت قيام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل /حديث رقم : 1320 / ص : 227 / حديث صحيح .



شهر الله
المجلس الثاني 
اقتضت حكمة الله سبحانه أن يكون بنو آدم خطائين ، واقتضت رحمته أن يتيح لهم مكفرات شتى تغطي الخطيئة وتمحو أثرها ، من صلوات وصدقات وحج وعمرة وغيرها من الحسنات :
قال تعالى " إِنَّ الْحَسَـنَاتِ يُذْهِبْـنَ السَّـيِّئَاتِ ".
والصيام من أعظم المكفرات للذنوب لما فيه من ترك الشهوات ، ومجاهدة النفس وتضييق مجاري الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم . 
وسبق البيان والاستدلال على فضيلة الصيام فـي شهر الله المحرم :
قـال رسُـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : 
"أفضـلُ الصيـام بعـدَ رمضـانَ شَـهرُ اللهِ المحَـرَّمُ وأفضَـلُ الصـلاةِ بعـدَ الفريضـةِ صـلاةُ الليـلِ
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1163 ) / ص : 280 منزلة الصوم عند الله
إلا الصـوم فإنـه لـي وأنـا أجـزي بـه
والصيـــام لا مثــل لـه 
الصيــام لا عــدل لـه 
فللصـوم فضائـل لـو اجتمعـت مـع فضيلـة الزمـان لرجونـا فـوزًا عظيمًـا ، فالصيـام مـن أفضـل الأعمـال . 
ومن رحمة الله بنا وبضعفنا أعطانا دُرةً مكنونةً في هذا الشهر الفضيل ، ألا وهي يوم عاشوراء ، وجعل فيه الخير الوفير .

".....وسُئلَ عن صومِ يومِ عرفةَ ؟ فقال " يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ " قال : وسُئلَ عن صومِ يومِ عاشوراءَ ؟ فقال "يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ"الراوي : أبو قتادة الأنصاري - المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1162 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

صومُ عاشوراءَ هو أوَّلُ صِيامٍ صامَه المسلمونَ
*قـال البخـاري فـي صحيحـه : 
حدثنـا عَلِـيُّ بـن عبـدِ اللهِ ، قـال : حدثنـا سُـفيانُ ، قـال : حدثنـا أيُّـوبُ السَّـخْتِيَانِيُّ ، عـن ابـن سـعيد بـن جُبيـرِ ، عـن        أبيـهِ ، عـن ابـن عبـاسِ ـ رضي الله عنهما ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمـا قَـدِمَ المدينـة وجدهُـم يصومـون يومًـا يعنـي عاشـوراء فقالـوا هـذا يـومٌ عظيـم وهـو يـومُ نَجَّـى اللهُ فيـهِ موسـى وأغـرق آل فِرعـونَ فصام موسى شُـكرًا للهِ ، فقـال " أنـا أولى بموسى منهُم فصامَهُ وأمَرَ بصيامِهِ " . 

صحيح البخاري / ( 60 ) ـ كتاب : أحاديث الأنبياء / ( 23 ) ـ باب : قول الله تعالى " وهل أتاك حديث موسى " " وكلم الله موسى تكليمًا / حديث رقم : 3397 / ص : 401 .
*قـال البخـاري فـي صحيحـه : حدثنـا المَكِّـيُّ ابـنُ إبراهيـمَ ، قـال : حدثنـا يَزيـدُ بـنُ أبـي عُبيـدٍ ، عـن سـلمة بـن الأكْـوعِ ـ رضي الله عنه ـ قـال : أمـرَ النبـيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجُـلاً مِـن أسـلمَ " أن أذّن فـي النـاس أنَّ مَـن كـان أكـلَ فليصُـم بقِيَّـة يومـهِ وَمَـن لم يكـن أكـل فليصُـم فإنَّ اليَـومَ يـومُ عاشـوراءَ " 
صحيح البخاري / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 69 ) ـ باب : صيام يوم عاشوراء / شرح حديث رقم : 2007 / ص : 225 .
واسـتُدِل بهـذا الحديـث علـى أن صيـام عاشـوراء كـان مفترضًـا قبـل أن ينـزل فـرض رمضـان ثـم نسـخ .

نسخ وجوب صيام يوم عاشوراء إلى الاستحباب
مع ثبوت الأجر الوفير لمن يصومه
*قـال الإمـام مسـلم فـي صحيحـه : حدثنـا قُتِيبَـةُ بـنُ سـعيدٍ ومحمـدُ بـنُ رُمـحٍ جَميعًـا ، عـن اللَّيـثِ ابـنِ سـعدٍ ، قـال : قـال ابـنُ رُمـحٍ ، قـال : أخبرنـا الليـثُ ، عـن يزيـدَ بـنِ أبـي حبيـبٍ ، أنَّ عِراكًـا أخْبَـرهُ ، أنَّ عُـروَةَ أخبَـرَهُ أنَّ عائشـةَ أخبرَتْـهُ أنَّ قُرَيشًـا كانـت تصُـومُ عاشـوراءَ فـي الجاهليَّـةِ ثُـمَّ أمـرَ رسُـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصيامـهِ حتَّـى فُـرِضَ رمضـانُ فقـال : رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مَـنْ شـاء فليصٌمـهُ ومَـن شـاء فليُفطِـرْهُ " .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 19 ) ـ باب : صوم يوم عاشوراء / حديث رقم : 116 ـ ( 1125 ) / ص : 270 .
* "دخل الأشعثُ بنُ قَيسٍ على عبدِاللهِ . وهو يتغدَّى . فقال : يا أبا محمدٍ ! ادْنُ إلى الغداء . فقال : أوليس اليومُ يومَ عاشوراءَ ؟ قال وهل تدري ما يومُ عاشوراءَ . قال : وما هو ؟ قال : إنما هو يومٌ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ  وسلَّمَ يصومُه قبل أن ينزلَ شهرُ رمضانَ . فلما نزل شهرُ رمضانَ ترك . وقال أبو كُريبٍ : تركه . وفي روايةٍ : فلما نزل رمضانُ تركَه" .الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1127 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .

الشرح صومُ عاشوراءَ هو أوَّلُ صِيامٍ صامَه المسلمونَ، وكان صومُه فَرضًا قبْلَ أنْ يُفرضَ رمضانُ، وقد ثبَتَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضْلُ صيامِه، وفي هذا الحديثِ يُؤكِّدُ ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ صومَ عاشوراءَ لم يَعُدْ واجبًا بعدَ نُزولِ صومِ رمضانَ، فإنَّ الأشعثَ بنَ قيسٍ رضِي اللهُ عنه دخَلَ على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه وهو يأكلُ في يومِ عاشوراءَ، فقال له الأشعثُ مُنبِّهًا له «اليومُ عاشوراءُ»، أي: كيف تأكلُ في هذا اليومِ؟ فأخبره ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه بأنَّ عاشوراءَ كان فَرْضُ صيامِه قبْلَ نزولِ صومِ رمضانَ، فلمَّا نزَلَ رمضانُ باتَ سُنَّةً وتُرِكَ العملُ بأنَّه فرْضٌ، وقولُ ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه له: «اُدْنُ فكُلْ»، أي: اقتربْ فكُلْ، ولا يُفهمُ منه أنَّ الصَّومَ ليس مستحبًّا، وإنَّما دعاه لِلأكلِ؛ لأنَّه عَلِم منه أنَّه كان يَظنُّ أنَّ صيامَه واجبٌ، فأراد أنْ يُؤكِّدَ له عدمَ وجوبِه، فدَعاه لِلأكلِ بعدَ أنْ ذكَرَ له أنَّ فرضِيَّتَه نُسخَتْ بنزولِ صومِ رمضانَ.الدرر السنية.ورغـم تحـول الحكـم مـن الوجـوب إلـى الاسـتحباب رغـم ذلـك كـان صلـى الله عليـه وسـلم يحـرص كـل الحـرص علـى تحـري صيامـه ابتغـاءً للأجـر الوفيـر - يكفـر السـنة الماضيـة - .
*قـال الإمـام مسـلم فـي صحيحـه : 
حدثنـا أبـو بكـر بـنُ أبـي شـيبة وعَمـرو الناقـدُ جميعًـا ، عـن        سُفيـانَ ، قـال : قـال أبـو بكـرٍ حدثنـا ابـنُ عُيَيْنَـة ، عـن عُبيـدِ اللهِ بـنِ أبـي يَزيد سمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ وسُئِلَ عَـن صِيَامِ يوم عاشُوراءَ فقال : ما عَلِمتُ أنَّ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام يومًا يَطلُبُ فضلَهُ على الأيَّـامِ إلاَّ هذا اليَوْمَ ، ولا شَهرًا إلاَّ هذا الشَّهرَ يَعْنِي رَمَضَانَ صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 19 ) ـ باب : صوم يوم عاشوراء / حديث رقم : 131 ـ ( 1132 ) / ص : 271 
فلنغتم هذا الشهر الفضيل وخاصة دُرته المكنونة ، 
".....وسُئلَ عن صومِ يومِ عرفةَ ؟ فقال " يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ " قال : وسُئلَ عن صومِ يومِ عاشوراءَ ؟ فقال " يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ "الراوي : أبو قتادة الأنصاري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1162 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

وعلـى المسـلم أن لا يغتر ولا يتكـل علـى صيـام هـذا اليـوم علـى أنـه يُكَفِّـرَ السَّـنة الَّتـي قبْلَـهُ مـع مقارفتـه للكبائـر، إذ الواجـب التوبـة مـن جميـع الذنـوب كبيرهـا وصغيرهـا ثـم يرجـو أن يُكَفِّـرَ صـوم هـذا اليـوم السَّـنَة الَّتـي قبلـهُ .قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يـدرِ هـذا المغتـر أن صــوم رمضـان والصلـوات الخمـس أعظـم وأجـل مـن صيـام يـوم عرفـة ويـوم عاشـوراء وهـي إنمـا تكفــر مـا بينهمـا إذا اجتنبـت الكبائـر فرمضـان والجمعـة إلـى الجمعـة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر ، فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مُصر عليها غير تائب منها ، هذا مُحال علـى أنـه لا يمتنـع أن يكـون صـوم يـوم عرفـة ويـوم عاشـوراء يكفـر لجميـع ذنـوب العـام علـى عمومـه ويكـون مـن نصـوص الوعــد التـي لهـا شـروط وموانـع ويكـون إصـراره علـى الكبائـر مانعًـا مـن التكفيــر ،   فـإذا لـم يصـر علـى الكبائـر يسـاعد الصـوم وعـدم الإصـرار وتعاونًـا علـى عمـوم التكفيـر كمـا كـان رمضـان والصلـوات الخمـس مـع اجتنـاب الكبائـر متسـاعدَين متعاونيـن علـى تكفيــر الصغائــر ، مـع أنـه سـبحانه قـد قـال "{ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " فاعلـم أن جعل الشيء سببًا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مـع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل " 
ا . هـ . الجواب الكافي / 13 . 
فمـن فضـل الله علينـا أن أعطانـا بصيـام يـوم واحـد تكفيـر ذنـوب سـنة كاملـة ، فهـو سـبحانه ذو الفضـل العظيـم . فلكـي ننتفـع بهـذه النفحـات سـواء فـي عاشـوراء أو أي فضـل لله لابـد مـن التخليـة قبـل التحليـة أي نخلـي بيننـا وبيـن المعاصـي ونحـن فـي حـال رجـاء رحمـة الله وعفـوه وفضلـه . 

اللهـم ارزقنـا يقظـة مـن رقـدات الغفلـة ، وارزقنـا الاسـتعداد قبـل النقلـة ، وألهمنـا اغتنـام الزمـان وقـت المهلـة ، ووفقنـا لفعـل الخيـرات ، وتـرك المنكـرات والفـوز بالرحمـات .

قـال الإمـام مسـلم فـي صحيحـه :
حدثنـي قتيبـة بـن سـعيد ٍ ، قـال : حدثنـا أبـو عَوَانَـة ، عـن أبـي بِشْـرٍ ، عـن حُميـد بـن عبـد الرحمـن الحِمْيَـريِّ ، عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسُـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"أفضـلُ الصيـام بعـدَ رمضـانَ شَـهرُ اللهِ المحَـرَّمُ وأفضَـلُ الصـلاةِ بعـدَ الفريضـةِ صـلاةُ الليـلِ " 

صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1163 ) / ص : 280 .

"...... وسُئلَ عن صومِ يومِ عاشوراءَ ؟ فقال "يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ"الراوي : أبو قتادة الأنصاري - المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1162 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.



هـل من السنة التوسعة على النفس
والأهل يوم عاشوراء ؟
اشتهر ذلك بين كثير من الناس استنادًا على الحديث الضعيف الآتي : ×عـن جابـر بـن عبـد الله ـ رضي الله عنه ـ : أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : مـن وسـع علـى نفسـه وأهلـه يـوم عاشـوراء وسـعَ الله عليـه سـائر سـنته " .
رواه البيهقي في الشعب وابن عبد البر ..... × وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ لم يصح . 
*
سُـئل شـيخُ الإسـلام ابـن تيميـة ـ رحمه الله ـ عما يفعَلَهُ الناسُ في يوم عاشوراء مِن الكُحْلِ ، والاغْتِسَالِ ، والحِنَّاءِ والمُصَافَحَةِ ، وطَبْخِ الحُبُوبِ وإظْهار السُّرور ، وغير ذلك ؛ هل لذلك أصلٌ ؟ أم لا ؟ 
قال: 
الحمد لله ربِّ العالمينَ ، لـم يـرد فـي شـيءٍ مِـن ذلـك حديـثٌ صحيـح عـن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم   ـ ولا عـن أصحابـهِ ، ولا اسْـتَحَبَّ ذلـك أحـدٌ مِـن أئِمَّـةِ المُسْـلِمِينَ لا الأئِمَّـةِ الأربعـةِ ولا غيرهـم ، ولا رَوَى أهـلُ الكُتُـبِ المُعْتَمَـدَةِ فـي ذلـك شـيئًا ....ا.هـ

فالحـزن يـوم عاشـوراء مظهر من مظاهر حزن الشيعة.
الشيعة هم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذ أنهم في هذا اليوم يعذبون أنفسهم بشتى أنواع العذاب حزنًا على الحسين - يعذبون بالقيود وضرب أنفسهم بسلاسل من حديد حتى تسيل منهم الدماء ، ويعزون بعضهم ويلبسون الحداد .
والفـرح يـوم عاشـوراء مظهر من مظاهر كيد النواصب ؛ أعداء الحسين،فيعملون الحلوى فرحًا بمقتلهِ .
النواصـب : الذين ناصبوا عليًا العداء .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " النواصب ، هم الذين ينصبون العداء لآل البيت ، ويقدحون فيهم ، ويسبونهم ، فهم على النقيض من الروافض " شرح الواسطية 2 / 283 هنا



فالنواصب هم الذين عادوا أهل البيت ، لاسيما عليّاً رضي الله عنه فمنهم من يسبُّه ومنهم من يفسِّقه ومنهم من يكفره ،كما أشار لذلك شيخ الإسلام- منهاج السنة7/339-.
ومن أشهر الطوائف التي تبنت منهج النصب الخوارج الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه وكفروه ، وجمعوا إلى ذلك بدعا أخرى .هنا .
فهذا اليوم ليس بيوم عيد يُستقبل بمظاهر الفرحة تُلبس فيـه أفخر  الملابس ، وتُصنع فيه أشهى الأطعمة والحلوى - البليلـة المسـماة بالعاشوراء ؛ في بعض البلدان- وتُظْهَر فيه الزينة والسرور كما يفعل النواصبُ . 
وفي المقابل هو ليس بيوم مأتم ولا ندب ولا نياحة كما يفعل الشيعة حزنًا مُدَّعًا لمقتلِ الحسين ؛ الذي صادف وقوعُه في عاشوراء ، وهو عليه السلام منهم بـراء .
هذا يوم يذكرنا بأن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداعفقد فُرد بالصيام ، فلا يجوز إفراده بقيام ولا غيره من العبادات لأنه مما لم يثبت 
والأصل في العبادات التوقف حتى يرد الدليل الصحيح . 
نسأل الله أن يلهمنا وإياكم اتباع كتابه وسنة نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم ،وأن يجيرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن .


صيــام التاسع مع العاشر
*قـال الإمام مسـلم فـي صحيحـه :
وحدثنـا الحسـنُ بـنُ علـيٍّ الحُلوانِـيُّ ، قـال : حدثنـا ابن أبـي مريـم ، قـال : حدثنـا يحيَـى بـن أيـوبَ ، قـال : حدثنـي إسـماعيلُ بـن أميَّـةَ أنـه سـمع أبـا غَطَفـانَ بـن طريـفٍ المُـرِّيَّ يقـول : سـمعتُ عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهماـ يقـولا حيـن صـام رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يـوم عاشـوراء وأمـر بصيامـهِ ، قالـوا : يـا رسـولَ اللهِ إنـه يـومٌ تُعظِّمُـهُ اليهـود والنصـارى . فقـال رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فـإذا كـان العـام المقبـلُ إن شـاء اللهُ صمنـا اليـومَ التاسـعَ " . قـال فلـم يـأتِ العـامُ المقبـلُ حتـى تُوفِّـي رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 20 ) ـ باب : أي يوم يصام في عاشوراء / حديث رقم : 133 ـ ( 1134 ) / ص : 272 .
الحكمــة مـن صيــام التاسـع :
لصيـام التاسـع مـع العاشـر حكمتـان :
الأولـى : مخالفـة اليهـود والنصـارى فهـم يخصـون عاشـوراء بالصيـام ، وهـذا المعنـى مـروي عـن ابـن
عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ كمـا سـبق .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 20 ) ـ باب : أي يوم يصام في عاشوراء / حديث رقم : 133 ـ ( 1134 ) / ص : 272 .

الثانيـة : الاحتيـاط فـي صـوم العاشـر خشـية نقـص الهـلال ، ووقـوع غلـط فيكـون التاسـع فـي العـدد هـو العاشـر فـي نفـس الأمـر ، وهـذا المعنـى نقلـه النـووي فـي المجمـوع عـن جماعـة مـن الشـافعية وغيرهـم ، ولعلهـم يسـتدلون على ذلـك بما أخـرج الطبرانـي ـ رحمه الله ـ في المعجـم الكبيـر ( 3 / 99 / 2 ) بسـند صحيـح عـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ أنـه قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن عشـت إن شـاء الله إلـى قابـل صمـت التاسـع ؛ مخافـة أن يفوتنـي يـوم عاشـوراء " .
وصححـه الشـيخ الألبانـي في : سـلسـلة الأحاديـث الصحيحـة / ج : 1 القسـم الثانـي / تحـت حديـث رقـم : 350 / ص : 686 ،
فهذا الحديث صريح في أنه صلى الله عليه وسلم ، هَمَّ بصوم التاسع خشية فوات العاشر .
بطلان قصة الحمامتين والعنكبوت على الغار

....وأمـر الله حمامتيـن وحشـيتين فأقبلتـا تدفـان ، وفـي نسـخة : ترفـان ، حتـى وقعـا بيـن العنكبـوت وبيـن الشـجرة ... إلخ القصـة . 
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية - 3 / 182 هذا حديث غريب جدًا . وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 3 / 1128 .
ولملزيد هنا
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ 
أود أن أنبـه علـى أنـه يوجـد فـي بعـض الكتـب أن العنكبوت ضربـت علـى باب الغار نسيجًا من العش ، وهذا لا صحة له ، ليس هناك نسيج من العنكبوت وليس هناك حمامة على شجرة على باب الغار ، إنمـا هـي حمايـة الله ولهـذا قـال أبـو بكـر ـ رضي الله عنه ـلـو نظـر أحدهـم إلـى قدمـه لأبصرنـا -. ولكـن الله أعمـى أبصارهـم فلـم يـروا أحـدًا فـي هـذا الغـار وانصرفـوا عنـه . 

اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 457 . 

قال الشيخ العثيمين في شرح رياض الصالحين:

فالحاصـل أن مـا يذكـر فـي كتـب التاريـخ فـي هـذا لا صحـة لـه ، بـل الحـق الـذي لا شـك فيـه ، أن الله تعالـى أعمـى أعيـن المشـركين عـن رؤيـة النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبـه ـ رضي الله عنه ـ فـي الغـار . والله الموفـق . 

رياض الصالحين / شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين / المجلد الأول / 7 ـ باب : اليقين والتوكل .

ولمزيد تفصيل يرجع للملزمة