عداد الزوار

الجمعة، 25 أبريل 2025

التفكر في أهوال يوم القيامة


 

التفكر في أهوال يوم القيامة
عباد الله- فلنعش هذه الساعة كأننا في يوم القيامة، لعلنا نتذكر أمور الآخرة، ولعل النفوس تقلع عن غيها، وتثوب إلى رشدها، وتعود إلى طاعة ربها عز وجل، فكما أن للموت شدة في أحواله وسكراته، وخطرا في خوف العاقبة، كذلك الخطر في مقاساة ظلمة القبر وديدانه، ثم فتنة منكر ونكير وسؤالهما، ثم عظمة القبر وخطره إن كان مغضوبا عليه، وأعظم من ذلك كله: الأهوال التي بين يديه من نفخ الصور، والبعث يوم النشور، والسؤال على القليل والكثير، ونصب الميزان لمعرفة المقادير.فهذه أحوال وأهوال لابد لك من معرفتها، ثم الإيمان بها على سبيل الجزم والتصديق، ثم تطويل الفكر في ذلك؛ لتنبعث من قلبك دواعي الاستعداد لها.
وأكثر الناس لم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميم قلوبهم، ولم يتمكن من سويداء أفئدتهم، ويدل على ذلك شدة تشميرهم لحر الصيف وبرد الشتاء، وتهاونهم بحر جهنم وزمهريرها مع ما فيها من المصاعب والأهوال، بل إذا سئلوا عن اليوم الآخر نطقت به ألسنتهم ثم غفلت عنه قلوبهم.ومن أخبر بأن ما لديه من الطعام مسموم فقال لصاحبه الذي أخبره: صدقت، ثم مد يده لتناوله كان مصدقا بلسانه مكذبا بعمله، وتكذيب العمل أبلغ من تكذيب اللسان.فمثل نفسك وقد بعثت من قبرك مبهوتا من شدة الصاعقة، شاخص البصر نحو النداء، وقد ثار الخلق ثورة واحدة من القبور التي كان فيها بلاؤهم، وقد أزعجهم الرعب مضافا إلى ما كان عندهم من الهموم والغموم، وشدة الانتظار لعاقبة الأمر، قال الله عز وجل"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ"الزمر:68.وتفكر في الخلائق وذلهم، وانكسارهم واستكانتهم؛ انتظارا لما يقضى عليهم من سعادة أو شقاوة، وأنت فيما بينهم منكسر كانكسارهم، متحير كتحيرهم، فكيف حالك وحال قلبك هنالك وقد بدلت الأرض غير الأرض والسماوات، واشتبك الناس وهم حفاة عراة مشاة، وازدحموا في الموقف شاخصة أبصارهم، منكسرة قلوبهم؟ فكيف ترى حياءك _يا عبد الله- وهو يعد عليك إنعامه ومعاصيك، وأياديه ومساويك؟! وتفكر في طول هذا اليوم وشدة الانتظار فيه، والخجل والحياء من الافتضاح عند العرض على الجبار تعالى، وأنت عار مكشوف متحير ذليل مذعور، منتظر ما يجري عليك القضاء بالسعادة أو الشقاوة، فما أعظم هذه الحال! فإنها عظيمة، واستعد لهذا اليوم العظيم شأنه، القاهر سلطانه، القريب عذابه، يوم ترى السماء فيه قد انفطرت، والنجوم الزواهر من هوله قد انكدرت، والجبال قد سيرت، والعشار قد عطلت، والوحوش قد حشرت، والنفوس إلى الأبدان قد زوجت. 
أهوال يوم القيامة : الشيخ أحمد فريد.

أثر الإيمان باليوم الآخر على المسلم في الدنيا والآخرة

أثر الإيمان باليوم الآخر على المسلم في الدنيا والآخرة

الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ: فاتقوا الله -عبادَ اللهِ- حقَّ التقوى، ورَاقِبُوه في السِّرِّ والنَّجْوَى.
أيها المسلمون: بنى الله دين الإسلام على أُسُس لا يصح إسلام عبد إلا بالإيمان بها، ومن تلك الأركان اليقين باليوم الآخِر، وقد قرَّر اللهُ في كتابه براهينَ توُجِب اليقينَ به، ومن ذلك قدرته -سبحانه- على الخَلْق الأول من العدم، وإحياؤه الموتى في الدنيا، وقدرته على خَلْق الحيوان وإخراج النبات بالماء، والأنبياء متفِقون على ذِكْر المبعث لأممهم، وكان من هديه -عليه الصلاة والسلام- أن يتخوَّل أصحابه بذكر المعاد وتفاصيله في خُطَبه، حتى كأنهم يرون ذلك اليوم رأيَ العين، قال ابن القيِّم -رحمه الله-: "وكان مدار خُطَبِه -عليه الصلاة والسلام- على حمدِ اللهِ والثناءِ عليه بآلائه وأصناف كماله ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه".

وحقٌّ على اللهِ ألَّا يرتفعَ شيءٌ من الدنيا إلا وضَعَه، والكون خَلَقَه اللهُ في أحسنِ صورةٍ، وهيَّأه للخَلْق ليعبدوه في الدنيا، ولا تقوم الساعة حتى يدمر الله معالم هذا الكون ويغير نظامه؛ فالشمس تُكوَّر ويذهب ضوؤها، ويخسف القمر ويتلاشى بهاؤه، والكواكبُ يَنفرِط عِقدُها وتنتثر، والنجومُ تنكدِرُ ويذهَب نورُها، والبحار تُفجَّر ويُسجَّر ماؤها، والجبال تُنسَف، والأرض تُدَكّ وتزُلزَل فلا عِوَجَ ولا ارتفاع، ويقبضها رب العالمين بيده إظهارًا لقهره وعظمته، والسماء تنشق ويتغير لونها، ويطويها الرب بيمينه، قال عز وجل"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَمَّا يُشْرِكُونَ"الزُّمَرِ: 67.

وقد سمَّى الله -تعالى- يوم القيامة بأسماء عديدة ليعتبر الناس بذكره ويتفكروا في أمره، ومن أسمائه: "يوم الدِّين والفصل والحساب والحسرة، ويوم الجمع والبعث"، وإذا أَذِنَ اللهُ بقيام الساعة أمَر إسرافيل فنفخ في الصور، فتطير أرواح العباد فتُعاد في أجسادها، قال سبحانه"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ"يس: 51، فتنبت أجسادُ الخلائق بعدَ بِلَاهَا كما يَنبُت الزرعُ، قال صلى الله عليه وسلم "‌يُنْزِلُ ‌اللهُ ‌مِنَ ‌السَّمَاءِ ‌مَاءً، ‌فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ -أي الحَبّ إذا زُرِعَ-، لَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا؛ وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ -وهو عظم أسفل الظهر-، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"متفق عليه، فيُعِيد اللهُ أجسادَ العباد وشعورَهم وأبشارَهم كما كانت في الدنيا، قال جلَّ شأنُه"كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ"الْأَنْبِيَاءِ: 104، ويقوم الناس من قبورهم فزعينَ، وأولُ مَنْ يُبعَث من قبره نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال عليه الصلاة والسلام "‌أَنَا ‌سَيِّدُ ‌وَلَدِ ‌آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ"رواه مسلم.

والناس يومئذ حفاة عراة، و"أولُ الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم -عليه السلام-"متفق عليه، ويُحشَر الخلقُ كلُّهم الجن والإنس والبهائم على أرض ليست على الصفة المألوفة المعروفة، قال جلَّ شأنُه"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ"إِبْرَاهِيمَ: 48، وإنَّما على أرض بيضاء عفراء؛ أي: بياضها يميل إلى الحمرة، ليس فيها معلم لأحد، ويمدها ربها مد الأديم؛ وهو الجِلْد.

ومن خُتِمَ له في الدنيا بعملِ خيرٍ أو شرٍّ يُبعَث عليه يومَ القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم "‌يُبْعَثُ ‌كُلُّ ‌عَبْدٍ ‌عَلَى ‌مَا ‌مَاتَ عَلَيْهِ"رواه مسلم، فمِنَ الناسِ مَنْ يُحشَر على صورةِ عَمَلِه الذي كان عليه في الدنيا ممَّن عُجِّلَتْ له عقوبتُه أو ثوابُه، وأصناف من المؤمنين يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظِلُّه، وأهلُ الكفرِ في ذلةٍ وهوانٍ وفزعٍ وخوفٍ، قال تعالى"يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ"الْمَعَارِجِ: 43-44.

يوم الحشر يوم تشخَص فيه أبصارُ الخلائق، وتبلُغ القلوبُ الحناجرَ، "قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ"النَّازِعَاتِ: 8-9، وتدنو منهم الشمس حتى يؤذيهم حرُّها، ويعرقون على قدر أعمالهم فيزداد كَربُهم، قال عليه الصلاة والسلام "يَعْرَقُ ‌النَّاسُ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حتى يبلغ آذانهم"مُتَّفَق عليه.

ويبلغ الناسُ من الغم والكرب ما لا يُطيقون وما لا يحتملون. متفق عليه، فإذا طال بالخلائق الوقوف ولم يحتملوا طول القيام طلبوا من يشفع لهم عند ربهم ليأتي إليهم لفصل القضاء بينهم وتخليصهم من ذلك الكرب، قال عليه الصلاة والسلام: "فَيَقُولُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ ، أَلَا ‌تَنْظُرُونَ ‌مَنْ ‌يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ"متفق عليه؛ فيأتون إلى آدم فيطلبون منه الشفاعة عند ربه فيعتذر ويقول "إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ"، ثم يأتون إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فكلهم يعتذر ويقول مثلما قال آدم -عليه السلام-، ثم يأتون إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيقول"أَنَا لَهَا"، قال عليه الصلاة والسلام: "فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ قَالَ: يا محمدُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي"مُتَّفَق عليه.

ثم يأتي رب العالمين في جلاله وعظمته فيبدأ الفصل بين عباده، فيُعرَض عليه الخلق كلهم في صف واحد؛ قال تعالى"وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا"الْكَهْفِ: 48، يكلمهم ربهم ويُبيِّن لهم أعمالَهم وما جَنَتْ أَيدِيهم، ويُقرِّرُهم بما اقترفوه، ويُؤتى بالرُّسُل شهداءَ على أممهم، ويقوم الأشهاد من الملائكة، وتشهد الأرض بما عُمِلَ عليها، وتَنطِق الأعضاءُ والجوارحُ بما كَسَبَتْ، وتُنشَر الصُّحُفُ والدواوينُ التي كانت بأيدي الملائكة الكاتبين الذين يكتبون على العباد أقوالَهم وأفعالَهم، فيظهر يومئذ ما كان خافيًا، قال سبحانه"يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ"الْحَاقَّةِ: 18، وما عَمِلَه العبدُ ونَسِيَه فإن الله لا ينساه، بل كان يُحصيه عليه ويُظهِره له فلا يُنكِر العبدُ منه شيئًا؛ "أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"الْمُجَادَلَةِ: 6.

والله -سبحانه- أسرع الحاسبين، يحاسب الخلق كلهم في وقت واحد بمشيئته وقدرته، وأول ما يُسأل عنه العبد في الحساب توحيد الله واتباع رسله، ثم الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فقد خاب وخَسِرَ، "ولا تزولُ قدَمَا عبدٍ عن ذلك الموقف حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِه فيما أفناه، وعن عِلْمِه فيما فَعَلَ، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه"رواه الترمذي.

وما من نعمة إلا ولله على العبد فيها حقٌّ سيسأله عنها؛ "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"التَّكَاثُرِ: 8، والناس في الحساب إمَّا سعيد يأخذ كتابه بيمينه ويحاسبه ربه حسابًا سهلًا هينا، فيرجع إلى أهله وأصحابه في الموقف فرحًا سعيدًا، قال سبحانه"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا"الِانْشِقَاقِ: 7-9، وإمَّا شقيٌّ يُؤتى كتابَه بشِماله أو من وراء ظَهرِه، فيفزع ويقول"يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ"الْحَاقَّةِ: 25، ويُحاسِبُه ربُّه حسابًا عسيرًا يُحصي عليه مثاقيلَ الذرّ مِنْ عَمَلِه، ويؤاخذه بكل صغيرة وكبيرة، قال جلَّ شأنُه"وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا"الِانْشِقَاقِ: 10-11، ويظهر للخَلْق في ذلك المقام العظيم عدلُ الله وعِلمُه المحيطُ، ويشهد المؤمنون رحمتَه الواسعةَ وفضلَه وكرمَه وبِرَّه، فيُعامِل المحسنَ منهم بإحسانه، ويمنُّ على التائبينَ بغفرانه، قال عليه الصلاة والسلام "إِنَّ اللهَ ‌يُدْنِي ‌الْمُؤْمِنَ، ‌فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ"هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"هُودٍ: 18"مُتَّفَق عليه.

وتُنصَب الموازين لتُوزنَ فيها أعمال الخَلْق، وتقوم الحجةُ عليهم، ويَظهَر عدلُ الله فيهم، قال جلَّ شأنُه"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بها وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"الْأَنْبِيَاءِ: 47، فمن ثقلت موازينه فقد أفلَح ونجا، ومن خفَّت موازينُه فقد هَلَكَ.

والخَلْق متفاوتون في الوزن بحسب أعمالهم وصلاح قلوبهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ ‌لَيَأْتِي ‌الرَّجُلُ ‌الْعَظِيمُ ‌السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ"مُتَّفَق عليه.

ومن عدله -سبحانه- في الآخرة يقتصُّ للخلق بعضهم من بعض، فمن اعتدى على غيره أُقِيدَ له منه في عرصات القيامة، قال عليه الصلاة والسلام "لَتُؤَدُّنَّ ‌الْحُقُوقَ ‌إِلَى ‌أَهْلِهَا ‌يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ"رواه مسلم، والخاسر من أُخذت حسناتُه لغيره أحوج ما يكون هو إليها، قال عليه الصلاة والسلام " مَنْ ‌كَانَتْ ‌لَهُ ‌مَظْلِمَةٌ ‌لِأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ"رواه البخاري.

وفي عرصات القيامة حوضٌ كبيرٌ واسعٌ أكرَم اللهُ به نبيَّنا -صلى الله عليه وسلم-، يصبُّ فيه ميزابانِ من الجَنَّةِ من نهرِ الكوثرِ، طولُه شهرٌ وعَرضُه شهرٌ، ماؤُه أشدُّ بياضًا من اللَّبَن، وأحلى من العسل، ورِيحُه أطيبُ من المسكِ، وفيه من الأباريق كعدد نجوم السماء، مَنْ شَرِبَ منه لم يظمأ بعده أبدًا، ويُمنَع عن الحوض أقوامٌ أحدَثُوا في دين الله ما لم يأذن به، وإذا فرَغ ربُّ العالمينَ من القضاء بينَ العباد ينصرفون من الموقف إمَّا إلى الجنة أو النار، ويُعطى المؤمنون أنوارَهم بين أيديهم وبأيمانهم، بحسبِ إيمانِهم، ويُضرَب الصراطُ على متن جهنم، وهو دحضٌ مذلةٌ؛ أي: لا تَثبُت عليه الأقدامُ، يمرُّ الناس عليه بحسب أعمالهم، فيمر المؤمنون عليه كطرف العين، وكالبرق، وكالريح المرسَلة، وكالطير وكأجاويد الخيل، وعليه خطاطيفُ وكلاليبُ عظيمةٌ تَخطف الناسَ، فناجٍ مُسلَّمٌ، ومخدوشٌ ومدفوعٌ في نار جهنم، ونبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- على الصراط يقول "ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ".

وإذا عبَر المؤمنون الصراط نَجَوْا من النار لكن يُحاسَبون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أُذِنَ لهم في دخول الجنة، لكِنْ لا يدخلونها حتى يأتي نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- فتُفتَح له الجنةُ، وهو أول مَنْ يدخلها، ثم تدخلها أُمَّتُه، ثم سائر الأمم، قال عليه الصلاة والسلام: "آتِي ‌بَابَ ‌الْجَنَّةِ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ"رواه مسلم.

وبعد أيها المسلمون: فالساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها، ويوم القيامة يوم عسير ثقيل طويل، كَرْبٌ يَلِيه كَرْبٌ، تَشِيب من هوله رؤوسُ الوِلْدَان، وقد أمَر اللهُ نبيَّنا -صلى الله عليه وسلم- أن يُنذِر أمتَه ذلك اليومَ في أكثرَ من موضع، فقال له"وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ"مَرْيَمَ: 39، وقال له"وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ"غَافِرٍ: 18.

والعاقل مَنْ أعدَّ العُدَّةَ لذلك اليوم، واستعدَّ لشدائده وأهواله، وأناب إلى الله وتاب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"الْحَشْرِ: 18.

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قَوْلِي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أيها المسلمون: العِلْمُ باليومِ الآخِرِ واجبٌ على كل مسلم، ومَنْ زاد عِلمُه بذلك زادَ إيمانُه، والخَلْقُ بحاجةٍ إلى تَذكُّرِهِ في كلِّ حينٍ، والمبادَرةِ إلى العمل بما يقتضيه، وعلى العبدِ أن يَعلَمَ من ذلك اليوم ما يَصِحُّ به اعتقادُه ويُعِينُه على لزومِ السدادِ في قولِه وفِعلِه، والموفَّق مَنْ وفَّقَه اللهُ، والمخذولُ مَنْ وَكَلَهُ اللهُ إلى نفسِه.

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"الْأَحْزَابِ: 56، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واجعل اللهمَّ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ عهده لِمَا تُحِبُّ وترضى، وخُذْ بناصيتهما للبِرِّ والتقوى، وانفع بهما الإسلامَ والمسلمينَ يا ربَّ العالمينَ، ووفِّق جميعَ ولاةِ أمورِ المسلمينَ للعملِ بكتابِكَ وتحكيمِ شرعِكَ يا ربَّ العالمينَ.

"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"الْبَقَرَةِ: 201، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا.

"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"الْأَعْرَافِ: 23.

عبادَ اللهِ"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"النَّحْلِ: 90، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، "وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"الْعَنْكَبُوتِ: 45. 
ملتقى الخطباء.

السبت، 13 يوليو 2024

أخطار تهدد البيوت

 أخطار تهدد البيوت

تحريم الاختلاط : وهو  اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد ، وامتزاج بعضهم في بعض، والتبسط في مبادلة الأحاديث دون ضرورة ملحة.

أدلة تحريم الاختلاط:

قزله تعالى " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ"الأحزاب 53.

  فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ: أي: يكون بينكم وبينهن ستر، يستر عن النظر، لعدم الحاجة إليه.فصار النظر إليهن ممنوعًا بكل حال، وكلامهن فيه التفصيل.

قال تعالى "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ  إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا" الأحزاب : 32.  

 التفسير: يا نساء النبيِّ -محمد- لستنَّ في الفضل والمنزلة كغيركنَّ من النساء، إن عملتن بطاعة الله وابتعدتن عن معاصيه، فلا تتحدثن مع الأجانب بصوت لَيِّن يُطمع الذي في قلبه فجور ومرض في الشهوة الحرام، وهذا أدب واجب على كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، وقُلن قولا بعيدًا عن الريبة، لا تنكره الشريعة. 

منع اختلاط الرّجال بالنساء حتى في المساجد:

فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرّجال بالنساء حتى في أحبّ بقاع الأرض إلى الله وهي المساجد وذلك بفصل صفوف النّساء عن الرّجال ، والمكث بعد السلام حتى ينصرف النساء ، وتخصيص باب خاص في المسجد للنساء . والأدلّة على ذلك ما يلي :

عن أم سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ" رواه البخاري رقم (793).

 

وعن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم  " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " . رواه مسلم رقم 664

وهذا من أعظم الأدلة على منع الشريعة للاختلاط وأنه كلّما كان الرّجل أبعد عن صفوف النساء كان أفضل وكلما كانت المرأة أبعد عن صفوف الرّجال كان أفضل لها .

وإذا كانت هذه الإجراءات قد اتّخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطّاهر الذي يكون فيه النّساء والرّجال أبعد ما يكون عن ثوران الشهوات فاتّخاذها في غيره ولا شكّ من باب أولى .

 تحريم مصافحة المرأة الأجنبية:

لا يحل لرجل يؤمن بالله ورسوله أن يضع يده في يد امرأة لا تحل له أو ليست من محارمه ،  ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه .


-
كَانَتِ المُؤْمِنَاتُ إذَا هَاجَرْنَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"يَا أَيُّهَا النبيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ علَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ باللَّهِ شيئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ"الممتحنة: 12. إلى آخِرِ الآيَةِ. قالَتْ عَائِشَةُ: فمَن أَقَرَّ بهذا مِنَ المُؤْمِنَاتِ، فقَدْ أَقَرَّ بالمِحْنَةِ. وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا أَقْرَرْنَ بذلكَ مِن قَوْلِهِنَّ، قالَ لهنَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: انْطَلِقْنَ، فقَدْ بَايَعْتُكُنَّ وَلَا وَاللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غيرَ أنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بالكَلَامِ. قالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ، ما أَخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى النِّسَاءِ قَطُّ إلَّا بما أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَما مَسَّتْ كَفُّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكانَ يقولُ لهنَّ إذَا أَخَذَ عليهنَّ: قدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلَامًا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 1866 | خلاصة حكم المحدث : صحيح  .

 قال صلى الله عليه وسلم "إني لا أُصافِحُ النِّساءَ"
الراوي : أميمة بنت رقيقة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 2513 | خلاصة حكم المحدث : صحيح .

أي: لا أمَسُّ أيديَهنَّ.فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء ، هذا مع أن الأصل في البيعة  أن تكون باليد ، فكيف غيره من الرجال ؟ .

 لا تجوز المصافحة ولو بحائل من تحت ثوب وما أشبهه والذي ورد بذلك من الحديث ضعيف.

ركوب المرأة مع سائق بمفردها:

 ذهب كثير من أهل العلم المعاصرين، إلى أن ركوب المرأة وحدها مع السائق الأجنبي، لا يجوز؛ لأنه بمنزلة الخلوة المحرمة. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة، إلا مع ذي محرم.

وحتى يرتفع الحرج ينبغي أن تركب امرأتان معا مع السائق . 

قال صلى الله عليه وسلم " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " – رواه الترمذي ( 2165 ) وصححه الألباني . 1758  ، وركوبها معه في السيارة أبلغ من الخلوة بها في بيت ونحوه ؛ لأنه يتمكن من الذهاب بها حيث شاء من البلد أو خارج البلد ، طوعًا أو كرهًا ، ويترتب على ذلك من المفاسد أعظم مما يترتب على الخلوة المجردة .

ولا يخفى آثار فتنة النساء والمفاسد المترتبة عليها ؛ ففي الحديث " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " رواه البخاري ( 5096 ) ومسلم ( 2740 ) ، وفي الحديث الآخر " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم ( 2742 ) .الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

تحريم التبرج:

أولًا: الأدلة من كتاب الله تعالى:

1- قَوْلُ الله تعالى" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "الأحزاب: 59.


وتفسيره: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن؛ لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن؛ ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة، فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى" 


3- قال الله تعالى" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "النور: 31.

 

ثانيًا: الأدلة من السُّنة:

عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا -وذكر منهما- وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ، مَائِلَاتٌ رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا "صحيح مسلم.

 

قال ابن عبدالبر "أَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ فَإِنَّهُ أَرَادَ اللَّوَاتِي يَلْبَسْنَ مِنَ الثِّيَابِ الشَّيْءَ الْخَفِيفَ الَّذِي يَصِفُ وَلَا يَسْتُرُ فَهُنَّ كَاسِيَاتٌ بِالِاسْمِ عَارِيَاتٌ فِي الْحَقِيقَةِ "

"مَائِلَاتٌ" أَي: زائغات عَن الطَّاعَة، "مُمِيلَاتٌ "يُعَلِّمن غَيْرهنَّ الدُّخُول فِي مثل فِعْلِهنّ، أَو مَائِلَاتٌ متبخترات فِي مشيتهنّ، مُمِيلَاتٌ للقلوب بغنجهن.

" رُؤُسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ"أَي: يُعظِّمن رؤوسهنَّ بالخرق حَتَّى تُشْبه أسنمة الْإِبِل

و" الْبُخْت" نوع من الإبل لها سنامان، بينهما شيء من الانخفاض والميلان، هذا مائل إلى جهة وهذا مائل إلى جهة، فهؤلاء النِّسْوة لما عظَّمن وكبَّرْن رؤوسهنَّ بما جَعَلْنَ عليها، أشْبَهْنَ هذه الأسنمة


وقال الذهبي: "وَمن الْأَفْعَال الَّتِي تُلعن عَلَيْهَا الْمَرْأَة إِظْهَار الزِّينَة وَالذَّهَب واللؤلؤ من تَحت النقاب، وتطيبها بالمسك والعنبر وَالطّيب إِذا خرجت، ولبسها الصباغات والأزر وَالْحَرِير والأقبية الْقصار مَعَ تَطْوِيل الثَّوْب وتوسعة الأكمام وتطويلها إِلَى غير ذَلِك إِذا خرجت، وكل ذَلِك من التبرج الَّذِي يمقت الله عَلَيْهِ، ويمقت فَاعله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة".



6- ما جاء في الصحيحين، عن عبدالله بن مسعود أنه قال: "لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ" قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: "وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ؟" فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ فَقَالَ: "لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللهُ تعالى" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الحشر: 7 "، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الْآنَ، قَالَ "اذْهَبِي فَانْظُرِي"، قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَقَالَ "أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا ".


"اللَّعْن" هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، قال المباركفوري"اللَّعْنَةُ هِيَ الطَّرْدُ وَالْإِبْعَادُ، وَلَعْنُ الْكَافِرِ؛ إِبْعَادُهُ عَنِ الرَّحْمَةِ كُلَّ الْإِبْعَادِ, وَلَعْنُ الْفَاسِقِ؛ إِبْعَادُهُ عَنْ رَحْمَةٍ تَخُصُّ الْمُطِيعِينَ"

"الْوَاشِمَةُ" فَاعِلَةُ الْوَشْمِ وَهِيَ أَنْ تَغْرِزَ إِبْرَةً أَوْ مِسَلَّةً أَوْ نَحْوَهُمَا فِي ظَهْرِ الْكَفِّ أَوِ الْمِعْصَمِ أَوِ الشَّفَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ بَدَنِ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ ثُمَّ تَحْشُو ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِالْكُحْلِ أَوِ غيره فَيَخْضَرُّ، وَقَدْ يُفْعَلُ ذَلِكَ بِدَارَاتٍ وَنُقُوشٍ، وَقَدْ تُكَثِّرُهُ وَقَدْ تُقَلِّلُهُ، وَفَاعِلَةُ هَذَا وَاشِمَةٌ، فَإِنْ طَلَبَتْ فِعْلَ ذَلِكَ بِهَا فَهِيَ"مُسْتَوْشِمَةٌ"، وَهُوَ حَرَامٌ عَلَى الْفَاعِلَةِ وَالْمَفْعُولِ بِهَا بِاخْتِيَارِهَا وَالطَّالِبَةِ لَهُ، وَقَدْ يُفْعَلُ بِالْبِنْتِ وَهِيَ طِفْلَةٌ فَتَأْثَمُ الفاعلة ولاتأثم الْبِنْتُ لِعَدَمِ تَكْلِيفِهَا حِينَئِذٍ.

"النَّامِصَةُ" هِيَ الَّتِي تُزِيلُ الشَّعْرَ مِنَ الْحَواجِبِ، وَ"الْمُتَنَمِّصَةُ" الَّتِي تَطْلُبُ فِعْلَ ذلك بها وهذا الفعل حرام.

"الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ" الْمُرَادُ مُفَلِّجَاتُ الْأَسْنَانِ بِأَنْ تَبْرُدَ مَا بَيْنَ أَسْنَانِهَا الثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّاتِ وَهُوَ مِنَ الْفَلَجِ، وَهِيَ فُرْجَةٌ بَيْنَ الثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّاتِ، وَتَفْعَلُ ذَلِكَ الْعَجُوزُ وَمَنْ قَارَبَتْهَا فِي السِّنِّ إِظْهَارًا لِلصِّغَرِ وَحُسْنِ الْأَسْنَانِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْفُرْجَةَ اللَّطِيفَةَ بَيْنَ الْأَسْنَانِ تَكُونُ لِلْبَنَاتِ الصِّغَارِ، فَإِذَا عَجَزَتِ الْمَرْأَةُ كَبُرَتْ سِنُّهَا وَتَوَحَّشَتْ فَتَبْرُدُهَا بِالْمِبْرَدِل لِتَصِيرَ لَطِيفَةً حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ وَتُوهِمَ كَوْنَهَا صَغِيرَةً، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا الْوَشْرُ، وَمِنْهُ لَعْنُ الْوَاشِرَةِ وَالْمُسْتَوْشِرَةِ، وَهَذَا الْفِعْلُ حَرَامٌ عَلَى الْفَاعِلَةِ وَالْمَفْعُولِ بِهَا لِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَلِأَنَّهُ تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى وَلِأَنَّهُ تَزْوِيرٌ وَلِأَنَّهُ تَدْلِيسٌ.

" لَمْ نُجَامِعْهَا " قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مَعْنَاهُ لَمْ نُصَاحِبْهَا وَلَمْ نَجْتَمِعْ نَحْنُ وَهِيَ بَلْ كُنَّا نُطَلِّقُهَا وَنُفَارِقُهَا. اهـ


ثالثًا: الإجماع:

وقد أجمع المسلمون على تحريم التبرج، كما حكاه العلامة الصنعاني في حاشيته، وبالإجماع العملي على عدم تبرج نساء المؤمنين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى ستر أبدانهن وزينتهن، حتى انحلال الدولة العثمانية في عام 1342هـ وتوزيع العالم الإسلامي وحلول الاستعمار فيه ا.هـ


أختي المسلمة، احذري التبرج وإظهار الزينة لغير المحارم، واحذري كثرة الخروج من البيت دون عذر شرعي، طاعةً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وصيانة لنفسك ودينك وعرضك عن الابتذال والامتهان.

 

 

 

الجمعة، 19 أبريل 2024

14- المجلس الرابع عشر نماذج إعرابية

المجلس الرابع عشر

بكتِ الخنساءُ أخَوَيْهَا حَتَى  فَقَدتْ بَصَرَهَا .

بكتِ:فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ المقدرِ- بكَى- على الألفِ المحذوفةِ لالتقاءِ الساكنينِ بسببِ تاءِ التأنيثِ الساكنةِ.
التاء: تاءُ التأنيثِ الساكنةِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ، وكُسِرَتِ التاءُ الساكنةُ لتفادي التقاءِ الساكنينِ.
الخنساءُ:فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.
أخوَيها:أخوَينِ – أخوي: حُذِفَتِ النونُ للإضافة، مفعولٌ بهِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ الياءُ لأنَّهُ مثنَّى، وهو مضافٌ .
الهاء: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ.

حتى: حرفُ غايةٍ وجرٍّ مبنيٌّ على السكونِ المقدّرِ، منعَ منْ ظهورِهِ التعذّرُ، لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعراب

فقدَتْ:فقدَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظاهرِ.
التاءُ : تاءُ التأنيثِ الساكنةُ، لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.

الفاعِلُ: ضميرٌ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ هي.
بصرَهَا:بصرَ:  مفعولٌ بِهِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ. وهو مضافٌ. الهاء : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليهِ.

والجملةُ الاسميةُ - حتى فقدتْ بصرَها في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ.

*أيُّها الطالبُ اهتمْ بدراستِكَ

أَيُّ: منادَى مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصبٍ. أداة النداء محذوفة تقديرها "يا"
هَا: حرفُ تنبيهٍ مبنيٌّ على السكونِ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ.
الطَّالِبُ: نعتٌ تابعٌ للمنادَى في رفعهِ ، أو بدلٌ ، وعلامةُ رفعِهِ 
الضمةُ الظاهرةُ على آخرِهِ.

اهتمْ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السكونِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ : أَنْتَ.
بدراسَتِكَ "بـِ"حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسرِ،"دراسَتِك"اسمٌ مجرورٌ بالباءِ،

وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظاهرةُ علَى آخرِهِ،وهوَ مضافٌ "الكافُ"ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ جرٍ مضافٌ إليه.

 

قُومُوا بالواجبِ ، وانصرُوا المظلومَ

قُومُوا: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النونِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ – يقومون - .

الواو : واوُ الجماعةِ: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ .

بالواجبِ: الباءُ حرفُ جرٍّ مبنيٌ على الكسرِ ، الواجبِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ الباءِ وعلامةُ جَرِّهِ الكسرةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ. شبه جملة ، متعلقة بالفعل قوموا .

وانصرُوا : الواوُ حرفُ عطفٍ مبنيٌّ على الفتحِ. انصرُوا : فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النون لأنه من الأفعال الخمسة- ينصرون-  

الواوُ : واوُ الجماعةِ ، ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ .

المظلومَ: مفعولٌ بهِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ  الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ .

 

لا تتأخري عنِ الدوام .

لا : حرفُ نهيٍ مبنيٌ على السكونِ . لا الناهيةُ هيَ حرفٌ يفيدُ النهيَ والابتعادَ عنْ أمرٍ مَا. حروفُ الجزمِ في اللغةِ العربيةِ هي حروفٌ تدخلُ على الأفعالِ المضارعةِ ، فتغيّرُ حركتَهَا مِنَ الضمةِ إلى السكونِ إنْ كانتْ صحيحةَ الآخرِ أي تجزمُِها.

تتأخري: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ  بلا الناهيةِ وعلامةُ جزمِهِ  حذفُ النونِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ-  تتأخرينَ-

الياءُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ .

عنِ الدوامِ: عنِ : حرفُ جرِّ مبنيٌّ على السكونِ وكُسِرَ لتفادي التقاءِ الساكنينِ.

 الدوامِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ عنْ ، وعلامةُ جَرِّهِ الكسرةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.

 

النساءُ يُساعِدْنَ الرجالَ .

النساءُ : مبتدأٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ

يُساعِدْنَ: يُساعِدْ :فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على السكونِ لاتصالهِ بنونِ النسوةِ.

النونُ : نونُ النسوةِ ضميرٌ متصلٌ  مبنيُّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ .

الرجالَ : مفعولٌ بهِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ  الظاهِرَةُ على آخِرِهِ .

والجملةُ مِنَ الفعلِ والفاعلِ والمفعولِ بهِ في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدإِ

 

أفادَنِي إرشادُ أخِي .

أفادَنِي : أفادَ : فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ علَى الفتحِ .

النون : حرفٌ مبنيٌّ على الكسرِ وتُسمَّى نونُ الوقايةِ وهيَ نونٌ مكسورةٌ تسبقُ ياءَ المتكلمِ مباشرةً، وهي النونُ التي تقي الفعلَ مِنَ الكسرِ وتستخدمُ معَ الفعلِ الذي يُسندُ إلى ياءِ المتكلمِ.  .

الياءُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بهِ مُقَدَمٌ .

إرشادُ: فاعلٌ مؤخرٌ  مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ ، وهوَ مضافٌ .

أخِي : أخ : مضافٌ إليهِ مجرورٌ وعلامةُ جرِّهِ كسرةٌ مقدرةٌ على آخرِه، وهوَ مضافٌ .وهوَ ليسَ مِنَ الأسماءِ الخمسةِ لأنه مضافٌ لياءِ المتكلمِ.

الياء : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ ، في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ

 

أعارَكَ صديقُكَ كتابَهُ .

أعارَكَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ .

الكافُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ فِي محلِّ نصبٍ مفعولٌ بهِ مقدمٌ

صديقُكَ : صديقُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ ، وهو مضافٌ.

الكافُ: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ فِي محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ.

كتابَهُ: كتابَ :مفعولٌ به ثانٍ منصوبٌ  وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخرِهِ ، وهوَ مضافٌ .

الهاءُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ.

 

المعلمُ المخلصُ يحترمُهُ طلابُهُ .

المعلمُ: مبتدأٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.

المخلصُ: صفةٌ للمعلمِ  مرفوعةٌ وعلامةُ رفعِهِا الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهَا.

يحترمُهُ : يحترمُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ . وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.

الهاءُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بهِ مقدمٌ .

طلابُهُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ. ، وهوَ مضافٌ .

الهاءُ : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ. والجملةُ منَ الفعلِ والفاعلِ والمفعولِ بهِ في محلِّ رفعٍ خبرُ المبتدإِ .

 

أفادنَا اجتهادُنَا .

أفادَنَا :أفادَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ علَى الفتحِ  .

نَا : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بهِ مقدمٌ .

اجتهادُنَا : اجتهادُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ، وهوَ مضافٌ .

نَا : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍ مضافٌ إليهِ .

 

حملَ البريدُ رسالةً منها إليَّ .

حملَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ علَى الفتحِ  الظاهِرِ على آخِرِهِ .

البريدُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.

رسالةً: مفعولٌ به منصوبٌ  وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخرِهِ.

مِنْهَا: مِنْ:حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السكونِ .

الهاء : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍّ لوجودِ حرفِ الجرِّ مِنْ  .

إليَّ:إلى: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على السكونِ .

الياء الثانية : ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ جرٍّ.

 

استحالَ الماءُ ثلجًا

استحالَ : فعلٌ ماضٍ ناقصٌ ، بمعنى : صار ، يعملُ عملَ كانَ .

 الماءُ :اسمُ استحالَ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضمةُ الظاهِرَةُ على آخِرِهِ.

ثلجًا: خبرُ  استحالَ  ، منصوبٌ  وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخرِهِ

 

إنْ تجتهِدُوا تنالُوا مبلغَكُمْ .

إِنْ : حرفُ شرطٍ جازمٌ، يدلُّ على العاقِلِ،  مبنيٌّ على السكونِ لا محلَّ له مِنَ الإعرابِ .

تجتهِدُوا :فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بإِنْ وعلامةُ جزمِهِ حذفُ النونِ لأنَّه ِمنَ الأفعالِ الخمسةِ – تجتهدونَ- وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متصلٌ مبنيٌ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ فاعلٌ ، وهوَ فعلُ الشرطِ .

تنالُوا : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بإِنْ وعلامةُ جزمِهِ حذفُ النونِ لأنَّه ِمنَ الأفعالِ الخمسةِ – تنالونَ -  وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متصلٌ مبنيٌ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ فاعلٌ ،وهوَ جوابُ أو جزاءُ الشرطِ .

مبلَغَكُمْ : مبلَغَ: مفعولٌ بِهِ منصوبٌ  وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ الظاهِرَةُ على آخرِهِ. وهُوَ مضافٌ.

والكافُ: ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ علَى الضمِّ في محلِّ جرٍ مضافٌ إليهِ ، والميمُ للجَمْعِ .

 

 

س/استخرج من الآيات التالية : 
مثنى مرفوع بالألف - فعلًا ماضيًا - فعل أمر- اسمًا موصولًا مبنيًا- جمع مذكر مرفوع بالواو- فعلًا مضارعًا مجزومًا بالسكون - ضميرًا في محل جر - اسمًا مجرورًا بالكسرة الظاهرة - جمع تكسير منصوب بالفتحة الظاهرة - اسمًا من الأسماء الخمسة مرفوعًا بالواو   : 

"قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ". المائدة: 23 .
" وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ " . النحل: 127.
"وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ". النحل: 127.
"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " .النمل :88.
" وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".الجمعة : 4 .

مثنى مرفوع بالألف : رَجُلَانِ.

فعلًا ماضيًا : قَالَ

 فعل أمر: ادْخُلُوا

 اسمًا موصولًا مبنيًا: الَّذِينَ

 جمع مذكر مرفوع بالواو : غَالِبُونَ

فعلًا مضارعًا مجزومًا بالسكون : وَلَا تَحْزَنْ

 ضميرًا في محل جر : عَلَيْهِمُ

 اسمًا مجرورًا بالكسرة الظاهرة : الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 

 جمع تكسير منصوب بالفتحة الظاهرة : الْجِبَالَ

 اسمًا من الأسماء الخمسة مرفوعًا بالواوذُو.