عداد الزوار

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

حلقات المسجد النبوي

بشرى :حلقات المسجد النبوي رزقك الله زيارته تعليم  التجويد و مواظبه يومية .. التزام بالمواعيد .. و هي حلقات سهل الدخول لها من الموبايل او الكمبيوتر. حلقات للرجال ؛وحلقات أخرى للنساء
قسم القرآن الكريم بالمسجد النبوي · وحدة الشؤون التعليمية · قسم التعليم عن بعد · البريد الإلكتروني

السبت، 5 ديسمبر 2015

شروط لا إله إلا الله


- لما حضرت أبا طالبٍ الوفاةُ، جاءه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ، كلمة أُحاجُّ لك بها عندَ اللَّهِ ) .

الراوي : المسيب بن حزن - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6681- خلاصة حكم المحدث : صحيح-انظر شرح الحديث رقم : 12037- الدرر .
شرح الحديث:
لَمَّا حَضَرَتْ أبا طَالِبٍ الوَفاةُ دَخَل عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعندَه أبو جَهْلٍ، فقال له صلَّى الله عليه وسلَّم: أَيْ عَمِّ، قُلْ: لا إله إلَّا الله، كَلِمَةً أُحَاجُّ- أي أَشْهَدُ- لك بها عندَ الله، فقال أبو جَهْلٍ وعبدُ الله بنُ أبي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ (قبلَ إسلامِه): يا أبا طَالِبٍ، تَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ؟! أي: تَتْرُكُها! فلَمْ يَزَالَا يُكلِّمانِه حتَّى قال آخِرَ شيءٍ كلَّمهم به: أنا على مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عنه، أي: ما لم يَنْهَنِي ربِّي عن الاستغفارِ لك، فنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} أي: ما كان يَنبغِي للنبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم والذين آمنوا به أن يَدْعُوا بالمغفرةِ للمُشرِكين, ولو كان هؤلاء المشرِكون الذين يَستغفِرون لهم ذَوِي قَرَابَةٍ لهم {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] أي: مِن بعدِ ما ظَهَر لهم أنَّهم ماتوا على الشِّرك. ونَزَلَتْ في أبي طَالِبٍ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]، أي: أَحْبَبْتَ هِدَايَتَه أو أَحْبَبْتَه لِقَرابتِه، أي: ليس ذلك إليك، إنَّما عليك البَلاغُ، والله يَهدِي مَن يشاءُ، وله الحِكمة البالِغة، والحُجَّةُ الدَّامِغَة .
الدرر .
هل المقصود مجرد التلفظ بهذه الكلمة دون تحقق شروط معها لتكون حجة لنا !

شروط لا إله إلا الله

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وبعد :
اعلم أخا الإسلام أرشدك الله لطاعته ووفقك لمحبته أن خير الكلمات وأعظمها وأنفعها وأجلّها كلمة ال
توحيد « لا إله إلا الله » ؛ فهي العروة الوثقى ، وهي كلمة التقوى ، وهي أعظم أركان الدين ، وأهم شعب الإيمان ، وهي سبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار ، لأجلها خلق الله الخلق وأنزل الكتب وأرسل الرسل ، وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة ، وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران:18] ، والنصوص الواردة في فضلها وأهميتها وعظم شأنها كثيرة جداً في الكتاب والسنة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وفضائل هذه الكلمة وحقائقها وموقعها من الدين فوق ما يصفه الواصفون ويعرفه العارفون وهي رأس الأمر كله " .
أخا الإسلام اعلم وفقك الله لطاعته : أن « لا إله إلا الله » لا تُقبل من قائلها ولا ينتفع بها إلا إذا أدى حقها وفرضها واستوفى شروطها الواردة في الكتاب والسنة وهي شروط سبعة مهمة يجب على كل مسلم تعلمها والعمل بها، فليس المراد منها عد ألفاظها وحفظها فقط ؛ فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك ، وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها . فالمطلوب إذاً العلم والعمل معاً لتكون من أهل « لا إله إلا الله » صدقا ومن أهل كلمة التوحيد حقاً ، والتوفيق بيد الله وحده .
وقد أشار سلفنا الصالح قديماً إلى أهمية شروط « لا إله إلا الله » ووجوب الالتزام بها ، ومن ذلك :
o ما جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له : إن ناساً يقولون : من قال « لا إله إلا الله » دخل الجنة ؛ فقال: " من قال « لا إله إلا الله » فأدَّى  حقها وفرضها دخل الجنة " .
o وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته : ما أعددتَ لهذا اليوم ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، فقال الحسن : "نعم العدة لكن لـِ « لا إله إلا الله » شروطاً ؛ فإياك وقذف المحصنات " .
o وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس مفتاح الجنة « لا إله إلا الله » ؟ قال : " بلى ؛ ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك " ، يشير بالأسنان إلى شروط «لا إله إلا الله» الواجب التزامها على كل مكلف .

وشروط « لا إله إلا الله » سبعة كما تقدم وهي :

1- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل .

2- اليقين المنافي للشك والريب .

3- الإخلاص المنافي للشرك والرياء .

4- الصدق المنافي للكذب .

5- المحبة المنافية للبغض والكره .

6- الانقياد المنافي للترك.

7- القبول المنافي للرد .

وقد جمع بعض أهل العلم هذه الشروط السبعة في بيت واحد فقال :

علمٌ يقينٌ وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها

وقال آخر

وبشروطٍ سبعة قد قُيِّدت وفي نصوص الوحي حقاً وَرَدَت

فإنه لم ينتفـع قائلـها بالنطق إلا حيث يستكمِلــها

العلـم واليقين والقبــولُ والانقيــاد فادرِ ما أقولُ

والصدق والإخلاص والمحبـة وفَّقـك الله لما أحبـــه

ثم إليك بيان كل شرط من هذه الشروط مع ذكر دليله من الكتاب والسنة :

1- ا
لعلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً ؛ وذلك بأن تنفي جميع أنواع العبادة عن كل من سوى الله وتثبت ذلك لله وحده كما في قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة:5] أي : نعبدك وحدك ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ولا نستعين بغيرك . فلابد لقائل « لا إله إلا الله » من العلم بمعناها قال تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } [محمد:19] ، وقال تعالى : {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86] قال أهل التفسير : أي إلا من شهد بـ« لا إله إلا الله » ، { وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي ما شهدوا به في قلوبهم وألسنتهم . وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)) .
2- 
اليقين المنافي للشك والريب ؛ ومعناه أن يكون موقناً بهذه الكلمة يقيناً جازماً لا شك فيه ولا ريب كما قال تعالى في وصف المؤمنين : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات:15] . ومعنى {لَمْ يَرْتَابُوا } أي أيقنوا ولم يشكُّوا .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ)) .
3-
 الإخلاص المنافي للشرك والرياء ؛ وذلك بتصفية العمل من جميع شوائب الشرك الظاهرة والخفية وذلك بإخلاص النية في جميع العبادات لله وحده . قال تعالى : {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3] ، وقال : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] . وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ )) .
4- الصدق المنافي للكذب ؛ وذلك بأن يقول هذه الكلمة صادقاً من قلبه يواطئ قلبه لسانه ، قال تعالى في ذم المنافقين : { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } [المنافقون:1] لأنهم قالوا هذه الكلمة ولكنهم لم يكونوا صادقين فيها . وقال تعالى : { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت:1-3] . وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)) .

5- المحبة المنافية للبغض والكره ؛ وذلك بأن يحب قائلها الله ورسوله ودين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده ، وأن يبغض من خالف « لا إله إلا الله » وأتى بما يناقضها من شرك أو كفر أو يناقض كمالها من بدع ومعاصي ، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) . ومما يدل على اشتراط المحبة في الإيمان قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة:165] . وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)) .

6- الانقياد المنافي للترك ؛ فلابد لقائل « لا إله إلا الله » أن ينقاد لشرع الله ويذعن لحكمه ويسلم وجهه لله قال تعالى : {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر:54] ، وقال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء:125] ومعنى {أَسْلِمُوا } و{ أَسْلَمَ }في الآيتين أي : انقاد وأذعن .

7- القبول المنافي للرد ؛ فلابد من قبول هذه الكلمة قبولاً حقاً بالقلب واللسان ، وقد قصَّ الله في القرآن الكريم علينا أنباء من قد سبق ممن أنجاهم الله لقبولهم لـ « لا إله إلا الله » ، وانتقامه وإهلاكه لمن ردها ولم يقبلها ، قال تعالى : {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس:103] ، وقال : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصافات:35-36] .

هذا ؛ والله المرجو أن يوفقنا جميعاً لتحقيق كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » قولاً وعملاً واعتقاداً ، وهو الموفق وحده والهادي إلى سواء السبيل .

وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
لا بد في شهادة التوحيد (لا إله إلا الله) من اجتماع الشروط حتى تنفع الإنسان، وهي سبعة شروط.
 الشرط الأول: العلم المنافي للجهل
عندما تقول: لا إله إلا الله لابد أن تفرق بين ذلك وبين أن تقول: لا رب إلا الله، والعبد الذي يدخل في الإسلام لا بد وأن يقول: لا إله إلا الله، ولو أنه قال: لا رب إلا الله لم تنفعه، فلا بد أن يقول: لا إله إلا الله؛ لأنه فرق بين الإسلام وبين أن تقر بربوبية الله، وبأن الله قادر، فهذا لا خلاف فيه، حتى أهل الشرك لم يختلفوا مع أهل التوحيد في أن الله قادر، ولذلك حصين والد عمران بن حصين لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (كم تعبد من آلهة؟ قال: سبعة أو ستة، واحد في السماء وستة في الأرض. قال: من الذي ترجوه لنفعك وضرك؟ قال: الذي في السماء)، فالذي ينفع ويضر هو الله سبحانه، وأهل الجاهلية كانوا يعرفون ذلك، فإذا قالوا: لا رب إلا الله، فهذا شيء هم مقرون به. أما لا إله إلا الله، ولن نعبد إلا الله، ولن ندعو غيره، ولن نتقرب إلا إليه. هذا الذي رفضه أهل الجاهلية.فالعلم بمعنى شروط لا إله إلا الله من مقتضى لا إله إلا الله، ولا بد لزاماً أن توجه عبادتك كلها إلى الله وحده لا شريك له. وهذا هو مقتضى: لا رب إلا الله.ومعنى الربوبية: أن تقر بأن الله رب كل شيء وهو الذي خلقه ورزقه ورباه ويملكه ويقدر عليه، وكل شيء تحت سلطانه وحكمه سبحانه وتبارك وتعالى، والإقرار بهذا الشيء لا يدخل الإنسان في الإسلام؛ لأنك تقول: الله يفعل، ولكن الإسلام يقول لك: وأنت ما الذي تفعل؟ فعلى المسلم أن يقول: لا إله إلا الله، مقراً بأنه هو وحده الذي يستحق العبادة، متوجهاً إليه بهذه العبادة.فتكون لا إله إلا الله معناها: إقرار بأنه وحده سبحانه المستحق للعبادة. فالعلم من أول شروط لا إله إلا الله، فيقول الله عز وجل: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19] .
 الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك
الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك.

فالذي يقول: لا إله إلا الله لا ينبغي له أن يشك: هل الإله واحد أو أكثر من واحد؟ هل نتوجه إليه وغيره معه أو إليه وحده؟ لا، بل لابد من اليقين بأن الذي يستحق العبادة هو الإله الواحد لا شريك له.
 الشرط الثالث: القبول المنافي للرد
الشرط الثالث: شرط من شروط كلمة لا إله إلا الله: القبول، والذي ينافي الرد، فنزول الكتاب من عند رب العالمين يجعلنا نقبل هذه الرسالة، ولا ينافي هذا القبول أن يعصي العبد، إنما ينافي القبول أن يقول العبد: لا أريده، لن نعمل بهذا الذي جاء من عند رب العالمين. إذاً: القبول هو قبول ما عند الله عز وجل حتى ولو عصى، ولا ينافي هذا أن في قلبه قبولاً.
 الشرط الرابع: الانقياد المنافي للاستكبار
الشرط الرابع: الانقياد: أن ينقاد فلا يستكبر على الله سبحانه، ولا على رسول الله صلى، فيفعل ما أمر به الله ورسوله، ولا ينافي ذلك أن يقع في المعاصي -فكل بني آدم خطاء- ما دام منقاداً لرسالة الله طائعاً لله ورسوله مختاراً لذلك منقاداً مستسلماً لدين الله سبحانه تبارك وتعالى.
 الشرط الخامس: الإخلاص المنافي للشرك
 الإخلاص المنافي للشرك: فيتوجه العبد لله عز وجل بالعبادة، فلا يشرك مع الله شركاً أكبر فيعبد أصناماً، ولا شركاً أصغر فيتوجه رياء لغير الله سبحانه، قال الله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14] فالمسلم ينقي عبادته من شوائب الشرك بالله سبحانه، فيتوجه إلى الله وحده بالعبادة لا يشرك معه غيره سبحانه في عبادته، فإذا دعا الله سبحانه ولم يدع غيره، وإذا توسل توسل بالعمل الصالح، وبما هو مشروع.
 الشرط السادس: الصدق المنافي للكذب
الشرط السادس من شروط لا إله إلا الله: الصدق في كلمة: لا إله إلا الله، فيصدق لسانه وقلبه بدون هزل، بهذه ولا يكذب لكي يعصم دمه وهو مكذب بها في قلبه، ولكنه صادق في هذه الكلمة عابد لله وحده لا شريك له.
 الشرط السابع: المحبة المنافية للبغض
المحبة لله سبحانه تبارك وتعالى ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمحبة لهذا الدين العظيم.إن العلم يزيد المسلم محبة لله ورسوله ولدين رب العالمين، ولذلك يقول الله عز وجل: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9] وفرق بين من يدعو بلا علم، وبين من درس وترقى ووصل إلى درجة من العلم عرف بها جمال هذا الدين، وجلال ربه سبحانه، ورحمة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فيزداد محبة لهذا الدين. ومن المحبة لدين الله وشرعه سبحانه أن يقدمه على غيره، ولا يرضى بديلاً عنه أبداً. هذه شروط لا إله إلا الله التي ينبغي على المسلم أنه يعمل بمقتضاها، ولا يشترط مجرد حفظها أو عدها وسردها، ولكن على الأقل أن يكون عمل هذا الإنسان وحاله موافقاً لهذه الشروط لهذه الكلمة.يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة: أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبذلك يصير الكافر مسلماً، والعدو ولياً، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال، ثم إن كان ذلك من قلبه فقد دخل في الإيمان، وإن قاله بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام. يعني: الذي يتكلم بهذه الكلمة إما أنه صادق من قلبه وإما أنه ينطق بها بلسانه لعصمة الدم، فالأول مؤمن صادق الإيمان، والثاني منافق نفعته هذه الكلمة في الدنيا فعصمت دمه وماله، وأمره إلى الله سبحانه تبارك وتعالى.
فريضة الزكاة وكيفية جمعها وتوزيعها. هنا