عداد الزوار

الأحد، 18 أكتوبر 2015

حرص صغار الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة

حرص صغار الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة

اهتمام الصحابة وهم صغار بالصلاة، وشهود الجماعة.
عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ قال : أَقْبَلْتُ راكبًا على حِمارٍ أَتَانٍ، وأنَا يَوْمَئِذٍ قد ناهَزْتُ الاحتلامَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصَلِّي بمِنًى إلى غيرِ جِدارٍ، فمَرَرْتُ بين يَدَيْ بعضِ الصَّفِّ، وأَرْسَلْتُ الأتانَ تَرْتَعُ، فدَخَلْتُ في الصَّفِّ، فلم يُنْكَرْ ذلك عَلَيَّ .

الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 76 - خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - شرح الحديث
. الدرر السنية
قال البخاري في صحيحه:
76 حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ؛ قَالَ :حَدَّثَنِي مَالِكٌ؛ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ؛ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ ،فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ؛ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ ؛ فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ"

فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْعِلْمِ - يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع - بَاب مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ .موقع الإسلام
قال البخاري في صحيحه:471 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ " أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ ".
صحيح البخاري - كِتَاب الصَّلَاةِ - أَبْوَابُ سُتْرَةِ الْمُصَلِّي - بَاب سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ - ص 187 -ص 186 - بَاب سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ.موقع الإسلام
شرح الحديث :
يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما أنَّه أقبَل راكبًا على حمارٍ أتانٍ، أي: على حمارٍ أُنثى، وكان ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما في هذا الوقتِ غلامًا قد قارَب البلوغَ، وكان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلِّي بمنًى إلى غيرِ سُترةٍ مِن جدارٍ أو غيرِه، فمَرَّ ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما أمامَ بعضِ صفوف المصلِّينَ وهو راكبٌ حمارَه، في حين أنَّ إمامَهم- وهو النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم- لا سُترةَ له، فلم يُنكِرْ أحدٌ عليه مرورَه هذا.
وفي الحديث: أنَّ الإمامَ سُترةٌ لمَن وراءَه.
وفيه: صِحَّةُ سماعِ الغلامِ المميِّز.

الدرر السنية
فوائد مستنبطة :

 اهتمام الصحابة وهم صغار بالصلاة، وشهود الجماعة.

- رغم مرور الوقت على هذه القصة، والصحابي شهدها وهو صغير إلا أنه صور الحالة، وكأنها رأي العين، مما يدل على قوة حافظة الصحابي، وحرصه على نقل الصورة واضحة والعناية الكاملة بالبيان والإيضاح لمن حوله، ولمن بعده، وهنا تبرز الأمانة العلمية.
 - من شدة حرص هذا الصحابي الصغير على إدراك الصلاة، فإنه لم يلتفت إلى ربط الأتان، أو حتى إبعادها عن الصف حتى لا تدخل فيه، وتشوش على المصلين صلاتهم، بل كان جل تفكيره، وانشغال ذهنه بالصلاة وإدراك الجماعة فقط.
هنا مسألة :
إن قيل : تبويب الإمام البخاري " سترة الإمام سترة من خلفه " لا يَدل عليه الحديث ، لأن في الحديث التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم كان يُصلي إلى غير سترة ، فكيف فُهِم منه هذا الفقه ؟
فالجواب : أن هذا من قياس الأوْلَى ، وهو إذا كان مرور المارّ بيني يدي الصف لا يَقطع صلاة المأمومين ، والإمام يُصلي إلى غير سُترة ، فأولى إذا كان الإمام يُصلي إلى سُترة .
ومنطوق الحديث أن صلاة المأمومين صحيحة بدليل عدم الإنكار – كما سيأتي – .

=
قال ابن عبد البر : وقد قيل : الإمام نفسه سترة لمن خلفه .
ثم قال رحمه الله : وإذا كان الإمام أو المنفرد مُصلّيا إلى سترة فليس عليه أن يدفع من يمرّ من وراء سترتِه .

= إذا قِيل : سترت الإمام سُترة لمن خَلْفَه . وحديث ابن عباس جاء فيه التصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى غير جدار . فأين هي سُترة الإمام ؟
فالجواب : أن سُترة الإمام سُترة لمن خلفه إذا وُجِدت ، فإن لم تُوجد ولم يكن ثمّ سُترة فإن هذا الحديث يدل على أن صلاة المأمومين تابعة لصلاة الإمام ، ولا يضرّهم ما مرّ بين يدي الصف ، ولو لم يكن للإمام سُترة .
وأن ما يمرّ بين يدي الصف لا يَقطع صلاة المأمومين ، بخلاف ما إذا مرّ بين يدي الإمام ما يَقطع الصلاة .
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم فأرادت بَهمة أن تمرّ تقدّم حتى ألصق بطنه بالجدار ، .

-" هبَطنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من ثنيَّةِ أذاخِرَ فحضرتِ الصَّلاةُ - يعني فصلَّى إلى جدارٍ - فاتَّخذَهُ قِبلةً ونحنُ خلفَهُ فجاءت بَهمةٌ تمرُّ بينَ يديهِ فما زالَ يُدارئُها حتَّى لصِقَ بطنَهُ بالجدارِ ومرَّت من ورائِهِ"

الراوي : عبدالله بن عمرو- المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم: 708 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح- الدرر السنية
قال أبو داود في سننه:
708 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ " هَبَطْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ؛- يَعْنِي فَصَلَّى إِلَى جِدَارٍ -فَاتَّخَذَهُ قِبْلَةً وَنَحْنُ خَلْفَهُ فَجَاءَتْ بَهْمَةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا حَتَّى لَصَقَ بَطْنَهُ بِالْجِدَارِ وَمَرَّتْ مِنْ وَرَائِهِ أَوْ كَمَا قَالَ مُسَدَّدٌ"

سنن أبي داود - كِتَاب الصَّلَاةِ - فصلى إلى جدار فاتخذه قبلة ونحن خلفه فجاءت بهمة تمر بين يديه -باب سُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ-موقع الإسلام
مقتبس بتصرف:

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم 
 وقيل: 
 قال ابن دقيق العيد: (ولا يلزم من عدم الجدار عدم السترة).
إحكام الأحكام: (1/ 284). الألوكة

أنه ليس صريحا في نفي السترة مطلقا ؛  وإنما هو ينفي سترة الجدار بخاصة ، ولذلك ؛ لما روى البيهقي ( 2 / 273 ) عن الإمام الشافعي قوله : (( قول ابن عباس : (( إلى غير جدار )) يعني - والله أعلم - إلى غير سترة )) . فتعقبه ابن التركماني بقوله :
(( قلت : لا يلزم من عدم الجدار عدم السترة ، ولا أدري ما وجه الدليل في رواية مالك على أنه صلى إلى غير سترة )) . قلت : ويؤيده صنيع البخاري ؛ فإنه ترجم للحديث بقوله : (( باب سترة الإمام سترة من خلفه )) .
فهذا يعني أن الإمام البخاري لم يفهم من الحديث نفي السترة ، ووجه الحافظ بقوله ( 1 / 571 - 572 ) :
وكأن البخاري حمل الأمر في ذلك على المألوف المعروف من عادته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يصلي في الفضاء إلا والعنزة أمامه
. ثم أيد ذلك بحديثي ابن عمر وأبي جحيفة . ..... هنا 

"أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا خرَج يومَ العيدِ، أمَرَ بالحَربَةِ فتوضَعُ بَين يَدَيهِ، فيُصلِّي إليها والناسُ وَراءَهُ، وكان يفعل ذلك في السَّفرِ، فمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَها الأُمَراءُ" .

الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري-  المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 494 - خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - شرح الحديث - الدرر السنية
شرح الحديث:
في هذا الحديثِ يَصِفُ ابنُ عمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما سُترةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ، فيُخبِرُ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كان إذا خرَج يومَ العيدِ، أي: لصَلاةِ العيدِ أَمَرَ بالحَرْبَةِ، أي أمَرَ خادِمَه بأخْذِ الحَرْبَة فتُوضَع بين يديه فيُصَلِّي إليها والنَّاسُ وراءه، وكان أيضًا يفعَلُ هذا الأمرَ في السَّفَرِ، أي: أنَّ الأمْرَ بالحَرْبَة ووَضْعها بين يديه والصَّلاة إليها؛ لم يكن مختَصًّا بيومِ العيدِ.
ثم قال نافعٌ- وهو راوي الحديثِ عن ابنِ عُمَرَ-: فمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَها الأمراءُ، أي: فمِنْ أجْلِ ذلك اتَّخَذَ الأُمراءُ الحَربةَ، وهي الرُّمْحُ العَريضُ النَّصْلِ، يَخرجُ بها بين أيديهم في العِيدِ ونَحْوِه.
والمرادُ: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كان إذا صَلَّى في فَضاءٍ مِنَ الأَرْضِ صَلَّى إلى الحَرْبَة، فيَرْكِزُها بين يديه، ثم يصلِّي إليها، فكان يفعَلُ ذلك في العيدينِ؛ لأنَّه كان يُصَلِّيهما بالمصَلَّى، ولم يكُنْ فيه بِناءٌ ولا سُترةٌ، وكان يفعَلُ ذلك في أسفارِه أيضًا؛ لأنَّ المسافِرَ لا يجِدُ غالبًا جدارًا يستَتِرُ به، وأكثَر ما يصَلِّي في فضاءٍ من الأرضِ.الدرر السنية
ملتقى قطرات العلم 

السبت، 17 أكتوبر 2015

رسالةٌ مقترحةٌ من أب لابنه في الحثِّ على الصلاة

رسالةٌ مقترحةٌ من أب لابنه في الحثِّ على الصلاة

نظرا لشكوى عدد من الآباء من تفريط أبنائهم في المحافظة على الصلاة وكسلهم عند إيقاظهم لها حررت هذه الرسالة تعاوننا في نصح الأبناء جعلهم الله لنا أجمعين قرة أعين وأصلحهم وجعلهم من المقيمين الصلاة بمنه وكرمه.
                                بسم الله الرحمن الرحيم
  ابني الوفي الكريم /................................ حفظك الله وبلغك رضاه وأسعدك في دنياك وأخراك آمين 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فهذه رسالة حب وتذكير أكتبها بمداد قلب أب عطوف ووالد مشفق لقرة عينه وفلذة كبده راجيا سعادته ومبتغيا فوزه وطامعا في نجاته، واللهَ وحده أسأل أن يتولاك بتوفيقه ويكلأك برعايته وتسديده.
اعلم ابني الكريم أنَّ أهمَّ أمور العبد الصَّلاة؛ فمَن حافَظ عليها وحفِظها حفظَ دينَه، ومن ضيَّعها كان لما سواها من عمله أشدَّ إضاعةً، وهي عمود الإسلام وقَبول سائر الأعمالِ موقوفٌ على قَبول الصَّلاة, فإذَا رُدَّت رُدَّت عليه سائر الأعمال، وهي أوَّل فروض الإسلام، وهي آخِر ما يُفقَد من الدِّين، فهي أوَّل الإسلام وآخره، ولا يستقيمُ دينُ المسلم، ولا تصلح أعمالُه، ولا يعتدلُ سلوكُه في شؤون دينه ودُنياه، حتَّى يُقيم هذه الصَّلاة على وجهها المشـروع .
ابني الكريم اعلم أن لك موقفين تقفهُما بين يدي الربِّ؛ أحدهما في هذه الحياة الدُّنيا، والآخر يوم تلقى الله ـ جلَّ وعلا ـ يوم القيامة، ويترتَّبُ على صلاحِ الموقف الأوَّل فلاحُك وسعادتُك في الموقف الثَّاني، ويترتَّب على فسادِ حال العبدِ في الموقف الأوَّل ضياعُ أمره وخسرانُه في الموقف الثَّاني.
الموقف الأوَّل: هو هذه الصَّلاة الَّتي كتبها اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ على عباده وافترضَها عليهم خمسَ مرَّاتٍ في اليوم واللَّيلة؛ فمَن حافظَ على هذه الصَّلاة، واعتَنى بها، وأدَّاها في أوقاتِها، وحافظَ على شُروطِها وأركانِها وواجباتِها هانَ عليه الموقفُ يوم القيامة، وأفلحَ وأنجحَ، وأمَّا إذا استهانَ بهذا الموقف؛ فلم يُعْنَ بهذه الصَّلاة، ولم يواظب عليها، ولم يحافظ على أركانها وشروطها وواجباتها عَسُرَ عليه موقف يوم القيامة.
روى التِّرمذي والنَّسائي وغيرهما عن حُرَيث بن قَبيصَة رحمه الله قال: أتيتُ المدينة فسألت اللهَ ـ جلَّ وعلا ـ أن يرزقني جليسًا صالحًا، فجلستُ إلى أبي هريرة رضي الله عنه ، وقلتُ له: يا أبا هريرة! إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا؛ فعلِّمني حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّ الله أن ينفعني به! فقال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ؛ فَإِنْ صَلحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» وهو حديث صحيح.
فتأمَّل ـ ابني رعاك اللهُ ـ ترتُّبَ صلاح الموقف الثَّاني على صلاح الموقف الأوَّل، والخسران في الموقف الثَّاني على الخُسران في الموقِف الأوَّل. فاتَّقِ اللهَ في هذه الصَّلاة، وحافظ على هذا الموقف بين يدي الله ـ جلَّ وعلاـ ، عظِّم هذه الصَّلاة يعظُم أمرُك عند الله، وتعلو مكانتُك عنده.
يا أيُّها الابن الموفَّق! إذا أكرمك اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ بأبٍ يعتني بك في هذه الصَّلاة حثًّا وحضًّا وترغيبًا؛ فإيَّاك ثمَّ إيَّاك أن تنزعج منه، أو أن تتضجَّر من متابعته لك؛ فإنَّه ـ والله ـ يعمل على إنقاذك من سَخَط الله، ويعمل على إيصالِك إلى مرضاة الله ـ تبارك وتعالى ـ، فإنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ لا يرضى عنكَ إلَّا إذا كنتَ من أهل هذه الصَّلاة محافظةً عليها وأداءً لها.
ابني الكريم وإن من تعظيم الصلاة أن تنهض لها إذا دعيت إليها بانشراح وقوة رغبة ومجانبة للارتخاء والتكاسل، روى قوام السُّنَّة أبو القاسم الأصبهاني في «التَّرغيب والتَّرهيب» عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: «يُكْرَه أن يقومَ الرَّجُل إلى الصَّلاة وهُو كسلان، ولكن يقُوم إليها طلقَ الوجه، عظيمَ الرَّغبة، شديدَ الفَرح، فإنَّه يناجي اللهَ عز وجل ، وإنَّ اللهَ عز وجل أمامَه يغفرُ له ويجيبُه إذا دعاهُ، ويتلو هذه الآية:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى}». فإن الفُتور والتَّواني والتَّراخي والكسل إن وجد في العبد فهو راجعٌ إلى ضَعف القلوب ووهَنِها، وعدم معرفتها بقيمة الصَّلاة ومكانتها.
ولقَد بلغ من اهتمام صدر هذه الأمَّة بصلاة الجماعة ما رواه ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه قال: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا ـ يعني أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ـ وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا ـ أي الصَّلاة ـ إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ»؛ فإذا كان الرَّجل منهم لا يستطيع المشي لمرضٍ أو كبَرٍ؛ أخذوا بعَضُدَيه، وساعدوه على المشي حتَّى يقيموه في صفِّ المسلمين للصَّلاة، كلُّ ذلكم؛ لأنَّ قلوبَهم مدركةٌ تمامَ الإدراك مكانةَ الصَّلاة وقيمتَها؛ فلمَّا عظُمَت مكانةُ الصَّلاة في القلوب تحرَّكت تلك الأبدان الضَّعيفَة إلى المساجد مع ضعفها الشَّديد.
ولصلاةُ الفَجر التي تأتي في مُفتَتح اليوم وفي بدايتِه وأوَّلِه شأن خاص، فالمحافظةُ عليها عنوانٌ على فلاح الإنسان وسَعادتِه في يومِه كلِّه، وإضاعتُها إضاعةٌ ـ إي والله ـ لليوم كلِّه، وذهابٌ لبركته.
وليُتأمَّل في هذَا المعنى ما ثبت في «الصَّحيحين» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ؛ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ؛ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ»؛ هذا شأنُ تارك صلاة الفَجر: نفسُه خبيثةٌ، ويومُه كلُّه في كسلٍ، بينما إذا حافظ على صلاة الفَجر وأدَّاها في وقتها مع جماعة المسلمين كانت عنوانَ البركة والخير والسَّعادة في يومه.
وليُتأمَّل أيضًا ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «ذُكِرَ عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أَصْبَحَ قَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ ـ أَوْ قَالَ ـ فِي أُذُنِهِ», وقد بيَّن أهل العلم أنَّ الشَّيطان يبول في أذنيه بولًا حقيقيًّا، فما حال من كان هذا شأنُه: يقومُ وأذنُه ممتلئةٌ ببَول الشَّيطان القذِر!! وهي حالُ من يترك صلاة الفجر مستغرِقًا في نومه.
وليُتأمَّل أيضًا ما رواه البخاري في «صحيحه» من حديث سَمُرة بن جُندب رضي الله عنه في سياقٍ طويلٍ فيه ذكر رؤيا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتي رآها، وفيها قال: «وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ هَهُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى» ثمَّ قال في تمامه: «أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذي أَتَيْت عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ؛ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاة المَكْتُوبَةِ»، وجُعِلت العقوبةُ في رأسه لنومه عن الصَّلاة، والنَّوم موضعُه الرَّأس.
ابني الكريم ليكن لك في سلفك الصالح أسوة :
قال وكيع بن الجرَّاح: «كانَ الأعمشُ قريبًا من سَبعين سنةً لم تَفُته التَّكبيرةُ الأولى، واختَلفْتُ إليه قريبًا من سَبْعينَ؛ فَما رأيتُه يقضِي ركعةً».
وقال غسَّان: «حدَّثني ابنُ أخي بشر بن منصُور، قال: ما رأيتُ عمِّي فاتَتْه التَّكبيرةُ الأُولى».
وقال سَعيد بن المسيِّب: «ما فاتَتْني التَّكبيرةُ الأُولى منذُ خمسينَ سنةً، وما نظرتُ إلى قفَا رجلٌ في الصَّلاة منذُ خمسينَ سنة»، لمحافظَتِه على الصَّفِّ الأوَّلِ.
وقال محمَّد بن سماعة: «مكثتُ أربعين سنةً لم تفُتْني التَّكبيرةَ الأولى معَ الإمام إلَّا يومَ ماتَت فيه أمِّي ففَاتَتْني صلاةٌ واحدةٌ في الجماعة».
وقَال أبو داود: «كانَ إبراهيمُ الصَّائغ رجُلا صَالحًا، قتلَه أبو مُسلم بعَرَنْدَس، قال: وكانَ إذَا رفَعَ المطرَقَةَ فسَمِعَ النِّداءَ سَيَّبَها».
وقال إبراهيم التَّيمي: «إذَا رأيتَ الرَّجُل يتَهاونُ في التَّكبيرة الأولى فاغْسِل يدَكَ منه».
ابني الكريم إن الصَّلاة نور المؤمنين، وضياء أفئدتهم، وهي الصِّلة بينَ العبد وبينَ ربِّه، وإذا كانت صلاةُ العبد صلاةً كاملةً، مجتمعًا فيها ما يلزَم فيها وما يُسَنُّ، وحصَلَ فيها حضور القَلب الَّذي هو لبُّها، فصار العبد إذا دخل فيها استَشعر دخولَه على ربِّه، ووقوفَه بين يديه موقفَ العبد الخاشع المتأدِّب، مستحضرًا لكلِّ ما يقوله وما يفعله، مستغرِقًا بمناجاة ربِّه ودعائه؛ فلا جرَم أنَّها من أكبر المعونَة على جميع الفضائل والخيرات، وأعظم مزدَجرٍ عن الفواحش والمنكرات.
ومن آثار الصَّلاة العَظيمة، وثمارها الجليلة أنها أعظم باب للغُفران وحطِّ الأوزار وتكفير السَّيِّئات، ففي «الصَّحيحين» عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا؛ مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لاَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا؛ قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهَا الخَطَايَا».
أسأل الله الكريم أن يوفِّقك لتعظيم الصَّلاة والمحافظة عليها وحسن إقامتها وأن يشرح صدرك وييسر أمرك ويعلي في الدارين قدرك، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 والدك المحب

 هنا 

http://al-badr.net/muqolat/3343

 


موقفان عظيمان

موقفان عظيمان

 

موقفانِ عظيمان يقفهُما العبد بين يدي ربِّه؛ أحدهما في هذه الحياة الدُّنيا، والآخر يوم يلقى الله ـ جلَّ وعلا ـ يوم القيامة، ويترتَّبُ على صلاحِ الموقف الأوَّل فلاحُ العبد وسعادتُه في الموقف الثَّاني، ويترتَّب على فسادِ حال العبدِ في الموقف الأوَّل ضياعُ أمره وخسرانُه في الموقف الثَّاني.
الموقف الأوَّل: هو هذه الصَّلاة الَّتي كتبها اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ على عباده وافترضَها عليهم خمسَ مرَّاتٍ في اليوم واللَّيلة؛ فمَن حافظَ على هذه الصَّلاة، واهتمَّ لها، واعتَنى بها، وأدَّاها في أوقاتِها، وحافظَ على شُروطِها وأركانِها وواجباتِها هانَ عليه الموقفُ يوم القيامة، وأفلحَ وأنجحَ، وأمَّا إذا استهانَ بهذا الموقف؛ فلم يُعْنَ بهذه الصَّلاة، ولم يهتمَّ لها، ولم يواظب عليها، ولم يحافظ على أركانها وشروطها وواجباتها عَسُرَ عليه موقف يوم القيامة.
روى التِّرمذي والنَّسائي وغيرهما عن حُرَيث بن قَبيصَة رحمه الله قال: أتيتُ المدينة فسألت اللهَ ـ جلَّ وعلا ـ أن يرزقني جليسًا صالحًا، فجلستُ إلى أبي هريرة رضي الله عنه، وقلتُ له: يا أبا هريرة! إنِّي سألتُ الله أن يرزقني جليسًا صالحًا؛ فعلِّمني حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلَّ الله أن ينفعني به! فقال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ؛ فَإِنْ صَلحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ»(1) وهو حديث صحيح. 
فتأمَّلوا ـ رعاكم اللهُ ـ ترتُّبَ صلاح الموقف الثَّاني على صلاح الموقف الأوَّل، والخسران في الموقف الثَّاني على الخُسران في الموقِف الأوَّل.
نعم؛ إنَّ مَن ضيَّع هذه الصَّلاة، واستَهان بها وفرَّط في أدائها، والمحافظةِ عليها حكَم على نفسه ـ شاء أم أبى ـ بالخسران المُبين في الموقف الثَّاني يوم يلقى اللهَ ـ جلَّ وعلا ـ، وفي ذلك الموقف يندَمُ ولا ينفعهُ النَّدم.
روى الإمام أحمد في «مسنده» عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ»(2).
مَن ضيَّع الصَّلاةَ حكَم على نفسه ـ شاء أم أبى ـ أن يحشر يومَ القيامة جنبًا إلى جنب مع صناديد الكفر وأعمدةِ الباطل؛ لـمَّا رضي لنفسه في هذه الحياة أن يشغَلَه عن صلاته لهوٌ وباطلٌ، وزيفٌ وضلالٌ، وفِسقٌ ومُجونٌ، وتتبُّعٌ لأئمَّة الرَّذيلة، ودعاة الفساد كان حشره يوم القيامة مع شاكلته: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} [الصافات : 22] ، فكلٌّ يوم القيامة يُحشر مع شاكلته في هذه الحياة؛ فإنْ كان من أهل الصَّلاة والمحافظين عليها في بيوت الله شَرُفَ يوم القيامة بأن يُحشر مع المصلِّين، بأن يُحشر مع المطيعين، بأن يُحشر مع النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين وحسُن أولئك رفيقًا، ومن أبى على نفسه ذلك بأن ألهاه عن صلاته فِسقٌ وضلالٌ، ولهوٌ وباطلٌ؛ فإنَّه يحشر يوم القيامة مع شاكلته، قال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى» قالوا: يا رسولَ الله! ومن يأبَى؟ قال: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»(3).
ثمَّ تفكَّر ـ رعاك الله ـ في موقف يوم القيامة، تفكَّر في ذلك الموقف فإنَّك واقفُه ـ إي والله ـ ؛ موقفٌ عصيبٌ ، موقفٌ مَهِيلٌ، موقفٌ أتدري ما مقداره؟ إنَّ مقداره خمسون ألفَ سنةٍ، يقف النَّاس يومًا واحدًا مقداره خمسون ألفَ سنةٍ، ماذا يقارن ذلك اليوم بأيَّامك في هذه الحياة؟! لنفرض أنَّك عشتَ ستِّين سنةً، أو سبعين سنةً، أو ثمانين سنةً، أو أقلَّ من ذلك أو أكثر؛ ماذا تُقارِن تلك السَّنواتِ أو السُّنيَّات بذلك الموقف العَصيب؟ ماذا تقارن تلك السُّنيَّات بيومٍ مقداره خمسون ألفَ سنةٍ؟!
ثمَّ لو كان عمرك على سبيل المثال: ستِّين سنةً؛ فقد أمضيتَ ثلثها في النَّوم؛ لأنَّك تنام في اليوم واللَّيلة تقريبًا ثمانيَ ساعاتٍ، والنَّائمُ مرفوعٌ عنه القَلم؛ فمَن عاش ستِّين سنةً فقد نام في حياته عشرين سنةً، ومنها خمسَ عشرة سنةً تقريبًا في أوَّل الحياة العبدُ فيها ليس مكلَّفًا؛ فماذا بقي لك في هذه الحياة من سُنيَّاتٍ؟!
فاتَّقِ اللهَ ـ رعاك الله ـ في هذه الصَّلاة، وحافظ على هذا الموقف بين يدي الله ـ جلَّ وعلاـ ، عظِّم ـ رعاك الله ـ هذه الصَّلاة يعظُم أمرُك عند الله، وتعلو مكانتُك عنده ، وإيَّاك وإضاعتَها؛ فإنَّ إضاعتها الخسرانُ المبين.
وقد ثبت في «المستدرك»(4) للحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَوْمُ القِيَامَةِ عَلَى المُؤْمِنِينَ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ»، وفي تحديد ذلك بما بين الصَّلاتين تنبيهٌ لمكانة الصَّلاة وأثرها في تحقُّق ذلك.
ألا فلنتَّق اللهَ في صلاتِنا، ولنتَّق اللهَ في هذه الفريضة العظيمة الَّتي كثر استهانة النَّاس بها واستخفافهم بأمرها، وتهاونهم في شأنها، وإضاعتهم لها ولشروطها وأركانها وواجباتها في حالٍ أَسِيفَةٍ، وأمورٍ مؤلمةٍ، وواقعٍ أليمٍ.
وضياعُ الصَّلاة حِرمانٌ من كلِّ خيرٍ في الدُّنيا والآخرة وخُسرانٌ مبين، فإيَّاك أن تأبى لنفسكَ إلَّا أن تعيش الهوانَ، وتنالَ الذُّلَّ والخسران؛ فإنَّ مَن ضيَّع الصَّلاة حكمَ على نفسه بذلك، ورضي لنفسِه حياةَ الهوان.
نعم؛ أيُّ خيرٍ يُرتجى، وأيُّ فضيلةٍ تُؤمَل إذا ضُيِّعت هذه الصَّلاة الَّتي هي صلةٌ بين العبد وبينَ الله؟!.
قال أحدهم ـ لائمًا ومعاتبًا أحد الخطباء ـ: إنَّك منذ سنواتٍ عديدةٍ تخطُب فينا؛ فماذا قدَّمت؟ فقال له: وأنتم طِوال هذه المدَّة تستمعون؛ فماذا فعلتُم؟
إذا سمع المسلم الموعظةَ، أو سمع الخطبةَ فليُودِعها في قلبه، وليتوجَّه إلى ربِّه ـ جلَّ شأنُه ـ ومولاه أن يوفِّقه للعَمل، وأن يسدِّده، وأن لا يكِلَه إلى نفسه طَرفةَ عينٍ، وإلَّا فكم سمع النَّاس من المواعظ والزَّواجر، ومنهم من لا يزال مع ذلك غافلًا! وعند الله ـ جلَّ وعلا ـ ملتقى الخلائق والعباد، وهناك المجازاةُ والمحاسبة، فليغتَنم العبد وجودَه في هذه الحياة لإصلاح نفسه، وتزكيةِ حاله، وإطابة عمله، والتَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له.
اللَّهم إنَّا نسألك بأنَّك أنت الله لا إله إلَّا أنت بأسمائك الحسنى، وصفاتك العليا منًّا منك وتكرُّمًا أن تجعلنا أجمعين من المقيمين الصَّلاة، ومن ذرِّيَّاتِنا يا ربَّ العالمين.
***
_______
(1) أخرجه الترمذي (413)، والنَّسائي (465)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (2020).
(2) تقدَّم تخريجه (ص18).
(3) رواه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) (1/158)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (8193).

الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله _تعالى_

الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله _تعالى_

قدمت الطفلة ذات الأربع سنوات إلى منزل جدها في إحدى الدول العربية، في إجازة مع والديها بعد سنة عمل في المملكة العربية السعودية.
كان الجميع مهتماً بها، الكل يلاعبها ويحرص على سعادتها وتقديم كل ما ترغب به، وعلى الاستمتاع بوجودها بينهم، خاصة وأن الإجازة قصيرة، وهي ستعود مجدداً مع والديها إلى السعودية.
في البداية، وجدت الطفلة الصغيرة صعوبة في التأقلم السريع مع أهل والدها ووالدتها، ولكن ما هي إلا أيام معدودة، حتى عادت إلى طبيعتها من مرح وحركة وترديد ما تعلمته خلال المدة الماضية.
وعندما بدأ بعض أقاربها بتحيتها الصباحية "صباح الخير" أو المسائية "مساء الخير" كانت تصمت ولا ترد عليهم بالتحية، بل كانت تقول لهم: "السلام عليكم ورحمة الله".

وعندما تدخل إلى المنزل بعد زيارة خارجه، أو بعد أن تكون قد ذهبت إلى إحدى المحلات بصحبة أحد أقاربها لشراء سكاكر وحلويات، بدأت تردد في كل مرة دعاء الدخول إلى المنزل "بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله توكلنا".
لاحظ الجميع ما تردده هذه الطفلة الصغيرة (التي ألحقها والداها بدار تحفيظ قرآن في السعودية) من أذكار وأدعية في كل مناسبة تمر بها خلال يومها العادي، وقارن أقاربها بين ما تعودوا أن يرددوه من جمل دخيلة على الدين الإسلامي وبين ما تردده هذه الصغيرة من أذكار أوصى بها نبي الأمة محمد _صلى الله عليه وسلم_، فما كان منهم إلا أن بدؤوا يتعلموا منها ترديد هذه الأذكار في كل مناسبة.
هذه القصة حقيقية، وقد وقعت بالفعل، وهي تعبير واقعي وصادق عن إمكانية تحويل الطفل إلى داعية لله _عز وجل_ حتى وإن كان هو لا يعلم بهذا الشيء.
ويروي أحد الأخوة قصة حقيقية أخرى، فيقول: " إن طفلاً ذهب مع أقاربه لإلقاء كلمات في قرية مجاورة، وذهب كل منهم إلى شارع ليطرق باب الناس وليعلمهم عن محاضرة، وعندما طرق الطفل باب أحدهم، خرج صاحب البيت مغضباً، فقال له الطفل: "نحن ضيوف أتينا من مدينة مجاورة، وبعد المغرب سنلقي محاضرة، ونتمنى أن تحضر"، فغضب الرجل وبصق في وجه الطفل، فما كان من الطفل إلا أن مسح البصاق من وجهه، وقال: "الحمد لله الذي ابتليت في سبيله".
اهتز الرجل وتأثر تأثراً كبيراً بموقف الطفل، واعتذر منه كثيراً، وذهب معه للمسجد واستضاف الطفل ومن معه في بيته.

أهمية الاستفادة من الطفل في الدعوة:
لا تنحصر أهمية أن يكون الطفل داعياً إلى الله في استفادة المجتمع منه، بل يحصل الطفل قبل غيره على الاستفادة من هذه التربية.
لذلك، فإن أهمية الاستفادة من الطفل في الدعوة إلى الله، تنقسم قسمين:
1- تربية الطفل تربية إسلامية صحيحة.
فعندما نربي أطفالنا على قيم الدين الإسلامي الحنيف، نكون قد شكلنا اللبنة الأساسية الصالحة –بإذن الله- التي ستؤثر على حياته القادمة كاملة.
فعن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع" الحديث.
وما ذلك إلا لأن تعلميهم الصلاة وهم أطفال، سيسهل عليهم المواظبة عليها عند الكبر.

وقيل: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، وهو أساس ما يمكن أن يربى عليه الأطفال، فإن تعلم الطفل في صغره أمور دينه من صلاة وصدقة وصدق وحب الخير وبغض الحرام وقراءة القرآن والذكر، نما وكبر على ذلك، وسهل عليه فيما بعد المواظبة على معظم تعاليم الدين الإسلامي، ولكن إن تعلم في صغره الغش والكذب وترديد الأغاني والألحان ومشاهدة الحرام في المنزل أو في التلفاز، نما وكبر على ذلك، وبات من الصعب جداً تغيير أصل ما حدث في نفس، وما رسخ في ذاكرته ووجدانه.
2- إبلاغ الدعوة إلى الآخرين.
الفائدة الثانية التي يحققها الاستفادة من الطفل في الدعوة، هو إيصال الرسائل الدعوية إلى الأطفال من جيله، وإلى المجتمع الذي يكبره، بسهولة ويسر، يصبح تأثيرها -في بعض الأحيان- أكبر من تأثير الكتب والأشرطة والوسائل الدعوية الأخرى.
إذ يمتلك الطفل العديد من الخصائص والمميزات التي تساعده على أن يكون داعياً فاعلاً في المجتمع المحيط فيه، وهو ما يحقق للمجتمع فائدة عظيمة.

ميزات الطفل في الدعوة إلى الله:
يرتكز أساس مشروع الاستفادة من الطفل في الدعوة إلى الله على المميزات التي يمتلكها الطفل دون غيره، والتي تمكنه من إيصال الرسالة الدعوية بكل سهولة ويسر إلى المجتمع.
من هذه المميزات ما يذكره الأستاذ بدر بن عبد الله الصبي (مدرس مادة التربية الإسلامية والمدرس في دور تحفيظ القرآن الكريم)، وهي:
- الطلاقة في الحديث وحسن التعبير.
- قوة الشخصية وحب القيادة.
- القدوة الحسنة.
- جمال المظهر ونظافة الملبس، ودماثة الخلق.
- شيء من الثقافة والاطلاع.

فيما تذكر السيدة أم عبد الرحمن (الدارسة في دار أم سلمة لتحفيظ القرآن) بعض الميزات الأخرى ، وهي:
أ – في الأطفال حماسة لفعل ما يُشعرهم أنهم مثل الكبار.
ب – جرأتهم في إنكار ما عُلّموا أنه منكر دون محاباة أو حرج.
جـ - ميلهم لتقليد الآباء والمربين، فإن صادفوا أسوة حسنة اصطبغوا بصبغتها منذ صغرهم.
د – ميلهم للتنافس مع من هم في مثل سنهم، ويمكن أن يدفعهم ذلك لحفظ القرآن والحرص على السمت الإسلامي وتوجيه الآخرين وما إلى ذلك.
هـ - قدرتهم العالية على اختزان المشاهد وشدة تأثرهم لأوقات طويلة بما يرون، يمكن الاستفادة من ذلك في تعريفهم بما يجري لإخواننا المسلمين وتبغيض الكفار لهم وتعريفهم بحقيقة عدوهم وشغلهم بقضايا الأمة وتعويدهم الدعاء للمسلمين ونحو ذلك.
و – سعة خيالهم وميلهم لاكتساب المهارات، ويمكن توظيف ذلك بحسب كل طفل.
ز – عمق إحساسهم بالامتنان لمن يحسن إليهم: يمكن أن نغرس في نفوسهم حب الله ورسوله وصحابته وأهل العلم.

وتضيف السيدة أم عبد الرحمن قصة تشير إلى ما ذكرته من صفات خاصة بالأطفال في الدعوة، فتقول: " أعرف طفلاً في المرحلة التمهيدية، وكان شديد التعلق بمعلمته – لمعرفتها بطبيعة الأطفال وحسن التعامل معهم – لذلك، فقد كان يرفض الخروج مع أمه المتبرجة ما لم تستتر مثلما تفعل معلمته".
كما يضيف الأستاذ عبد الله الصغير بعض هذه المميزات بالقول: " الطفل يتميز بتلقائيته وطاقته العالية وسلامة فطرته وعاطفته وحبه للتقليد والمحاكاة ففي كل مزية من هذه إذا أُحسن استثمارها وهُيّئ الجو المناسب تجعل الطفل قادراً على الدعوة إلى الله، وأبسط مثال لذلك أن الطفل إذا سمع أو تعلم في منزله أن الدخان حرام مثلاً نجده بتلقائية يقول: إن الدخان حرام في مجتمعات أخرى محيطة به حتى بدون أن يطلب منه ذلك، كذلك إذا أحب الطفل أحداً من مجتمعه المحيط به بدأ يقلده فيدفع الصدقة للفقير إذا رأى والده يكرر ذلك دائماً ويوزع الشريط إذا رأى أن هذا ديدن والده أو معلمه".
نماذج واقعية:
من الأمثلة الواقعية التي نعيشها في وقتنا الحالي، الطفل الداعية عبد الله بن محمد جبر، والذي كتبت الكثير من وسائل الإعلام العربية عنه، وكرمه العديد من المشائخ، وأثنى عليها أئمة العلم الشرعي، منهم الشيخ عبد العزيز ابن باز _رحمه الله_، والشيخ عبد الله التركي، وشيخ الأزهر جاد الله، والشيخ محمد بن صالح العثيمين _رحمه الله_، وغيرهم، كل ذلك، وهو لم يكن قد تجاوز عمره التسع سنوات.
وقد لد الشيخ الطفل عبد الله جبر بمدينة الوادي الجديد في مصر في التاسع عشر من شهر شوال عام 1405 هـ الموافق 7/7/1985 م .
• حفظ القرآن الكريم في 10 / 9 / 1992 م، حيث كان عمره سبع سنين وشهرين و 3أيام.
• ثم انتقل لحفظ الحديث الشريف فبدأ بحفظ الأربعين النووية.
• ثم أتم حفظ كتاب (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان)، وكان ذلك في 6 / 7 / 1994م.
• وبعد ذلك حفظ (مختصر صحيح البخاري) للزبيدي.
• و(مختصر صحيح مسلم) للمنذري.
• و(متن البيقونية في علم الحديث).
• و(منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول).
• وهو يحفظ الآن متن الشاطبية في القراءات السبع، حيث وصل فيه إلى ثلثيه.
تعلم عبد الله ارتقاء المنابر للخطابة منذ كان عمره ثمانية أعوام على يد شيخه محمود غريب.
وكان يحضر دروس الشيخ محمد العثيمين _رحمه الله_ التي تعقد في الحرم في رمضان.
كما التقى بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وعرض عليه علمه فدعا له الشيخ وأوصى به والده.

ومن النماذج التي نعيشها في واقعنا أيضاً، الأطفال الذين تشاركهم دور الإنشاد وبعض الوسائل الإعلامية في الدعوة إلى الله.
ففي قناة المجد الفضائية -على سبيل المثال- يوجد العديد من الأطفال (أولاد وفتيات) ممن يمتهنون الدعوة إلى الله في حياتهم اليومية، ويوظفون طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية في تقديم صورة صحيحة وجميلة عن الإسلام.

وتزخر القناة بوجود برامج تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال، وأبطالها كلهم من الأطفال، من حفظة القرآن، أو من مقدمي البرامج، أو من المنشدين والمنشدات الذين يقدمون أناشيد تلامس أحاسيس الطفل، مليئة بالمعاني الإسلامية، وبالقيم النبيلة، وبالأخلاق الحميدة.
كيف يمكننا الاستفادة من الطفل في الدعوة إلى الله؟
رغم بساطة الطفل، وإمكانية تعلمه بسرعة ويسر، وإمكانية تطويعه للخير، إلا أن التعامل مع الطفل يجب أن ينحصر ضمن نطاق معين من الأساليب والتوجهات الناجحة، فلكل بيت باب يطرقه، ولكل مسألة مدخل لها.
والاستفادة من الطفل في الدعوة إلى الله يجب أن تبنى على قواعد وأسس متينة منذ البداية، وتبقى بعيدة -قدر المستطاع- عن السلبيات التي يمكن أن تواجه هذا السبيل.

يحدد الأستاذ عادل العبد المنعم (المدرّس في ابتدائية الوليد بن عبد الملك في الحرس الوطني) بعض الطرق التي تمكننا من الاستفادة من الطفل في الدعوة، فيقول: " في البداية لا بد من تأسيس الطفل وتربيته تربية إسلامية راسخة كي نستفيد منه مستقبلاً في الدعوة إلى الله، وهناك مجالات يستطيع الطفل أن يمارسها في الدعوة إلى الله، مثل: دعوة زملائه وأصدقائه إلى فعل الفضائل وترك الرذائل، فإذا رأى هذا الطفل زميلاً له قد كذب مثلاً، فإنه ينصحه ويقول له: إن الكذب حرام، وهكذا...".
فيما يقول الأستاذ عبد الله الصغير: " يمكننا ذلك بغرس الإيمان في نفسه، وذلك بتهيئة الجو الإيماني في محيطه، كذلك بزرع الثقة به وتنمية ثقته بنفسه بحيث يشعر بقدرته على القيام بالمهام والتكاليف الدعوية، ثم بتأهيله لبعض الصفات والخصائص المطلوب توافرها في الداعية كالقدرة على الحديث أمام الناس وحسن الخلق واللطف (التلطف) مع الآخرين وغيرها، أخيراً وجود القدوة الصالحة المحببة إلى نفسه".
ويعدد الأستاذ بدر عبد الله الصبي بعض النقاط الهامة في هذا المجال بما يلي:
- تربية الطفل على الأخلاق الحسنة، وحب تقديم الخير للآخرين.
- تدريب الطفل على حسن التعبير عن أفكاره.
- تنمية مهارة الإلقاء ومواجهة الجمهور.
- تعويد الطفل على المبادرة واتخاذ القرار، وتقوية شخصيته.

أما الأستاذ خالد بن محمد بن خليفة آل عمر (المدرس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالرياض) فيرى في كتاب الله -عز وجل- خير معين للطفل على اكتساب معظم المهارات في الدعوة إلى الله، حيث يقول: " إن الحرص على تحفيظ الطفل كتاب الله، يعد من أجَلّ الأعمال التي يمكن عملها بتوفيق الله _عز وجل_ للاستفادة حالياً ومستقبلاً في مجال الدعوة، فكتاب الله فيه كل الوسائل الممكنة في الدعوة إلى الله، فيتعلم الطفل أحكام الصلاة وتنفيذها على الوجه الصحيح، وذهابه وإيابه للمسجد جماعة مع المسلمين يجعله قدوة حسنة ويجعله متمكناً من الدعوة إلى الله بحثِّ زملائه على الصلاة في المسجد".
سلبيات يجب ألا نقع فيها:
لكل عمل -مهما صغر أو كبر- إيجابيات وسلبيات، ويقول البعض: " إن الخطأ يأتي مع العمل"، فإن لم تكن تعمل، فلا أخطاء لديك.
لذلك، فإننا نعي أن رسم خطة ناجحة للاستفادة من الأطفال في مجال الدعوة، وتطبيق هذه الخطة، ستتأثر بسلبيات عديدة، وقد تواجه مشاكل طارئة، يجب أن نكون متنبهين ويقضين لها، كي لا تفاجئنا وتحبط أعمالنا، وكي لا تؤدي بالعمل الدؤوب إلى طريق سلبي، بعيد عما نتمناه.

من تلك السلبيات التي يجب ألا نقع فيها في مجال الاستفادة من الطفل في الدعوة، ما يعددها الأستاذ بدر الصبي، وهي:
- تعريض الطفل لاستجداء الناس وإراقة ماء الوجه، وذلك من خلال جمع التبرعات، أو ترك الأموال وإهمالها معه مما يغريه بالاختلاس.
- القذف بالطفل في المواقف الدعوية الصعبة، مثل: إنكار بعض أنواع المعاصي لدى من هو أكبر منه، مما قد يعرضه للتراجع عن الدعوة في الكبر.

وهذا الحرص على تلافي السلبيات يؤكد على أهمية كرامة الطفل ومشاعره، وعدم تعريضه لمواقف قد تؤدي به إلى إركاسات سلبية في شخصيته، قد ترافقه مدة طويلة من حياته.
كذلك يحدد الأستاذ عادل العبد المنعم بعض الصفات التي تركز على أهمية خلق فرص إبداعية للطفل، فيقول: " يجب علينا ألا نستهين بقدرات أطفالنا، فهذا الطفل لديه قدرات ومواهب يجب أن نستغلها في الدعوة إلى الله، فمثلاً لا نفرض على الطفل شيئاً معيناً، بل نترك له الحرية في الإبداع، وابتكار بعض الأساليب التي تفيد في الدعوة إلى الله، ويبقى واجبنا نحن في الإشراف والمتابعة والتصحيح".
وفي ذلك إتاحة الفرصة أمام الأطفال للتعبير عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة، وإبداع أفكار جديدة، قد تصبح أساساً جديداً في مجال الدعوة.

فيما يذكر الأستاذ عبد الله الصغير بعضاً من هذه السلبيات، فيقول: " من أهم السلبيات ألا نحرج الطفل بعمل لا يندفع إليه ولا يرغب به؛ لأنه يولد عنده نفوراً ولو بعد حين كذلك لا يكلف بعمل يفوق مستوى تفكيره أو يعرض لمواقف صعبة لا يستطيع التصرف فيها، ومن السلبيات تعويده على الماديات بحيث لا يقوم بعمل إلا ويكافأ عليه مادياً بل لا بد من مكافآت معنوية أحياناً".
وتعدد السيدة أم عبد الرحمن بعضاً من السلبيات التي تلاحظها من خلال تجربتها الشخصية، وهي:
أ – التعامل معهم على أنهم صغار قليلو القدرات، ليسوا أهلاً لتحمل المسؤوليات.
ب – استعمال الألفاظ الشرعية مع صغار السن مما يدفعهم لاستعمالها في غير مواضعها، وبخاصة المنطوية على فتاوى تصدر عن علم كلفظ الحلال والحرام.
جـ - السلوك الذي يبدو متناقضاً يربك الطفل وربما صدّه عن التأسي بمربيه – حسب سنه-.

ومعرفة هذه السلبيات تشكل ضمانة مساندة لتأسيس صحيح لطفل دعوي قادر على تحمل مسؤولية من نوع جديد، لم يكن بالحسبان -أحياناً- الاستفادة منها.
حتى لا نقف عند حد معين:
العمل الدعوي عمل كله بركة، والدعوة إلى الله هي عمل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يحدث فيها الأجر العظيم من العمل القليل، وكلما استطاع الداعي إلى الخير أن يؤثر أكثر في نفوس الناس، حصل على أعظم الأجور، ذلك أنه وكما قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.

لذلك، فمن المفيد أن نحاول تطوير العمل الدعوي لدى الأطفال، كي لا نقف عند حد معين، قد يموت عنده التطوير والاستمرار، وقد يحدث فيه الملل والفتور.
وكلما استطعنا أن نطور عمل الأطفال في الدعوة إلى الله، أصبح الأجر أعظم والعمل أدوم.

يرى الأستاذ عادل العبد المنعم أن اكتشاف المواهب في الطفل، هي أساس تطوير عمله، فيقول: " نستطيع أن نطور الاستفادة من الطفل في مجال الدعوة عن طريق اكتشاف المواهب والقدرات التي يتميز بها كل طفل، ونقوم بتنمية هذه المواهب وتطويرها عن طريق بعض البرامج والدورات المصغرة للأطفال، فهذه تساعد الطفل في تنمية موهبته وتطويرها، وبالتالي نستفيد من هذه الموهبة في مجال الدعوة إلى الله".
فيما يركز الأستاذ عبد الله الصغير على مسألة تنمية ومتابعة الأطفال؛ لرفع مستوى عملهم، وتطوير أساليبهم ، فيقول: " كلما ارتقينا بالطفل إيمانياً واجتماعياً وثقافياً استطعنا أن نطور الاستفادة منه، ولذلك لا بد من حب غرس القراءة في قلبه وتعويده حب الخير ومساعدة الآخرين، وعدم إبداء التناقضات أمامه بحيث أوامر اليوم تكون نواهي بالغد، وأخيراً عدم التقليل من شأنه بل إعطاؤه المجال دائماً للتعبير عن نفسه وإبداء ما فيها مع التوجيه وتقويم الخطأ _إن وجد_ أيضاً التأليف القصصي الموجه للطفل".
أما الأستاذ بدر الصبي، فيركز على دور المجتمع والجهات المختصة في ذلك، ويذكر بعض الأساليب التي تساعد في تطوير عمل الطفل الداعية، وهي:
- تكوين مؤسسات أو لجان لتربية الأطفال تربيةً إسلامية متكاملة.
- نشر مجموعة من الأفكار الدعوية التي يمكن للأطفال المساهمة فيها.
- بث هذه الفكرة لدى المعنيين بتربية الطفل.

ويذكر الأستاذ خالد آل عمر بعض الأساليب الأخرى، منها:
- استشارة الطفل وأخذ رأيه في بعض الأمور المتعلقة بالدين والدعوة ومعرفة كيفية رده وتصرفه وموقفه حيال ذلك.
- تعويدهم على القيام بعدد من المسؤوليات.
- تعويده على المشاركة الاجتماعية كالتعاون مع جمعيات البر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإغاثة اللهفان، وكذلك تعويده على إلقاء الكلمات بعد الصلاة في المدرسة.
- تعويده على اتخاذ قراره دينياً واجتماعياً ونفسياً وفي كل مواقف حياته قدر المستطاع .

كما توجد بعض الأساليب الأخرى، وهي:
- وجود محاضن تربوية لتنمية قدرات الطفل الداعية.
- الاهتمام بالبيئة والبيت والمدرسة في حياة الطفل، وتحمل كل منهم مسؤوليته.
- التشجيع والمكافأة للأطفال، ما ينمي لديهم روح التطوير والعمل الدؤوب.
- لا بد له من أن يأخذ حقه من الطفولة كاللعب والمرح والنوم والأكل، وإن لم يأخذها في صغره فيخشى أن يأخذها إذا كبر بطريقة خاطئة.

القصص التي يرويها الناس حول تأثير أحد الأطفال على أقرانه أو أقربائه أو مجتمعه، كثيرة ومتعددة، والأسباب التي أدت إلى ذلك متنوعة ومشاهدة بشكل شبه يومي.
بقي علينا فقط أن نخلص النية لله _عز وجل_ ونعمل ما بوسعنا لكسب تلك القدرة الصادقة والبريئة والمفعمة بالحيوية والنشاط، لإدخالها إلى العمل الإسلامي الدعوي، أملاً بالأجر والمثوبة من الله _تعالى_، وعملاً بسنة نبيه محمد _صلى الله عليه وسلم_، ونشراً للعمل الصالح بين الناس، علّ الله أن يجعل من الجيل الجديد، جيلاً صالحاً يستطيع أن يحقق للأمة الإسلامية ما عجزت عنه أجيال كثيرة حتى الآن. هنا

http://www.almoslim.net/node/82436

من جواهر الكلام

من جواهر الكلام

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه» المجالسة وجواهر العلم للدينوري (309).
هذه الكلمة ـ كما قال ابن تيمية رحمه الله ـ من جواهر الكلام ومن أحسنه وأبلغه وأتمه، فمن رجا نصرا أو رزقا من غير الله خذله الله، والرجاء يكون للخير، والخوف يكون من الشر، والعبد إنما يصيبه الشر بسبب ذنوبه، ولا يجتمع هذان الوصفان إلا لعبد موفق لنيل ما يرجو والأمنةِ مما يحذر؛ ففي الترمذي عن أنس رضي الله عنه « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ، قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ»

 .هنا


http://al-badr.net/muqolat/4048

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

حكم التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديد



بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد كثر في نهاية السنة وبداية السنة الجديدة رسائل تتداول في الجوال وفي النت بالتهنئة بمناسبة العام الجديد، وطلب الإكثار من العبادة والاستغفار أو بالصيام في آخر أيام السنة أو أول أيام السنة الجديدة، ومحاسبة النفس، أو بإحياء أول ليلة السنة الجديدة بأذكار أو عبادات خاصة، ومن الناس من يستقبل العام الجديد بمعاصي ومنكرات مثل السهرات الراقصة وغيرها، ولذا كثر السؤال عن ذلك؟
فإجابة على ذلك نقول:

قد جاء في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.هنا
فدل هذا الحديث الشريف على أن كل مالم يرد به الشرع إذا فعل على سبيل التعبد فهو مردود ، ولا شك أن هذه الأمور التي ترد في نهاية العام أو بداية العام الجديد، من التهنئة و الحث على عبادة خاصة أو المحاسبة لم ترد في الشرع، أما استقبال العام الجديد بالمعاصي و المنكرات فالأمر أشد.
وعلى ذلك فالتهنئة بمناسبة العام الجديد، إذا قصد بذلك التعبد فلا يجوز لأنه لا أصل له، ويخشى أن يكون فيه تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذا قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً، أما إذا كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، والأولى تجنبه.
وأما تخصيص نهاية العام أو بدايته بعبادة فهو: بدعة في الدين، ويسميها أهل العلم: (بدعة إضافية)؛ لأن العمل إذا كان أصله مشروعاً وكان مطلقاً؛ كالصوم أو الاستغفار أو الدعاء، ثم قيد بسبب أو عدد أو كيفية أو مكان أو زمان؛ كنهاية العام الهجري، أصبح هذا الوصف الزائد بدعة مضافة إلى عمل مشروع، وإضافة هذه الأوصاف إلى العبادة المطلقة غير معقول المعنى على التفصيل، فأصبح مضاهياً للطريقة الشرعية التعبدية وهذا وجه الابتداع فيها.
وما يرد في الرسائل بمناسبة نهاية العام بأن (صحف هذا العام تطوى ولا تفتح إلا يوم القيامة، فاختم عامك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلل من الآخرين) وما أشبه ذلك. فهذا غير صحيح؛ فإن باب التوبة مفتوح للمسلم ما لم يحضره الموت أو تطلع الشمس من مغربها كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة.
كما أن المطلوب من المسلم أن يحاسب نفسه وأقواله وأفعاله كل يوم بل في كل حين، وليس في نهاية العام وقتاً يشرع فيه محاسبة الإنسان نفسه ثم ينسى الله تعالى ويغفل عن الطاعات ويشتغل بالشهوات.
والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة الصالح، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقنا الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح رحمهم الله إليه مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم )
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،
شبكة السنة النبوية وعلومها


مـا يُســن فـي شــهر الله المحــرم
يُسـن فـي هـذا الشـهر الإكثـار مـن الصيـام وخاصـة يـوم عاشـوراء .
قـال الإمـام مسـلم فـي صحيحـه :
حدثنـي قتيبـة بـن سـعيد ٍ ، قـال : حدثنـا أبـو عَوَانَـة ، عـن أبـي بِشْـرٍ ، عـن حُميـد بـن عبـد الرحمـن الحِمْيَـريِّ ، عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسُـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"أفضـلُ الصيـام بعـدَ رمضـانَ شَـهرُ اللهِ المحَـرَّمُ وأفضَـلُ الصـلاةِ بعـدَ الفريضـةِ صـلاةُ الليـلِ " .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1163 ) / ص : 280 .

ألا مــن مشــمر ؟
نسـير إلـى الآجـال فـي كـل لحظـة وأيامنـا تطـوى وهـنّ مراحـل ترحــل مـن الدنيــا بــزاد منهـا فعمـرك أيــام وهـنّ قلائــل.
*قـال الإمـام مسـلم في صحيحـه :
وحدثنـا يَحْيَـى بـنُ يَحْيَـى التَّمِيمِـيُّ وقتَيْبَـة بـنُ سَـعيدٍ جَمِيعًـا ، عـن حَمَّــادٍ ، قـال : قـال يَحْيَـى ؛ أخبَرَنـا حَمَّـادُ بـنُ زَيْـدٍ ، عـن غَيْـلاَنَ عـن ، عبـدِ اللهِ بـن مَعْبَـدٍ الزِّمَّانِـيِّ ، عـن أبـي قتـادة رَجُـلٌ أتـى النبـيَّ ـ
صلى الله عليه وسلم ـ فقـال كيـف تصـومُ .......

"صيـامُ يـومِ عَرَفـةُ أحْتَسِـبُ علـى اللهِ أن يُكَفِّـرَ السَّـنَة التـي قبلـهُ والسَّـنة التـي بعـدهُ وصيـامُ يـومِ عاشُـوراءَ أحْتَسِـبُ علـى اللهِ أن يُكَفِّـرَ السَّـنة التـي قبلـهُ" .
صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 36 ) ـ باب : استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهروصوم يوم عرفة وعاشوراء والإثنين والخميس / حديث رقم : 196 ـ ( 1163 ) / ص : 279 . 
*قـال مسـلم فـي صحيحـه :
وحدثنـا الحسـنُ بـنُ علـيٍّ الحُلوانِـيُّ ، قـال : حدثنـا ابن أبـي مريـم ، قـال : حدثنـا يحيَـى بـن أيـوبَ ، قـال : حدثنـي إسـماعيلُ بـن أميَّـةَ أنـه سـمع أبـا غَطَفـانَ بـن طريـفٍ المُـرِّيَّ يقـول : سـمعتُ عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ يقـولا حيـن صـام رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يـوم عاشـوراء وأمـر بصيامـهِ ، قالـوا : يـا رسـولَ اللهِ إنـه يـومٌ تُعظِّمُـهُ اليهـود والنصـارى . فقـال رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " فـإذا كـان العـام المقبـلُ إن شـاء اللهُ صمنـا اليـومَ التاسـعَ " . قـال فلـم يـأتِ العـامُ المقبـلُ حتـى تُوفِّـي رسـولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 20 ) ـ باب : أي يوم يصام في عاشوراء / حديث رقم : 133 ـ ( 1134 ) / ص : 272 .

الأحد، 11 أكتوبر 2015

مصادر لدراسة علم الفرائض


 الموسوعة الفقهية الدرر السنية الفرائض
هنا

الفرائض

* أهمية علم الفرائض: .
* أركان الإرث ثلاثة: .
* أسباب الإرث ثلاثة: .
* موانع الإرث ثلاثة: .
* أقسام الإرث: .
* الوارثون من الرجال على سبيل التفصيل خمسة عشر، وهم: .
* الوارثات من النساء على سبيل التفصيل إحدى عشرة، وهن: .
1- أصحاب الفروض .
2- العصبة .
3- الحجب .
4- تأصيل المسائل .
5- قسمة التركة .
6- ميراث ذوي الأرحام .
7- ميراث الحمل .
8- ميراث الخنثى المشكل .
9- ميراث المفقود .
10- ميراث الغرقى والهدمى ونحوهم .
11- ميراث القاتل .
12- ميراث أهل الملل .
13- ميراث المرأة . 

***************************************** 
 

 
*************** 

وهذا بحث على جزئين في علم الفرائض

الجزء الأول

هنا

الجزء الثاني

هنا