عداد الزوار

السبت، 29 أبريل 2017

المرويات الواهية في سيرة ابن إسحاق



المرويات الواهية في سيرة ابن إسحاق (1)
د / أحمد عبد الحميد عبد الحق *

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين ..
وبعد ..
فإن السيرة النبوية تعد التطبيق العملي للإسلام ؛ ولذلك فإن أي شائبة تشيبها تشيب الإسلام نفسه ، وأي خطأ في فهمها سيترتب عليه خطأ في فهم الإسلام ، وقد تأملت في كتب السيرة خلال دراستي الطويلة فوجدت ـ رغم المجهود العظيم الذي بذل في جمعها وتهيذبها وكتابتها ـ ما زال فيها بعض الأخبار الواهية والأساطير التي ربما وضعت على حسن نية من كاتبيها ..
تلك الروايات التي أراد واضعوها من ذكرها وروايتها أو تسطيرها الرفع من شأن رسول الله صلى ، وأن تجعل حياته ـ وخاصة في فترة ما قبل بعثته ـ قائمة كلها على كسر النواميس الكونية ، فأساءوا إليه من حيث لا يدرون ، ولم يعوا أن الله سبحانه وتعالى أعد نبيه ليجعله قدوة للبشر يتأسون به ، وأن جعل حياته كلها قائمة على المعجزات تجعل الاقتداء به مستحيلا ، فكيف يتأسى البشر بما هو خارج عن نواميس الكون.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحيا حياة طبيعية قائمة على الفطرة النقية التي يفطر الله البشر عليها ،وقد تعجب المشركون لأنهم لم يروا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالف حياة البشر فقالوا كما حكى القرآن الكريم :" مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا " [الفرقان/7، 8]..
وأكد القرآن الكريم أن الرسول لا يمكن أن يؤدي رسالته إلا إذا كان بطبيعته البشرية ، ورد على من تمنوا أن يكون في صورة ملك بقول الله سبحانه وتعالى :" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ [الأنعام/9] ..
وراح بعض رواة السيرة الأوائل ـ رحمهم الله ـ بدلا من يركزوا جهدهم في ذكر ما فيه النفع من حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجمعون كل شاردة وواردة مما لا طائل من ذكره ، ولا أقول ذلك للقدح فيهم ، بل أدعو الله لهم أن يجزل لهم المثوبة ، وإنما أذكر ذلك فقط لأؤكد على أنه قد حان الوقت لأن نتخلص من مثل تلك الروايات ، وننشغل بما يدفع الناس إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع هديه والسير على منهاجه .
والعجب أيضا أن يجعل هؤلاء من كلام الكهنة إن صح نسبة الكلام هذا إليهم كأنهم لا ينطقون عن الهوى ، وينسبون إليهم أحداثا تمت فيما بعد تجعل كل ما يصدر إليهم صحيحا ، مع إن تنبؤات الكهان كانت مجرد خزعبلات ليس فيها من الصحة شيء ، وكل ما هنالك أنهم كانوا يزينوها بالسجع لتوقع تأثيرًا ورنينا في آذان السامعين ، ومما يؤكد أن سجعهم لم يكن فيه شيء من الصحة أن القرآن أكد مرارا على أن رسول الله ليس بكاهن .
ولو تفكر هؤلاء لعلموا أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة وسلوكه هو خير دليل على عظمته ، وأنه ليس في حاجة لأن تنسب إليه الأساطير أو الروايات المبالغ فيها ، يقول ابن حزم ـ رحمه الله ـ : " إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورةً، وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفى " .(1) ..
ويقول محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ وقد كانت رسالة محمد بن عبدالله أخطر ثورة عرفها العالم للتحرر العقلي والمادي، وكان جند القرآن أعدل رجال وعاهم التاريخ، وأحصى فعالهم في تدويخ المستبدين وكسر شوكتهم، طاغية إثر طاغية ، فلما أحب الناس -بعد انطلاقهم من قيود العسف- تصوير هذه الحقيقة، تخيلوا هذه الإرهاصات، وأحدثوا لها الروايات الواهية، ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ غني عن هذا كله؛ فإن نصيبه الضخم من الواقع المشرف يزهدنا في هذه الروايات وأشباهها (2) .
وسأحرص في هذه السلسة من المقالات على أن أجمع المرويات الواهية التي وردت في السيرة النبوية التي جمعها ابن إسحاق وهذبها من بعده ابن هشام ، والتي صارت فيما بعد عمدة كتب السيرة النبوية الشريفة القديم منها والحديث ، فما من كاتب إلا واتخذها مصدرًا أساسيًّا له ..
وأول تلك الروايات الرواية التي تحكي قصة عزم عبد المطلب على ذبح ولده عبد الله ، هذه القصة التي قلما يخلو منها كتاب من كتب السيرة القديمة رغم أن ابن إسحاق ذكرها بما يفيد ضعفها فقال : 

وكان عبد المطلب بن هاشم فيما يذكرون قد نذر حين لقي من قريش عند حفر زمزم ما لقي لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم لله عز وجل عند الكعبة ، فلما توافى بنوه عشرة الحارث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله ، وعرف أنهم سيمنعونه جمعهم ثم أخبرهم بنذره الذي نذر ، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك ، فأطاعوا له وقالوا له : كيف تصنع ؟ فقال : يأخذ كل رجل منكم قدحًا فيكتب فيه اسمه ثم تأتوني ففعلوا ، ثم أتوه فدخل بهم على هُبَل في جوف الكعبة ، وكان هُبل عظيم أصنام قريش بمكة ، وكان على بئر في جوف الكعبة ، وكانت تلك البئر التي يجمع فيها ما يهدَى للكعبة ..
وكان عند هُبل سبعة أقداح ، في كل قدح منها كتاب ، قدح فيه العقل ، إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة ، وفيها قدح العقل ، فعلى من خرج حمله ، وقدح فيه نَعَم للأمر ، إذا أرادوه ضرب به في القداح فإن خرج قدح نعم عملوا به ، وقدح فيه لا فإذا أرادوا أمرًا ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر ، وقدح فيه منكم ، وقدح فيه غيركم ، وقدح فيه ملصق ، وقدح فيه المياه فإذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح ، وفيها ذلك ، فحيثما خرج عملوا به ، وكانوا إذا أرادوا أن يختتنوا غلامًا أو ينكحوا منكحًا أو يدفنوا ميتًا أو شكوا في نسب أحد منهم ذهبوا بهإ لى هُبل ..
وذهبوا معهم بجزور ومائة درهم إلى صاحبة القداح التي تضرب بها فأعطوها إياه ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ، وقالوا : اضرب ! اللهم اخرج على يديه اليوم الحق ، ثم استقبلوا هبل فقالوا يا إلهنا هذا فلان بن فلان كما زعم أهله يريدون كذا وكذا ، فإن كان كذلك فأخرج فيه العقل أو نعم أو منكم وأقبل هديته ، فإن خرج من هؤلاء الثلاثة كتب في قومه وسيطا ، وإن خرج عليه من غيركم كان حليفًا ، وإن خرج عليه ملصق كان منزله فيهم لا نسب ولا حلف ، وإن خرج فيه شيء مما سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به ، وإن خرج لا أخروه عامه ذلك حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون من أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح ، فقال عبد المطلب : اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه ، وأخبره بنذره ، وأعطاه كل رجل منهم قدحه الذي فيه اسمه ، وكان عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم أصغر بني أبيه ، كان هو والزبير وأبو طالب لفاطمة بنت عمرو بن عابد بن عبد الله بن عمران بن مخزوم ، وكان فيما يزعمون أحب ولد عبد المطلب إليه ، وكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه فقد أشوى ..
فخرج القدح على عبد الله فأخذ عبد المطلب بيده وأخذ الشفرة ، ثم أقبل به إلى أساف ونائلة الوثنين اللذين تنحر عندهما قريش ذبائحهم ليذبحه ، فقامت إليه قريش من أنديتها فقالوا : ماذا تريد يا عبد المطلب ؟ فقال : أذبحه وأنشأ يقول
عاهدت ربي وأنا موف عهده .. . أيام أحفر وبني وحده
والله لا أحمد سيأ حمده . .. كيف أعاديه وأنا عبده
إني أخاف أن أخرت وعده .. . أن أضل إن تركت عهده
ما كنت أخشى أن يكون وحده . .. مثل الذي لاقيت يوما عنده
أوجع قلبي عند حفري رده . .. والله ربي لا أعيش بعده(3)

يقول ابن إسحاق : فقالت قريش وبنوه والله لا تذبحه أبدا ونحن أحياء حتى نعذر فيه لئن فعلت هذا لا يزال رجل يأتي بابنه حتى يذبحه فما بقاء الناس على ذلك (4) . وفي رواية أخرى : لا تفعل وانطلق إلى الحجاز فإن به عرافة يقال لها : سجاح لها تابع فسلها ثم أنت على رأس أمرك ، فإن أمرتك بذبحه ذبحته ، وإن أمرتك بغير ذاك مما لك وله فيه فرج قبلته ، فقال : نعم فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوها فيما يزعمون بخيبر ، فركبوا حتى جاؤوها فسألوها وقص عليها عبد المطلب شأنه وشأن ابنه وما كان نذر فيه ، فقالت لهم : ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله فخرجوا من عندها ، وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ويقول :
يا رب لا تحقق حذري .. . واصرف عنه شر هذا القدر
فإني أرجو لما قد أذر . .. لأن يكون سيدا للبشر
ثم غدوا إليها فقالت : نعم قد جاءني الخبر فكم الديه فيكم ؟ فقالوا : عشرة من الإبل ، وكانت كذلك ، فقالت : فارجعوا إلى بلادكم فقدموا صاحبكم وقدموا عشرا من الإبل ثم اضربوا عليها بالقداح ، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم عز وجل ، فإذا خرجت القداح على الإبل فقد رضي ربكم فانحروها عنه ، ونجى صاحبكم ..
فخرجوا حتى قدموا مكة ، فلما أجمعوا لذلك من الأمر ضربوا القداح فخرج السهم على عبد الله ، فظلوا يزيدون عشرا حتى خرج السهم على الإبل ، فقالت قريش ومن حضره : قد رضي ربك وخلص لك ابنك (5) .
وهذه الرواية تحكم على نفسها بالكذب لأنها تذكر أن عبد الله كان أصغر بني عبد المطلب وأحبهم إليه ، مع إنه من المسلم به أن حمزة والعباس ـ رضي الله عنهما ـ كانا قريبين من النبي صلى الله عليه وسلم في العمر ، إذن فلم يكونا ولِدَا بعد ، وكان من الممكن أن يرد على ذلك بأنه أصغر بنيه الموجودين وقتها لولا أن الرواية ذكرت أنهم عشرة وعدت من بينهم العباس وحمزة ـ رضي الله عنهما ـ كما تذكر الرواية أن العباس بن عبد المطلب اجتره من تحت رجل أبيه حين هم بذبحه أول مرة حتى خدش وجه عبد الله خدشا لم يزل في وجهه حتى مات ، كيف والعباس ولد بعدها بعشرين عاما أو أكثر ؟!.

وأما حديث أنا ابن الذبيحين الذي يستشهد به البعض على صحة تلك الرواية فقد قال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1 / 500) : لا أصل له بهذا اللفظ . وفي "الكشف" (1 / 199) : قال الزيلعي وابن حجر في "تخريج الكشاف " : لم نجده بهذا اللفظ. وقال عنه الذهبى (إسناده واه).وقال بن كثير فى تفسيره (4/18) "وهذا حديث غريب جداً""ونقل الحلبى فى سيرته عن السيوطى أن هذا الحديث غريب ،وفى إسناده من لايعرف".


وثاني تلك الروايات ما رواه ابن إسحاق أن ربيعة بن نصر ملك اليمن رأى رؤيا هالته وفظع بها ، فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه فقال لهم : إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبروني بها وبتأويلها ، قالوا له : اقصصها علينا نخبرك بتأويلها ، قال : إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها ، فقال له رجل منهم فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم منهما فهما يخبرانه بما سأل عنه ...
قال ابن إسحاق : فبعث إليهما فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له : إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصب تأويلها قال : أفعل رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة فقال له الملك : ما أخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك في تأويلها ، فقال أحلف بما بين الحرتين من حنش ليهبطن أرضكم الحبش ، فليملكن ما بين أبين الى جرش ، فقال له الملك : وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن أفي زماني هذا أم بعده ، قال : لا بل بعده بحين أكثر من ستين أوسبعين يمضين من السنين ...
قال : أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال : لا بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين ، قال : ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم ؟ قال : يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحد منهم باليمن ، قال أفيدوم ذلك من سلطانه أم يقطع ؟ قال : لا بل ينقطع ، قال ومن يقطعه ؟ قال : نبي زكي يأتيه الوحي من قبل العلي ..
قال : وممن هذا النبي ؟ قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر ، قال : وهل للدهر من آخر ، قال : نعم . يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون ، قال أحق ما تخبرني ، قال : نعم . والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما أنبأتك به لحق ...
ثم قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان ، فقال : نعم رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة ، قال : فلما قال له ذلك عرف أنهما قد اتفقا ، وأن قولهما واحد ، إلا أن سطيحا قال : وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة ، وقال شق وقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة ، فقال له الملك : ما أخطأت يا شق منها شيئا ، فما عندك في تأويلها ، قال : أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران ، فقال له الملك : وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن أفي زماني أم بعده ، قال : لا بل بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شان ويذيقهم أشد الهوان ، قال : ومن هذا العظيم الشان ؟ قال : غلام ليس بدني ولا مدن يخرج عليهم من بيت ذي يزن فلا يترك أحدا منهم باليمن ، قال : أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه الى يوم الفصل ..
قال : وما يوم الفصل ؟ قال : يوم تجزى فيه الولاء ، ويدعى فيه من السماء بدعوات يسمع منها الأحياء والأموات ، ويجمع فيه بين الناس للميقات ، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات ، قال : أحق ما تقول ؟ قال : إي ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك به لحق ما فيه أمض (6) .
وهذه الرواية يبدو عليها الوضع لأنها :
ـ أولا : تذكر أن سطيحا وشقا علما برؤية ربيعة دون أن يخبرهما بها ، وهذا أمر مستحيل لأنه لا يطلع على ما في الصدور إلا علام الغيوب ، فإذا كانت الجن تسترق السمع من السماء وتأتي به فهذا أمر ممكن كما أخبر القرآن الكريم ، أما أن تصل إلى مكنون الإنسان وتستخرج ما في قلبه أو تطلع عليه فهذا أمر لا يقره عقل ولا شرع ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق منزلة كان لا يطلع على ما في قلوب الناس حوله ، وأكد ذلك القرآن الكريم في قول الله عز وجل عن المنافقين :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ "[البقرة/204]..
كما أن الرواية تشير إلى علمها بالغيب والمستقبل بطريقة تفصيلية ، وهذا أمر اختص به الله سبحانه وتعالى ، وقال نبيه صلى الله عليه وسلم كما حكى القرآن الكريم :" وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" [الأعراف/188]..
ـ ثانيا : أن تلك الرواية تذكر أن الملك يدوم في قوم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لم يحدث ، فقد انقطع بزوال ملك بني العباس .
ـ ثالثا : أن تلك الرواية تذكر أن سطيحا وشقا يعلمان أن الله حقا وسيرسل رسوله بالحق وأن هناك حسابا وجنة ونارا ورغم ذلك يقسمان بغيره في كل مرة يؤكدان فيها كلامهما ( الشفق والغسق والفلق ) .
ثم انظر أخيرا في صفة هذين الرجلين ، يقول ابن كثير : " ويقال إن سطيحا كان لا أعضاء له ، وإنما كان مثل السطيحة ووجهه في صدره ، وكان إذا غضب انتفخ وجلس ، أما شق فكان نصف إنسان ( انظر السيرة النبوية لابن كثير : جـ 1 صـ 15 ) فمسخان معقوان أو مشوهان طريحان الفراش من أين لهم هذا العلم ؟؟ هل كان يوحى إليهم من السماء ؟؟ وهذا أبلغ دليل على وهن تلك الرواية التي يُستشهد بها بعض الرواة على نبوة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله إن كان في العمر بقية وفي الصحة متسع .
ـــــ

 الهوامش :
*مدير موقع التاريخ الالكتروني .
1 ـ جوامع السيرة - (ج 1 / ص 2).
2 ـ فقه السيرة للغزالي.
3 ـ سيرة ابن إسحاق (ج 1 / ص 10 وما بعدها) تحقيق محمد حميد الله.
4 ـ المصدر السابق : (ج 1 / ص 12).
5 ـ المصدر السابق : (ج 1 / ص 14 وما بعدها ).
6 ـ السيرة النبوية لابن هشام - (ج 1 / ص 124 وما بعدها )
المصدر
موقع التاريخ
الألوكة

الجمعة، 28 أبريل 2017

باب الريان للصائمين فقط

 إنَّ في الجنةِ بابًا يقالُ له : الريَّانُ يقالُ يومَ القيامةِ : أين الصَّائمون ؟ هل لكم إلى الريَّانِ ؟ من دخلَهُ لم يظمأْ أبدًا فإذا دخلوا أغلِقَ عليهم ، فلم يدخلْ فيه أحدٌ غيرُهم .
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي

الصفحة أو الرقم: 2236 | خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر

الشرح 
في هذا الحديث يَذكُر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى اختصَّ الصَّائِمينَ الكامِلين في صَومِ الفَرْضِ والمكثرينَ مِن صيامِ النَّفلِ، أو مَن غَلَب عليهم الصَّومُ مِن بينِ العِباداتِ،؟ منها ببابٍ يُقالُ له: الرَّيَّانُ، والرَّيَّان: فَعْلان مِن الرِّي، وهو نقيضُ العَطَش؛ وفي تَسميتِه بذلك مناسبةٌ حسنةٌ لأنَّه جَزاءُ الصائمين على عَطَشِهم وجُوعِهم، واكتُفي بذِكر الرِّي عن الشِّبَع لأنَّه يَستلزمُه، وهذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمين؛ حيث أُفْرِدَ لهم؛ ليُسرِعوا إلى الريِّ مِن العَطَشِ؛ إكرامًا لهم واختصاصًا، وليكون دُخولُهم في الجنة هيِّنًا غير مُتزاحَمٍ عليهم عند أبوابها؛ فقد يُؤدِّي الزِّحام إلى نوعٍ مِن العطش، وإنْ لم تُوجَدْ مزاحمةٌ في الحقيقةِ في أبوابِ الجنة لسَعتِها، ولأنَّه ليس بموضعٍ ضررٍ، ولا عنَت ولا نَصَب؛ فهذا تشريفٌ لهم وإعلاءٌ لمقامِهم، وتمييزٌ لهم على غَيرِهم. فيُنادَى عليهم فيَقومُون فيَدخُلون منه، فإذا دَخل الصائِمون أُغلق هذا البابِ، فلنْ يدخُل منه أحد غير الصَّائمينَ.
وفي هذا الحديثِ: فَضيلَةُ الصِّيامِ وكَرامَةُ الصَّائمينَ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أَنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ؛ فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالى مَزِيَّةً لهم دونَ غَيرِهم.
 . الدرر . 

الأربعاء، 26 أبريل 2017

لبس الضيق والقصير أمام النساء والمحارمWearing short or tight clothes in front of othe




السؤال
ما هي عورة المرأة أمام أبنائها (الذكور والإناث) وأمام غيرها من نساء المسلمين؟ أطرح هذا السؤال لأنه نُقل إلى معلومات بهذا الخصوص (لكن بدون دليل)، فقد ذكر الناقل أنه لا يجوز أن ترتدي المسلمة ملابس صيفية (تانك توب والشورت) في البيت أثناء وجود ابنها (الذي قارب سن البلوغ) . كما أن بعض المسلمين يعتقدون أنه إذا كان النساء مجتمعات، فإن يجب ألا يضعن الحجاب . أرجو منك توضيح الأمر.
وجزاك الله خيرا على هذه المساعدة.

الجواب :
الحمد لله
1. سئل فضيلة الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين عن هذا فأجاب :

لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة ، وتبرز ما فيه الفتنة : محرم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ؛ رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس - يعني : ظلماً وعدواناً - ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات " .

فقد فُسِّر قوله " كاسيات عاريات " : بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة ، لا تستر ما يجب ستره من العورة ، وفسر : بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة ، وفسرت : بأن يلبسن ملابس ضيقة ، فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة .

وعلى هذا : فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة ، إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده ، وهو الزوج ؛ فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة ، لقوله تعالى { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [ المؤمنون 5،6 ] ، وقالت عائشة : كنتُ أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم - يعني من الجنابة - مِن إناء واحد ، تختلف أيدينا فيه .
فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما .
وأما بين المرأة والمحارم : فإنه يجب عليها أن تستر عورتها
والضيِّق لا يجوز لا عند المحارم ، ولا عند النساء إذا كان ضيِّقاً شديداً يبيِّن مفاتن المرأة . أ.هـ " فتاوى الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين " ( 2 / 825 ) .

2 . وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ، ولا تكشف عندهم إلا ما جرت به العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة ، وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط . أ.هـ " المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 170 ) .
انظر - لهما - : " فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 417 ، 418 ) ، جمعها أشرف عبد المقصود .

2. وقال الشيخ صالح الفوزان أيضًا :
لا شك أن لبس المرأة للشيء الضيِّق الذي يبيِّن مفاتن جسمها : لا يجوز ، إلا عند زوجها فقط ، أما عند غير زوجها : فلا يجوز ، حتى لو كان بحضرة النساء ، ( و) لأنَّها تكون قدوة سيئة لغيرها ، إذا رأينها تلبس هذا : يقتدين بها .
وأيضًا : هي مأمورة بستر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد ، إلا عن زوجها ، تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال ، إلا ما جرت العادة بكشفه عن النساء ، كالوجه واليدين والقدمين ، مما تدعو الحاجة إلى كشفه . أ.هـ " المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 176 ، 177 ) .
وقال المرداوي رحمه الله : يباح للرجل نظر وجه ورقبة ورأس وساق من ذات محرم . شرح المنتهى ج3 / ص7 .

والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد 


Wearing short or tight clothes in front of other women and mahrams

What is considered a woman's aurah in the presence of her children (both male and female) and in the presence of other Muslim Women? I am asking this question because I received second hand information concerning a woman's aurah (without the daleel). This person stated that a muslim woman should not wear summer clothes (i.e. tank tops or shorts) in her home around her son (who has not yet gone through puberty but close to it). Additionally, It is the thought of some Muslim husbands that when sisters are together, they should not remove their jilbabs. Please clarify!
Jazakallahu Khair for your help!



Praise be to Allaah.
Shaykh Muhammad ibn Saalih al-‘Uthaymeen was asked about this and he replied:

Tight clothing which reveals a woman’s charms is forbidden, because the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “There are two types of the people of Hell whom I have not seen: men with whips like the tails of cattle with which they strike the people – meaning wrongfully and aggressively – and women who are clothed yet naked, and walk with an enticing gait.”

The phrase “clothed yet naked” was interpreted as meaning that they wear short clothes which do not cover that which should be covered of the ‘awrah. It was also interpreted as meaning that they wear light clothes that do not prevent others from seeing the woman’s skin underneath. And it was interpreted as meaning that they wear tight clothes, so that they are covered and cannot be seen, but their bodily charms can be seen.

On this basis, it is not permitted for a woman to wear these tight clothes, except in front of the one before whom she is permitted to show her ‘awrah, who is the husband – for there is no ‘awrah between husband and wife, because Allaah says (interpretation of the meaning):

“And those who guard their chastity (i.e. private parts, from illegal sexual acts) Except from their wives or (the slaves) that their right hands possess, ¾ for then, they are free from blame” [al-Mu’minoon 23:5-6]

And ‘Aa’ishah (may Allaah be pleased with her) said: “The Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) and I used to do ghusl – i.e., from janaabah (impurity following intercourse) – from one vessel, taking it in turns to dip our hands into the vessel.”

So there is no ‘awrah between a man and his wife.

But between a woman and her mahrams, she has to cover her ‘awrah.

It is not permissible to wear tight clothing, either in front of one's mahrams or in front of other women, if it is excessively tight and shows the woman’s charms.

(Fataawa al-Shaykh Muhammad ibn Saalih al-‘Uthaymeen, 2/825)
Shaykh Saalih al-Fawzaan, may Allaah preserve him, said:

It is not permissible for a woman to wear short clothes in front of her children and mahrams, or to uncover more than is customary in front of them of that which will not cause any fitnah. She may wear short clothes in front of her husband only.

(Al-Muntaqaa min Fataawa Fadeelat al-Shaykh Saalih al-Fawzaan, 3/170)

(See: Fataawa al-Mar’ah al-Muslimah, 1/417, 418 – compiled by Ashraf ‘Abd al-Maqsood).

Shaykh Saalih al-Fawzaan also said:

Undoubtedly for a woman to wear something tight that shows her bodily charms is not permitted, except in front of her husband only, but in front of anybody else, it is not permitted, even if it is in the presence of other women, because she could be a bad example to others – if they see her dressing like this they may do the same.

Also: a woman is commanded to cover her ‘awrah with loose and concealing clothes in front of everyone, except for her husband. She should cover her ‘awrah in front of women just as she does in front of men, except for what women customarily uncover in front of other women, such as the face, hands and feet, whatever it may be necessary to uncover.

(al-Muntaqaa min Fataawa Fadeelat al-Shaykh Saalih al-Fawzaan, 3/176, 177).

Al-Mardaawi (may Allaah have mercy on him) said: “It is permissible for a man to see the face, neck, head and calf of women who are his mahrams.” (Sharh al-Muntahaa, part 3, p. 7).

And Allaah knows best.
Islam Q&A
Sheikh Muhammed Salih Al-Munajjid






****************

Le port de vêtements serrés et courts devant les femmes et les ‘’Mahârimes’’


Quelles sont les parties de soncorps que la femme doit cacher devant ses enfants, garçons et filles, et devant d’autres femmes musulmanes ?

Je pose cette question parce qu’on a transmis des informations concernant cette affaire (mais sans preuve). Celui qui l’a trasmise a dit qu’il n’est pas autorisé aux musulmanes de porter des vêtements d’été dans la maison, devant leurs enfants majeurs. Certains musulmans considèrent que les femmes musulmanes réunies peuvent ne pas porter le voile. Je vous prie de m’apporter des éclaircissements. Puisse Allah vous récompenser pour cette aide.

Louange à Allah
On a interrogé son éminence cheikh Muhammad ibn Saleh al-Outhaymine sur cela.Voici sa réponse : « Le port de vêtements serrés, qui font apparaître les membres du corps et qui provoquent des problèmes, est interdit. Parce que le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui) a dit : « Deux catégories (de personnes) que je n’ai pas encore vues sont les habitantes de l’enfer : des hommes qui ont des fouets comme une queue de vache pour frapper les gens - avec injustice et haine -, et des femmes vêtues mais nues, à la démarche laxiste. »

On a interprété la parole : ’’ vêtues mais nues’’ par des vêtements serrés, qui ne cachent pas ce qu’on doit cacher du corps de la femme.

On l’a interprété comme des femmes qui portent des vêtements légers qui n’empêchent pas de voir ce qui est à l’intérieur.

On l’a interprété également comme des femmes qui portent des vêtements serrés, qui empêchent de voir le corps, mais qui font apparaître les membres du corps de la femme.

De ce fait, il n’est pas autorisé à la femme de porter ces vêtements serrés, sauf devant celui à qui elle peut montrer son corps, le mari. Parce qu’aucune partie du corps n’est interdite de voir aux deux époux en vertu de ces propos d’Allah : « et qui préservent leurs sexes, (de tout rapport), si ce n' est qu' avec leurs épouses ou les esclaves qu' ils possèdent, car là vraiment, on ne peut les blâmer » (Coran,23 5-6).

Aïcha a dit : Je me lavais, moi et le Prophète (bénédiction et salut soient sur lui ) - de la souillure - dans un récipient où nos mains se mélangeaient’’.

Il n’y a pas de partie du corps à cacher entre l’homme et sa femme.

S’agissant de la femme et ses maharim (parent ne ouvant se marier avec elle), elle doit leur cacher les parties honteuses de son corps.

Le port de vêtements trop serrés qui font apparaître le corps de la femme est interdit devant les maharim et entre les femmes. Allah le sait mieux

Fatawa de cheikh Muhammad ibn Salih al-Outhaymine ,2/825 .

2- Cheikh Salih Al-Fawzan a dit : Il est interdit à une femme de porter des vêtements courts devant ses enfants et ses maharim. Elle ne laisse apparaître que ce qu’on a l’habitude de découvrir, pour ne pas poser de problème. Cependant, elle peut porter des habits courts devant son mari seulement.

Allah le sait mieux. Sélection des Fatwa de son éminence Cheikh Salih al-Fawzan (3/170). A trouver dans Fatawa al-mar’a al- mousilma (1/ 417,418) rassemblée par Abd al- Maqsoud.

Cheikh Salih al- Fawzân a aussi dit : « Sans doute que le port du vêtement serré par une femme, qui montre les membres de son corps est interdit, sauf devant son mari. Il est interdit devant une autre personne même en la présence des femmes puisqu’elles pourraient imiter ce mauvais comportement.

Aussi lui est-il demandé de cacher son corps devant tout le monde sauf devant son mari. Elle le cache aussi bien devant les femmes que les hommes, sauf ce qu’on a l’habitude découvrir chez la femme comme le visage, les deux mains et les pieds que la nécessité autorise. Allah le sait mieux

Sélection de Fatwa de son éminence cheikh Salih al-Fawzan ,3/176/177.

Al-Mardawi (Puisse Allah lui accorder Sa miséricorde) a dit : « Il est permis à l’homme de regarder le visage, le cou, la tête et les pieds de sa mahram .» Sharh-al-Mountaha, vol. 3.p.7 Allah le Très Haut le sait mieux.
Islam Q&A
Sheikh Muhammed Salih Al-Munajjid



فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار Then the divine decree overtakes him and he ..


" فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار "
Meaning of the hadeeth; “Then the divine decree overtakes him and he does the deeds of the people of Hell”

أريد شرح هذا الحديث : عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال حدثنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري بصراحـة أجد نوعا من التحبيط أني قد أعمل بعمل أهل الجنة ومكتوب أني من أهل النار ، وأرجو من فضيلتكم الإجابـة مأجورين ومشكورين على جهودكم ، والله يجعلها في ميزان حسناتكم .

الحمد لله
قال ابن القيم رحمه الله : " الجهال بالله وأسمائه وصفاته ، المعطلون لحقائقها ، يُبَغِّضون اللهَ إلى خلقه ، ويقطعون عليهم طريق محبته ، والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون !!
ونحن نذكر من ذلك أمثلة يُحتذى عليها : فمنها أنهم يقررون في نفوس الضعفاء أن الله سبحانه لا تنفع معه طاعة ، وإن طال زمانها وبالغ العبد وأتى بها بظاهره وباطنه ، وأن العبد ليس على ثقة ولا أمن من مكره ؛ بل شأنه سبحانه أن يأخذ المطيع المتقي من المحراب إلى الماخور ، ومن التوحيد والمسبحة إلى الشرك والمزمار ، ويقلب قلبه من الإيمان الخالص إلى الكفر ، ويروون في ذلك آثار صحيحة لم يفهموها ، وباطلة لم يقلها المعصوم ، ويزعمون أن هذا حقيقة التوحيد .. " انتهى ، الفوائد (159) .
ثم قال رحمه الله : " ... فأفلس هذا المسكين من اعتقاد كون الأعمال نافعة أو ضارة ؛ فلا بفعل الخير يستأنس ، ولا بفعل الشر يستوحش ، وهل في التنفير عن الله وتبغيضه إلى عباده أكثر من هذا ؟!! ولو اجتهد الملاحدة على تبغيض الدين والتنفير عن الله لما أتوا بأكثر من هذا .
وصاحب هذه الطريقة يظن أنه يقرر التوحيد والقدر ، ويرد على أهل البدع ، وينصر الدين ، ولعمر الله : العدو العاقل أقل ضررا من الصديق الجاهل ، وكتب الله المنزلة كلها ورسله كلهم شاهدة بضد ذلك ، ولا سيما القرآن ؛ فلو سلك الدعاة المسلك الذي دعا الله ورسوله به الناس إليه لصلح العالم صلاحا لا فساد معه .
فالله سبحانه أخبر ، وهو الصادق الوفي ، أنه إنما يعامل الناس بكسبهم ، ويجازيهم بأعمالهم ، ولا يخاف المحِسن لديه ظلما ولا هضما ، ولا يخاف بخسا ولا رهقا ، ولا يضيع عمل محسن أبدا ، ولا يضيع على العبد مثقال ذرة ، ولا يظلمها : ( وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) ، وإن كان مثقال حبة من خردل جازاه بها ، ولا يضيعها عليه ، وأنه يجزي بالسيئة مثلها ، ويحبطها بالتوبة والندم والاستغفار والحسنات والمصائب ، ويجزي بالحسنة عشر أمثالها ، ويضاعفها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة !!
وهو الذي أصلح الفاسدين ، وأقبل بقلوب المعرضين ، وتاب على المذنبين ، وهدى الضالين ، وأنقذ الهالكين ، وعلَّم الجاهلين ، وبصَّر المتحيرين ، وذكَّر الغافلين ، وآوى الشاردين ، وإذا أوقع عقابا أوقعه بعد شدة التمرد والعتو عليه ، ودعوة العبد إلى الرجوع إلى إليه ...) . انتهى
الفوائد (161) .
وهذا الحديث العظيم رواه البخاري (3208) ومسلم (2643) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، وقد أشكل على بعض الناس قوله صلى لله عليه وسلم فيه : ( فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ).
وهو مثال لما أشار إليه ابن القيم رحمه الله من الآثار الصحيحة التي لم يفهموها .
والجواب عن ذلك أن هذا في حق من لا يعمل إخلاصا وإيمانا ، بل يعمل بعمل أهل الجنة
( فيما يبدو للناس ) فقط ، كما جاء موضحا في الحديث الآخر الذي رواه البخاري (4207) ومسلم (112) عَنْ سَهْلٍ قَالَ الْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا فَضَرَبَهَا بِسَيْفِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجْزَأَ أَحَدٌ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالُوا أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَأَتَّبِعَنَّهُ فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَمَا ذَاكَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".
وأما من يعمل بعمل أهل الجنة حقيقة ، إخلاصا وإيمانًا ، فالله تعالى أعدل وأكرم وأرحم من أن يخذله في نهاية عمره .
بل هذا أهل للتوفيق والتسديد والتثبيت ، كما قال تعالى " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " إبراهيم/27 ، وقال "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت/69 ، وقال " إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " يوسيف/90 ، وقال " يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " آل عمران/171
قال ابن القيم رحمه الله في "الفوائد" ص 163 : " وأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فإن هذا عمل أهل الجنة فيما يظهر للناس ، ولو كان عملا صالحا مقبولا للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يبطله عليه . وقوله " لم يبق بينه وبينها إلا ذراع " يشكل على هذا التأويل ، فيقال : لما كان العمل بآخره وخاتمته ، لم يصبر هذا العامل على عمله حتى يتم له ، بل كان فيه آفة كامنة ونكتة خُذل بها في آخر عمره ، فخانته تلك الآفة والداهية الباطنة في وقت الحاجة ، فرجع إلى موجبها ، وعملت عملها ، ولو لم يكن هناك غش وآفة لم يقلب الله إيمانه ... والله يعلم من سائر العباد ما لا يعلمه بعضهم من بعض " انتهى .
وقال ابن رجب رحمه الله :
" وقوله " فيما يبدو للناس " إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ؛ إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .
وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار ، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة .
قال عبد العزيز بن أبي رواد : حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة : لا إله إلا الله ، فقال في آخر ما قال : هو كافر بما تقول ، ومات على ذلك !!
قال : فسألت عنه ، فإذا هو مدمن خمر !!
وكان عبد العزيز يقول اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته .
وفي الجملة : فالخواتيم ميراث السوابق ؛ وكل ذلك سبق في الكتاب السابق ، ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم ، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق .
وقد قيل : إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم ، يقولون : بماذا يختم لنا ؟!!
وقلوب المقربين معلقة بالسوابق ، يقولون : ماذا سبق لنا ؟!! ...
وقال سهل التستري : المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي ، والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر !!
ومن هنا كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ، ويشتد قلقهم وجزعهم منه ؛ فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر ، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر ؛ كما تقدم أن دسائس السوء الخلفية توجب سوء الخاتمة " انتهى .
جامع العلوم والحكم (1/57-58) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إن حديث ابن مسعود "حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع" أي: بين الجنة ، ليس المراد أن عمله أوصله إلى هذا المكان حتى لم يبق إلا ذراع ، لأنه لو كان عمله عمل أهل الجنة حقيقة من أول الأمر ما خذله الله عز وجل ؛ لأن الله أكرم من عبده، عبد مقبل على الله ، ما بقي عليه والجنة إلا ذراع ، يصده الله؟! هذا مستحيل ، لكن المعنى: يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، حتى إذا لم يبق على أجله إلا القليل زاغ قلبه والعياذ بالله -نسأل الله العافية- هذا معنى حديث ابن مسعود . إذاً: لم يبق بينه وبين الجنة إلا ذراع بالنسبة لأجله ، وإلا فهو من الأصل ما عمل عمل أهل الجنة -نعوذ بالله من ذلك ، نسأل الله ألا يزيغ قلوبنا- عامل وفي قلبه سريرة خبيثة أودت به إلى أنه لم يبق إلا ذراع ويموت " انتهى من "اللقاء الشهري" (13/14).
وأشار بعض أهل العلم إلى أن المذكور في الحديث قد يعمل بعمل أهل الجنة حقيقة ، حتى إذا اقترب أجله ساءت خاتمته ، فمات على كفر أو معصية ، لكن هذا نادر ، وهو راجع أيضا إلى خبيئة وبلية يقيم عليها هذا الشخص ، من اعتقاد فاسد أو كبيرة موبقة ، أوجبت سوء خاتمته ، نسأل الله العافية . فيكون الحديث فيه تحذير من الاغترار بالأعمال ، وتوجيه إلى سؤال الله الثبات حتى الممات، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" : " الْمُرَاد بِالذِّرَاعِ التَّمْثِيل لِلْقُرْبِ مِنْ مَوْته وَدُخُوله عَقِبه , وَأَنَّ تِلْكَ الدَّار مَا بَقِيَ بَيْنه وَبَيْن أَنْ يَصِلهَا إِلَّا كَمَنْ بَقِيَ بَيْنه وَبَيْن مَوْضِع مِنْ الْأَرْض ذِرَاع , وَالْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث أَنَّ هَذَا قَدْ يَقَع فِي نَادِر مِنْ النَّاس , لَا أَنَّهُ غَالِب فِيهِمْ , ثُمَّ أَنَّهُ مِنْ لُطْف اللَّه تَعَالَى وَسَعَة رَحْمَته اِنْقِلَاب النَّاس مِنْ الشَّرّ إِلَى الْخَيْر فِي كَثْرَة , وَأَمَّا اِنْقِلَابهمْ مِنْ الْخَيْر إِلَى الشَّرّ فَفِي غَايَة النُّدُور , وَنِهَايَة الْقِلَّة , وَهُوَ نَحْو قَوْله تَعَالَى " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي وَغَلَبَتْ غَضَبِي " وَيَدْخُل فِي هَذَا مَنْ اِنْقَلَبَ إِلَى عَمَل النَّار بِكُفْرٍ أَوْ مَعْصِيَة , لَكِنْ يَخْتَلِفَانِ فِي التَّخْلِيد وَعَدَمه ; فَالْكَافِر يُخَلَّد فِي النَّار , وَالْعَاصِي الَّذِي مَاتَ مُوَحِّدًا لَا يُخَلَّد فِيهَا كَمَا سَبَقَ تَقْرِيره . وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَصْرِيح بِإِثْبَاتِ الْقَدَر , وَأَنَّ التَّوْبَة تَهْدِم الذُّنُوب قَبْلهَا , وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْء حُكِمَ لَهُ بِهِ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , إِلَّا أَنَّ أَصْحَاب الْمَعَاصِي غَيْر الْكُفْر فِي الْمَشِيئَة . وَاَللَّه أَعْلَم " انتهى .
على أن الذي ينبغي أن ننتبه إليه في هذا السياق ، أن في نفس الحديث الذي أشكل عليك حل هذا الإشكال ؛ وذلك أنه لم يتضمن مجرد إثبات القدر ، وعلم الله تعالى السابق في خلقه ، وكتابته لأعمالهم ، وإنما تضمن ، هو وأمثاله من النصوص ، إلى جانب ذلك كله ، إثبات أمره ونهيه ، وأن الله تعالى لا يعذب عباده ، ولا ينعمهم ، على مجرد علمه فيهم ، بل على ما عملت أيديهم ، وكسبت نفوسهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَهَذَا الْحَدِيثُ وَنَحْوُهُ فِيهِ فَصْلَانِ :
أَحَدُهُمَا
: الْقَدَرُ السَّابِقُ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَلِمَ أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَعْمَلُوا الْأَعْمَالَ وَهَذَا حَقٌّ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ ; بَلْ قَدْ نَصَّ الْأَئِمَّةُ : كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد أَنَّ مَنْ جَحَدَ هَذَا فَقَدَ كَفَرَ ; بَلْ يَجِبُ الْإِيمَانُ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ مَا سَيَكُونُ كُلَّهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَيَجِبُ الْإِيمَانُ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ وَأَخْبَرَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ...
والفصل الثاني : أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَعْلَمُ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ قَدْ جَعَلَ لِلْأَشْيَاءِ أَسْبَابًا تَكُونُ بِهَا ؛ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا تَكُونُ بِتِلْكَ الْأَسْبَابِ ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يُولَدُ لَهُ بِأَنْ يَطَأَ امْرَأَةً فَيُحْبِلَهَا ؛ فَلَوْ قَالَ هَذَا : إذَا عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يُولَدُ لِي فَلَا حَاجَةَ إلَى الْوَطْءِ كَانَ أَحْمَقَ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ بِمَا يُقَدِّرُهُ مِنْ الْوَطْءِ ، وَكَذَلِكَ إذَا عَلِمَ أَنَّ هَذَا يُنْبِتُ لَهُ الزَّرْعَ بِمَا يَسْقِيهِ مِنْ الْمَاءِ وَيَبْذُرُهُ مِنْ الْحَبِّ ؛ فَلَوْ قَالَ : إذَا عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ فَلَا حَاجَةَ إلَى الْبَذْرِ كَانَ جَاهِلًا ضَالًّا ; لِأَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ بِذَلِكَ ...
وَكَذَلِكَ إذَا عَلِمَ أَنَّ هَذَا يَكُونُ سَعِيدًا فِي الْآخِرَةِ وَهَذَا شَقِيًّا فِي الْآخِرَةِ ، قُلْنَا : ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَعْمَلُ بِعَمَلِ الْأَشْقِيَاءِ ؛ فَاَللَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ يَشْقَى بِهَذَا الْعَمَلِ ، فَلَوْ قِيلَ : هُوَ شَقِيٌّ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ كَانَ بَاطِلًا ; لِأَنَّ اللَّهَ لَا يُدْخِلُ النَّارَ أَحَدًا إلَّا بِذَنْبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ " ؛ فَأَقْسَمَ أَنَّهُ يَمْلَؤُهَا مِنْ إبْلِيسَ وَأَتْبَاعِهِ ، وَمَنْ اتَّبَعَ إبْلِيسَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تَعَالَى ، وَلَا يُعَاقِبُ اللَّهُ الْعَبْدَ عَلَى مَا عَلِمَ أَنَّهُ يَعْمَلُهُ حَتَّى يَعْمَلَهُ ...
وَكَذَلِكَ الْجَنَّةُ خَلَقَهَا اللَّهُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ فَمَنْ قَدَّرَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ يَسَّرَهُ لِلْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ ؛ فَمَنْ قَالَ : أَنَا أَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَوَاءٌ كُنْت مُؤْمِنًا أَوْ كَافِرًا ، إذَا عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَهْلِهَا كَانَ مُفْتَرِيًا عَلَى اللَّهِ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إنَّمَا عَلِمَ أَنَّهُ يَدْخُلُهَا بِالْإِيمَانِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إيمَانٌ لَمْ يَكُنْ هَذَا هُوَ الَّذِي عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، بَلْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا ، بَلْ كَافِرًا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
وَلِهَذَا أَمَرَ النَّاسَ بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِعَانَةِ بِاَللَّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ . وَمَنْ قَالَ : أَنَا لَا أَدْعُو وَلَا أَسْأَلُ اتِّكَالًا عَلَى الْقَدَرِ كَانَ مُخْطِئًا أَيْضًا ; لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ الدُّعَاءَ وَالسُّؤَالَ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا مَغْفِرَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَهُدَاهُ وَنَصْرَهُ وَرِزْقَهُ . وَإِذَا قَدَّرَ لِلْعَبْدِ خَيْرًا يَنَالُهُ بِالدُّعَاءِ لَمْ يَحْصُلْ بِدُونِ الدُّعَاءِ ، وَمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ وَعَلِمَهُ مِنْ أَحْوَالِ الْعِبَادِ وَعَوَاقِبِهِمْ فَإِنَّمَا قَدَّرَهُ اللَّهُ بِأَسْبَابِ يَسُوقُ الْمَقَادِيرَ إلَى الْمَوَاقِيتِ ؛ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَيْءٌ إلَّا بِسَبَبِ ، وَاَللَّهُ خَالِقُ الْأَسْبَابِ وَالْمُسَبَّبَاتِ ...
وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ ضَلَّ طَائِفَتَانِ مِنْ النَّاسِ : " فَرِيقٌ " آمَنُوا بِالْقَدَرِ وَظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ كَافٍ فِي حُصُولِ الْمَقْصُودِ ، فَأَعْرَضُوا عَنْ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَهَؤُلَاءِ يَئُولُ بِهِمْ الْأَمْرُ إلَى أَنْ يَكْفُرُوا بِكُتُبِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَدِينِهِ !!
وَفَرِيقٌ أَخَذُوا يَطْلُبُونَ الْجَزَاءَ مِنْ اللَّهِ كَمَا يَطْلُبُهُ الْأَجِيرُ مِنْ الْمُسْتَأْجِرِ مُتَّكِلِينَ عَلَى حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ وَعَمَلِهِمْ ، وَكَمَا يَطْلُبُهُ الْمَمَالِيكُ ، وَهَؤُلَاءِ جُهَّالٌ ضُلَّالٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْ الْعِبَادَ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ حَاجَةً إلَيْهِ ، وَلَا نَهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ بُخْلًا بِهِ ؛ وَلَكِنْ أَمَرَهُمْ بِمَا فِيهِ صَلَاحُهُمْ ، وَنَهَاهُمْ عَمَّا فِيهِ فَسَادُهُمْ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ" يَا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي " ...
فَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ نَاظِرًا إلَى الْقَدَرِ فَقَدْ ضَلَّ ، وَمَنْ طَلَبَ الْقِيَامَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ مُعْرِضًا عَنْ الْقَدَرِ فَقَدْ ضَلَّ ; بَلْ الْمُؤْمِنُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " ؛ فَنَعْبُدُهُ اتِّبَاعًا لِلْأَمْرِ وَنَسْتَعِينُهُ إيمَانًا بِالْقَدَرِ ..." انتهى .
مقتطفات من مجموع الفتاوى (8/66) وما بعدها .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

الأحد، 23 أبريل 2017

موت الفجأة


نسيان الموت سبب للهو والغفلة والانغماس في الدنيا كما أن تذكر الموت سبب للزهد في الدنيا والإقبال على العمل الصالح؛ولذا حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تذاكر الموت وعدم نسيانه لئلا نغفل فقال صلى الله عليه وسلم :
- "أَكثروا ذِكرَ هاذمِ اللَّذَّات" يعني الموتَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي. الصفحة أو الرقم: 2307 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.
الدرر . الشرح :تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أكثِروا ذِكْرَ هاذِمِ"، أي: قاطِعِ "اللَّذَّاتِ"، أي: الشَّهواتِ العاجلةِ، "يَعني الموتَ"، أي: إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ والمعاصي الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
.الدرر .

وأكثر ما يخافه المؤمن في الموت أن يباغته وهو لم يتهيأ له، هنا.
لقد كتب الله الموت على كل واحد منا، وهو ملاقيه لا محالة؛ فـ"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"آل عمران:185. كل واحد منا ذائقٌ للموتِ في الوقت الذي قضاه الله وقدره، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ولن يتجاوز أحد ما قدره سبحانه ، وأجرى به القلم، فهي مكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ: وَمَاذَا أَكْتُبُ؟! قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4700 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.الدرر .

ويكتبُ الملك الكريم -عليه السلام- "رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؛ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ". رواه البخاري وغيره
- إنَّ خَلْقَ أحدِكم يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يومًا أو أربعين ليلةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَه ، ثم يكونُ مضغةً مثلَه ، ثم يُبعثُ إليه المَلَكُ ، فيُؤذنُ بأربعِ كلماتٍ ، فيكتبُ : رزقَه ، وأجَلَه ، وعملَه ، وشقيٌّ أم سعيدٌ ، ثم يُنفخُ فيه الروحُ ، فإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى لا يكونُ بينها وبينَه إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ فيدخلُ النارَ . وإنَّ أحدَكم ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ ، حتى ما يكونُ بينها وبينَه إلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليه الكتابُ ، فيعملُ عملَ أهلِ الجنةِ فيدخُلها"

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7454 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر .

يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خَلْقَ الإنسانِ؛ بأنَّ الجنينَ في بَطْنِ أمِّه يَمرُّ في تكوينِه بأربعةِ أدوارٍ، فيَكونُ في الدَّورِ الأوَّلِ لِمُدَّة أربَعين يومًا نُطْفَة، أيْ: حَيوانًا مَنويًّا يَجتمِع ببُوَيْضةِ الأُنثى فيُلقِّحها، وتَحمَل الْمَرأةُ بإِذنِ الله تعالى، ثمَّ يتَحوَّل في الدَّورِ الثاني لمدَّة أربعين يومًا إلى عَلَقة، أي: نُقطةٍ دموِيَّة جامِدة تَعْلَق بالرَّحِم، ثمَّ يتحوَّلُ في الدَّور الثَّالث لمدَّة أربَعين يومًا مُضْغَةً، أي: قطعةَ لَحْمٍ صَغيرة بِقَدْر ما يَمْضَغ الإنسانُ في الفَمِ، ثمَّ في الدَّور الرَّابع يَبدَأ تَشْكِيلُه وتَصْوِيره، ويكونُ قد أكملَ أربعةَ أشهُر، فيُرسِلُ اللهُ إليه الْمَلَك الموكَّلَ بالأرحامِ وكِتابةِ الأَقْدَارِ؛ فيَكتُب أعمالَه التي يَفعَلها طِيلَةَ حياتِه خيرًا أو شرًّا، ورِزْقَه وأجَلَه ويَكتُب خاتِمَته ومَصيرَه الذي يَنتهي إليه إن كان مِن أهلِ الشَّقاوةِ أو مِن أهل السَّعادة، مِن أهل الجنَّةِ أو النَّار؛ ((فإنَّ الرَّجلَ ليَعمَل بعمَلِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَ الجنَّةِ إلَّا ذِرَاع))؛ وهو غَايةُ القُرْب، ((فيَسْبِق عليه كِتَابُه))، أي: فيَكون قد كُتِب عليه سابقًا في بَطْنِ أمِّه أنَّه شَقِي، فيُختَم له بالشَّقاوة؛ ((فيَعْمَل بعمَلِ أهلِ النَّار فيَدخُلها)) كما سبَق به القَدَرُ، ((ويَعمَل حتَّى ما يَكونُ بينَه وبينَ النَّارِ إلَّا ذِرَاع، فيَسبِق عليه كتابُه فيَعمَل بعمَلِ أهلِ الجنَّة فيَدخُلها)).
في الحديث: كِتابة أَقْدار كلِّ إنسان وهو ما زال جَنينًا في بَطْن أمِّه بعدَ استِكمالِ تَشْكِيلِه وتَصوِيره، وتَكامُلِ أَعْضائه وحَواسِّه.
وفيه: الإيمانُ بالقدَرِ، سواءٌ تعلَّقَ بالأعمالِ أو بالأرزاقِ والآجَال.
وفيه: نَفْخُ الرُّوح في الجَنِين بعدَ استِكْمال تكوينِه.
وفيه: عدمُ الاغتِرار بصُوَر الأعمال؛ لأنَّ الأعمالَ بالخَوَاتيم.
وفيه: أنَّ الأعمال مِن الحسَنات والسيِّئات أَمَارَاتٌ لا مُوجِبات، وأنَّ مصيرَ الأَمْر في العاقبة إلى ما سَبَق به القَضاءُ وجرَى به التَّقديرُ.
الدرر .
وأكثر ما ينبغي للمؤمن أن يخافه في الموت أن يباغته وهو لم يتهيأ له، وهو ما يسمى بموت الفجأة؛ ذلك أن من عادة الإنسان التسويف في التوبة والعمل الصالح، وطول الأمل والرغبة في الدنيا، وإلا فإن المقدم على الموت لمرض عُضال أصابه أو نحوه تتغير حياة أكثرهم في آخر أيامه، فترخُصُ عنده الدنيا وتَعْظُمُ الآخرة، فيكونُ ما ألَمَّ به من علامات الموت ومقدماته خيراً له؛ فيجدد التوبة ويخرج من المظالم ويكفرُ الله مِنْ خَطَايَاهُ بما أصابه من مصيبة المرض، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ –تعب- وَلاَ وَصَبٍ –مرض-، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ". رواه البخاري.
أيها الأحبة: في الحديث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ مِنْ اقْتِرَاب السَّاعَة أَنْ يُرَى الْهِلاَل لِلَيْلَة فَيُقَالُ: لِلَيلَتَينِ، وَأَنْ يَظْهَر مَوتُ الْفَجْأة، وَأَنْ تُتَّخَذ الْمَسَاجِد طُرُقاً". رواه الطبراني عَنْ أَنَس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني.
وموت الفجأة موجود من قديم الزمان، ولكن كثر ظهوره وانتشاره في هذه الأزمان، والمتابع للأخبار اليوم يجد عجبًا من كثرته سواء على المستوى الفردي أم الجماعي.
خلاصة أقوال أهل العلم في موت الفجأة: أنه تخفيف عن العبد المؤمن ومحبوب للمراقبين المستعدين للموت، وقد مات به جماعة من الأنبياء؛ فقد قيل: مَاتَ خَلِيلُ اللهِ فَجْأَةً، وَمَاتَ دَاوُدُ فَجْأَةً، وَمَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ فَجْأَةً، وكذلك بعض الصالحين.
أما من ليس مستعدًا للموت بكونه مثقل الظهر بالمظالم فليس بمحبوب، وبذلك يجتمع القولان.
ومفاجأة الموت ربما تفوّت على الإنسان أشياءً كثيرة؛ فقد يكون في حاجة إلى أن يوصي، فتفوته الوصية، وقد يكون يعمل في عمل دنيا بعيد عن ذكر الآخرة أو الموت، فيفوّت عليه أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله.
ومع كثرة موت الفجأة إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن الأمر لا يعنيه ولن يأتيه أو يقرب من داره.
عجبًا لنا!! كيف نجرؤ على أن نعصي الله وأرواحنا بيده!! وكيف نغفُل عن رقابته والموت بأمره يأتي فجأة، أما سأل أحدنا نفسه: لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت؟! إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبًا وَدَاعَ الدنيا، مستعدًا للقاء ربه، فهل لنا أن نتنبه لذلك؟!
يا لها من غفلة أن نسير في هذه الدنيا ولسان فِعَلنا كأن أحدنا سيُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُنجيه مِنَ الْموتِ أَنْ يُعَمَّرَ! ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعادًا مؤجلاً! كم قريبًا دَفَنَّا، وكم حبيبًا ودَّعنا، نفضنا أيدينا من غبار قبره، وعدنا من دُوْرِ اللحود، وعادت معنا الدنيا لنغرق في همومها وملذاتها، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نجد منا من لا يفتر عن حديث الدنيا وهو قائم على تلك الأجداث، وكأن معه صكًّا إِلهَيًّا بالخلود في الدنيا.
أين العيون الباكية من خشية الله؟! أين القلوب الوجلة من لقاء الله؟! لم لا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله؟! ونؤدي للعباد كل ما علينا قبل أن يؤديه الله من أعمالنا الصالحة؟! لمَ لا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة؟! لم لا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى؟! لم لا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى؟! .
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
قال ابن الجوزيّ: "الواجب على العاقل أخذ العدّة لرحيله؛ فإنّه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربّه، ولا يدري متى يستدعى، وإنّي رأيت خلقًا كثيرًا غرّهم الشّباب ونسوا فقدان الأقران، وألهاهم طول الأمل".
قال بعضهم: أعجب حالات الإنسان أنه يحسب لكل شيء حسابًا ويستعدُ له، يخشى الفقر فيدخر له المال، ويخشى البردَ فيستعدُ له، والحر كذلك.
ويخشى الشيخوخةَ والكبر فيسعى في تحصيل الأولاد، لعلهم يخدمونه عند العجز، ويخلفونه في شؤونه الدنيوية والأخروية... وهكذا.
لكنه لا يدخل الموت الذي ربما فاجأه في حسابه فلا يستعد له مع أنه يشاهد الموتى يذهبون ولا يعودون.
وهو مهدد بالموت في كل ساعة، خصوصًا في زمننا الذي كثرت فيه أسباب موت الفجأة. نسأل الله أن يوقظ قلوبنا للاستعداد له.

 موت الفجأة، ويكون عامًا وخاصًا:
أما العام فيشمل أهل بلاد بوقوع وباء مهلك يحصد الأرواح، ويملأ المقابر، ويتساقط الناس فيه سراعًا، حتى تفنى أُسر وعشائر بأكملها، وتغلق دور وتخلو مدن من ساكنيها، وحفار القبور لا يرفع ظهره من كثرة من يدفنون فما يلبث أن يدفن هو فيما حفر من قبور، وكم من مغسل للموتى غسل على ذات السرير الذي يغسل الناس عليه، وقد وقع ذلك كثيرًا في التاريخ في القديم والحديث، وفي الشرق والغرب.
وفي وقت الصحابة رضي الله عنهم هلك كثير منهم ومن التابعين في طاعون عَمَوَاس الذي ضرب بلاد الشام في خلافة عمر رضي الله عنه فمات فيه خلق كثير، ومن مشاهير من مات فيه من الصحابة أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وزوجتاه وأولاده كلهم وأبو جندل رضي الله عنهم.
وكانت هذه الأوبئة العامة تنتقل من بلاد إلى بلاد، وتعاود الظهور زمانًا بعد زمان، وتشمل أحيانا الإنسان والحيوان كما وقع في أخريات القرن الخامس إذ كثرت الأمراض بالحمى والطاعون في العراق والحجاز والشام وأعقب ذلك موت الفجأة ثم ماتت الوحوش في البراري ثم تلاها موت البهائم حتى عزت الألبان واللحوم، فيما ذكره المؤرخون.
ولما منَّ الله تعالى على البشرية باكتشاف أمصال وتلقيحات ضد الأمراض المعدية، والأوبئة الفتاكة كانت الأعاصير والزلازل والفيضانات ميادين رحبة لموت الفجأة..تضرب بلادا في لحظة فتهلك أهلها وتتركها خرابا يبابا، ولا قدرة للبشر على مواجهتها أو دفعها أو تخفيفها.
وعقب اختراع الطائرات والسفن العملاقة أضحت مجالا جديدا من مجالات موت الفجأة بسقوط الطائرات وغرق السفن، فتهلك فيها أنفس كثيرة ما كانت تظن أن ركوبها فيها هو آخر العهد بالحياة.
وأما الموت المفاجئ الخاص فيقع لفرد أو أسرة على إثر هدم أو حريق أو غرق أو نحوه، ثم كانت حوادث السيارات في العصر الحاضر من أوسع المجالات الفردية لموت الفجأة، يخرج الرجل أو الأسرة من منزلهم بسيارتهم فيؤتى بهم إلى ثلاجة الموتى.
وقد يموت العبد بشيء لا يظن أنه يموت به أبدا، وفي حجة الوداع وقع رجل في عرفة من راحلته فوقصته فمات، وكم من سقوط لا يميت في العادة هلك به صاحبه، وكم من ضربة لا تؤلم مات المضروب بها، وليست إلا مقادير قُدِّرت على بني آدم، كانت هذه أسبابها، كبرت الأسباب أم صغرت.
وموت الفجأة لا يُذم ولا يمدح، فقد يكون رحمة للمؤمن الطائع كما يكون عقوبة على الكافر والفاجر، فمن كان مستعدا للموت كل حين بالإيمان والعمل الصالح فإن موت الفجأة رحمة في حقه، وتخفيف عليه. ومن كان متثاقلا عن الطاعات، مسارعا إلى المحرمات فإن موت الفجأة نقمة عليه وعذاب في حقه؛ لأن الميت يبعث يوم القيامة على ما مات عليه؛ ولأنه لا يتمكن من التوبة، ومن أداء ما عليه من الحقوق؛ ولذا كان موت الفجأة كأخذة الغضب، وجاء في حديث عند أبي داود عن عُبَيْدِ بن خَالِدٍ السُّلَمِيِّ :(مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسِفٍ) أي غضبان وصححه الألباني. قال النخعي رحمه الله تعالى: إنْ كانوا ليكرهون أخذةً كأخذةِ الأَسِف.
أسأل الله تعالى أن يحسن خواتمنا، وأن يرزقنا الاعتبار بغيرنا، والاستعداد لما أمامنا، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، [رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] {البقرة:201} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....

هنا 
  قد يكون ملك الموت بانتظارنا ولم يبق من أعمارنا إلا دقائق معدودة، فما نحن فاعلون؟! وهل نحن مستعدون؟! هذه ـ والله ـ هي الحقيقة لا محيد لنا ولا مهرب ولا ملجأ. إن موت الفجأة هو جرس إنذار لنا لنستيقظ من غفلتنا، ولننتبه من رقادنا في وقت انشغل الناس بالدنيا ونسوا الآخرة، ونسوا أنهم قادمون على الله شاؤوا أم أبوا.

هنا

هل المؤمن يمرض نفسيًّاIs the insured psychologically ill? Est-ce que le croyant devi




هل المؤمن يمرض نفسيًّا
Is the insured psychologically ill?

Est-ce que le croyant devient malade mental

س* هل المؤمن يمرض نفسيًّا ، وما هو المرض النفسي في الشرع ، وكيفية علاجه مثل القلق ،وهل النفس اللوامة تسبب القلق علمًا بأن الأطباء يعالجون هذه الأمراض بالأدوية العصرية على طريقة أمريكا وأوروبا ؟ .

فأجاب فضيلته :

لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية - أي : بالرقى الشرعية أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف .

ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أنه ما من مؤمن يصيبه همٌّ أو غمٌّ أو حزن فيقول : اللهم إني عبدُك ابن عبدك ابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي : إلا فرَّج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية .

وكذلك من الأدوية الشرعية أن يقول الإنسان " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .

ومن أراد مزيدًا من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، و " الكلِم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأذكار " للنووي ، و " زاد المعاد " لابن القيم .

لكن لمَّا ضَعُف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ،و لما كان الإيمان قويًّا : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تمامًا ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ، ولا تخفى علينا جميعًا قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزلوا على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين منعوا ضيافتهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لُدغ سيد القوم لدغته حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقيًا ، فقال الصحابة لهم : لا نرقى على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد القوم من السرية يقرأ على هذا الذي اللديغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نُشط عن عِقال .
أي كأن بعير فُك عقالُه فقام بسرعة.
هكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا اللديغ لأنها صدرت من قلب مملوءٍ إيمانًا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : " وما يدريك أنها رقية ؟ " .

لكن في زماننا هذا ضَعُفَ الدين وضَعُفَ الإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا بها في الواقع .

ولكن ظهر في مقابل هؤلاء قومٌ أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قُرّاء بررة ، ولكنهم أَكَلَةُ مالٍ بالباطلِ ليسوا قراءً بررة بل هم أُناسٌ يبتزونَ أموالَ الناسِ بالباطل ويضحكون على عقول الناس ،فالناسُ بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثرًا إطلاقًا ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط .

لفضيلة الشيخ : ابن عثيمين _ رحمه الله رحمة واسعة _

الإسلام سؤال وجواب
لسماع المادة هنا.

Is the insured psychologically ill?

3839: Are physical medicines better, or ruqyah and spiritual medicine?

Modern medicine treats disease with physical medicine only. Is this sufficient, or should we use ruqyah? Which of them is better
?


Praise be to Allaah.

There is no doubt that man suffers psychological diseases, such as anxiety about the future and grief for the past. Psychological diseases may have a greater impact on the body than physical diseases. Treating these diseases by means of something prescribed in sharee’ah – i.e., ruqyah – is more successful than treating them by means of physical medicines, as is well known.

Among the means of treating them: the saheeh haseeth narrated from Ibn Mas’ood (may Allaah be pleased with him): “There is no believer who is stricken by anxiety, distress or grief, and he says, ‘Allaahumma inni ‘abduka ibnu ‘abdika ibnu amatika, naasiyati bi yadika, maadin fiyya hukmuka, ‘adlun fiyya qadaa’uka, as’aluka bi kulli ismin huwa laka sammayta bihi nafsaka aw ‘allamtahu ahadan min khalqika aw anzaltahu fi kitaabika aw asta’tharta bihi fi ‘ilm il-ghaybi ‘indaka an taj’ala al-Qur’aan al-‘azeem rabee’a qalbi wa noora sadri wa jalaa’a huzni wa dhahaaba hammi wa ghammi (O Allaah, I am Your slave, son of Your slave, son of Your maidservant. My forelock is in Your hand, Your command over me is forever executed and Your decree over me is just. I ask You by every name belonging to You which You have named Yourself with, or taught to any of Your creation, or revealed in Your Book, or You have preserved in the knowledge of the Unseen with You, that You make the Holy Qur’aan the life of my heart and the light of my breast, and a departure for my sorrow and a release for my anxiety and distress)’, but Allaah will relieve him.” This is one of the medicines prescribed in sharee’ah.

Similarly, one may say, “Laa ilaaha illa anta, subhaanaka, inni kuntu min al-zaalimeen (none has the right to be worshipped but You (O Allaah), Glorified (and Exalted) be You [above all that (evil) they associate with You]! Truly, I have been of the wrongdoers)” [cf. al-Anbiyaa’ 21:87]

If you want to know more, please refer to the writings of the scholars on the topic of adhkaar (dhikr, remembering Allaah), such as al-Waabil al-Sayyib by Ibn al-Qayyim, al-Kalim al-Tayyib by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah, al-Adhkaar by al-Nawawi, and Zaad al-Ma’aad, by Ibn al-Qayyim.

But when faith grows weak, the soul’s acceptance of remedies prescribed in sharee’ah also grows weak. People nowadays have begun to rely on physical medicines more than on the spiritual remedies prescribed in Islam. But when faith is strong, the spiritual remedies prescribed in Islam have a more complete effect; their effect may be faster than that of physical medicines. We are all aware of the story of the man whom the Messenger SAWS (peace and blessings of Allaah be upon him) sent on a campaign. He camped near some Arabs, but those people near whom he camped did not show him any hospitality. Allaah willed that their chief should be stung by a snake, and they said to one another, “Go to those people who are camped (near us), maybe you will find a raaqi (one who recites ruqyah, i.e., incantations or prayers for healing) with them.” The Sahaabah said to them, “We will not recite ruqyah for your chief until you give us such and such number of sheep.” They said, “We agree.” Then one of the Sahaabah went and recited over the one who had been stung; he recited Soorat al-Faatihah only, then that person who had been stung got up as if he was released from a chain.

This recitation of al-Faatihah had such an effect in this man because it came from a heart that was filled with faith. When they came back, the Prophet SAWS (peace and blessings of Allaah be upon him) said, “How did you know that it is a ruqyah?”

But in our own times there is this weakness of religious commitment and faith, and people have started to rely on outward physical matters, and this is causing them further suffering.

On the other hand there are those who cheat people and deceive them, claiming to be pious reciters of Qur’aan, but they consume people’s wealth unlawfully. People are of two extremes, one which thinks that recitation of Qur’aan has no effect at all, and the other extreme composed of cheaters who deceive people by reciting devious recitations, and some are moderate.

Shaykh Ibn ‘Uthaymeen, Fataawa Islamiyyah, 4/465, 466

But as there is no contradiction between using permissible physical medicines as prescribed by doctors and using spiritual medicines such as ruqyah and seeking refuge with Allaah and other du’aa’s that are proven in sound reports, the two may be combined, as the Prophet SAWS (peace and blessings of Allaah be upon him) did. It was proven that he used both kinds of treatment, and he said, “Strive to pursue that which will benefit you and seek refuge with Allaah, and do not feel helpless.” And he said: “Seek treatment, O slaves of Allaah, but do not seek treatment with things which are haraam.”
Islam Q&A


Est-ce que le croyant devient malade mental
3839: lequel de des médicaments classiques, de l’exorcisme ou de la médecine religieuse est le plus efficace

La médecine moderne soigne les maladies mentales à l’aide de médicaments classiques uniquement. Peut – on s’y limiter ? Est – il permis de faire recours à l’exorcisme ? Lequel des deux est le plus efficace

Louange à Allah.
Il est incontestable que l’homme peut être atteint de maladies mentales telles que les angoisses liées à l’avenir et les tristesses du passé.
Les maladies mentales sont plus nuisibles à l’homme que les maladies physiques. En plus, il est de notoriété publique qu’il est plus efficace de soigner ces genres de maladies par des procédés reconnus par la Charia – tel que l’exorcisme - que par le biais des médicaments classiques.
Parmi ces procédés il y a ce hadith authentique rapporté par Ibn Masoud (P.A.a): « à tout croyant dominé par l’angoisse, les soucis et la tristesse, Allah apportera remède s’il dit : أ” mon Dieu, je suis Ton serviteur, fils de Ton serviteur et de ta servante. Je suis sous Ton autorité et accepte Ton jugement et le destin que Tu traces pour moi. Par tous tes noms, par chaque nom que Tu vous T’es donnés, que Tu as communiqué à l’une de Tes créatures, révélé dans Ton livre ou gardé pour Toi même dans la science de l’invisible, je Te demande de faire du Coran la fleur de mon cœur, la lumière de ma poitrine et un remède contre ma tristesse et mon angoisse ». Ce hadith fait partie de la médicine reconnue par la Charia.
Il existe également cette formule : «Et Dhoû-n-Noûn (Jonas) quand il partit, irrité. Il pensa que Nous N' allions pas l' éprouver. Puis il fit, dans les ténèbres, l' appel que voici: "Pas de divinité à part Toi! Pureté à Toi! J' ai été vraiment du nombre des injustes". » Coran : 21, 87)
Pour plus d’informations, se référer aux écrits des savants sur le thème des invocations, tels « Al-Wabil As-Saîb » d’Ibn al-Qayyim, « Al-Kalim At-Tayyib » de Cheikh Al-isalm Ibn Taymiya, « Al- Azkar » de An-Nawawii » et Zaad al- Maâd d’Ibn al-Qayyim.
Cependant, la régression de la foi a fait que l’être humain accepte de moins en mois la médecine religieuse. Actuellement, les gens font plus recours aux médicaments classiques qu’à la médecine religieuse. Autrement dit, à l’époque où la foi était solide, la médecine religieuse était de loin préférable. Mieux, ses effets sont ressentis beaucoup plus rapidement , si on la compare aux médicaments classiques. Par ailleurs, personne n’ignore l’histoire de l’homme que le prophète (bénédiction et salut soient sur lui) avait envoyé discrètement à la tête d’un groupe de compagnons du prophète. Ces derniers avaient fait escale dans une tribu arabe qui avait refusé de leur accorder l’hospitalité ; mais, pendant leur séjour, Allah a voulu que le chef de la tribu soit mordu par un serpent. Ils se sont alors concertés pour aller voir ces hôtes . Mais, ces derniers leur ont dit : nous ne soignerons votre chef que si vous nous donnez un certain nombre de moutons. D’accord, ont –ils répondu. Alors un des compagnons est allé voir le chef. أ€ son arrivée, il récite uniquement la sourate « Al Fatiha » et le chef se leva brusquement, comme s’il venait d’être délivré d’une capture.
Comme on le voit donc, la récitation de la sourate « Al-Fatiha » a eu un effet sur le chef, parce que tout simplement venant d’un cœur imbu de foi.
أ€ leur retour, le prophète (bénédiction et salut soient sur lui) a dit : « Qui vous a dit que c’était un remède ».
Cependant, la religion et la foi sont devenues aujourd’hui plus faibles. Les gens, eux, font de plus en plus confiance aux choses concrètes et visibles et en subissent alors les conséquences malheureuses.
أ€ coté de ces gens, il existe des charlatans qui manipulent l’esprit, la faculté et les paroles des gens, en faisant croire qu’ils sont des exorciseurs compétents. En réalité, ils ne sont que des escrocs.
En outre, les gens sont partagés entre des positions diamétralement opposées. Il y a les occupants du juste milieu et les extrémistes des deux bords : ceux qui dénient tout intérêt à la récitation du Coran et ceux qui manipulent l’esprit des gens par des récitations fausses et trompeuses.
voir fataawa islamiya (4 :465,466) de Cheikh Ibn Outhaymin.
Il faut par ailleurs dire qu’il n’y a pas d’incompatibilité entre l’utilisation des médicaments classiques licites et prescrits par les médecins du corps et la médecine religieuse, tels que l’exorcisme, les conjurations reconnues par la Charia et les invocations authentiques. Il est possible de faire recours aux deux en même temps, comme l’avait fait le prophète (bénédiction et salut soient sur lui). Il est d’ailleurs établi qu’il a utilisé l’un et l’autre et a dit : « veilles à ce qui est utile pour toi, demandes de l’aide à Allah et ne sois pas paresseux ». Il a également dit : « serviteurs d’Allah, soignez-vous, mais pas à l’aide de quelque chose d’illicite ».

Islam Q&A

Sheikh Muhammed Salih Al-Munajjid